أشارت أبحاث علمية جديدة إلى أنَّ تناوُل مشروبات الحِمية الغذائية والمُحلّيات الاصطناعية التي يستخدمها البعض للحد من استهلاك السكر قد يؤدي إلى التعرض لمخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
العلاقة بين المُحلّيات الاصطناعية ومرض السكري
وحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، وجد العلماء أنَّ تناوُل معدلات مرتفعة من المُحلّيات منخفضة السعرات الحرارية، على مدار أسبوعين، يكفي لتحوُّر البكتيريا في الأمعاء إلى حد كبير.
وذكر الباحثون أن هذا يؤدي إلى تغيُّر طريقة امتصاص وتنظيم الجسم للسكر في الدم؛ ما يؤدي بمرور الوقت إلى زيادة مخاطر الإصابة بداء السكري.
وتعد تلك النتائج مثيرة للقلق؛ نظراً إلى أن الكثيرين ممن يتعرضون لمخاطر الإصابة بداء السكري -كهؤلاء الذين يعانون البدانة، أو المصابين بالفعل بارتفاع معدل السكر في الدم- يستخدمون مشروبات الحِمية والمُحلّيات.
دراسة علمية
وقام فريق الباحثين، برئاسة البروفيسور ريتشارد يانغ، من كلية أديلايد للطب في أستراليا، بدراسة 29 شاباً أصحّاء على مدار أسبوعين.
وتم منح نصف هذا العدد كبسولات من المُحلّيات، تحتوي على سكرالوز و"أسيسولفام ك"، أي ما يعادل نحو 4.5 من مُعلّبات مشروبات الحِمية يومياً.
في حين حصل النصف الآخر على كبسولات وهمية لا تحتوي على أي مُحلُيات.
وحلل الباحثون البكتيريا في أمعاء المتطوعين، فوجدوا تغيُّراً كبيراً في هؤلاء الذين تناولوا المُحلّيات، إضافة إلى انخفاض معدل إفراز هرمون "GPL-1″، الذي يساعد على الحد من مستويات الغلوكوز بالدم.
وذكر الباحثون بعد أن قدَّموا نتائجهم خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لدراسة داء السكري في برلين.
أنَّ "تناوُل المُحلّيات منخفضة السعرات الحرارية، على مدار أسبوعين، يكفي لإحداث خلل ببكتيريا الأمعاء، وزيادة تكاثر البكتيريا غير الموجودة بصورة طبيعية داخل أمعاء الأصحاء.
وأضاف الباحثون أن نتائجهم تدعم "الفكرة القائلة بأن تلك المُحلّيات تقلل من إمكانية السيطرة على السكر في الدم لدى الأصحاء".
كما من الممكن أن تتسبب بمرض السكري عند الأطفال.
رغم ذلك فإنها البديل الأفضل!
ومع ذلك، حذَّر خبراء بريطانيون من أن النتائج غير نهائية، وأن المُحلّيات الاصطناعية بديل أفضل للسكر.
وقال البروفيسور نافيد ستار، من جامعة غلاسكو: "رغم أن هذه الدراسة جيدة، فإن نتائجها تختلف عن نتائج تناول مشروب أو اثنين من مشروبات الحِمية التي تحتوي على مُحلّيات في اليوم الواحد".
وأكد أن "هذه الأدلة لن تمنعني مطلقاً من تناوُل مشروب واحد يومياً من مشروبات الحِمية، أو توصية المرضى بتناول مثل هذه المشروبات كبدائل للمشروبات الغنية بالسكر".
وقالت الدكتورة كاترينا كوس، التي تُحاضر في مجالي داء السكري والبدانة بجامعة إكسيتر: "يظل الخيار الأمثل، هو الماء باعتباره شراباً خالياً من السعرات الحرارية".
وقال جافن بارتنجتون، المدير العام لاتحاد المشروبات الغازية البريطاني: "تعد المُحلّيات منخفضة السعرات آمنة، وقد أَدخلت الهيئات الصحية الرائدة كافة حول العالم على مدار عقود، بالإضافة إلى مركز بحوث السرطان ومركز داء السكري بالمملكة المتحدة، الكثيرَ من التحسينات عليها".
والمُحلّيات الاصطناعية هي المُركّبات التي توفر التحلية دون سعرات حرارية مرتفعة كالسكر، وتبلغ قدرتها على التحلية نحو 30 إلى 8 آلاف مرةٍ قدرة التحلية العادية للسكر.
فعبوة المشروب الغازي المحلّاة بالمُحليات الاصطناعية لا تحوي أية سعرات حرارية أو سعرات منخفضة، في حين تحمل مثيلتها العادية نحو 150 سعراً حرارياً، معظمها من السكر.
وتم اكتشاف السكرين كأول المُحلّيات الاصطناعية في عام 1879، على يد كيميائي يُدعى كونستانتين فهلبرغ، يعمل في مشتقات قطران الفحم بمختبر إيرا ريمسن في جامعة جون هوبكنز الأميركية.
وعلى الرغم من تناقُض البحوث العلمية الجديدة مع سابقاتها، فإنَّ تناوُل المُحلّيات منخفضة السعرات الحرارية بصورة آمنة هو الحل الأمثل في الوقت الحالي لتخفيض الوزن، والابتعاد عن المأكولات التي تحتوي على المواد السكرية.