شعرت بالهزيمة بعض الشيء، عندما لم أَجِد كل متطلبات الوظيفة متوفرة لديّ، وقرَّرت إغلاق الإعلان وعدم التقدم، ولكنه كان قراراً خاطئاً.
بهذه الكلمات تصف جينيفر داسيلفا، رئيسة شركة برلين كاميرون، وهي شركة تسويق متكاملة تتمتع بخبرة تربو على 20 عاماً في مجال العلامات التجارية Fortune 500، تجربة شخصية مرت بها في بداية عملها في مجال الدعاية والإعلان.
أظهرت لها هذه التجربة مشكلة كبيرة تعوق الإقدام في العمل وخوض تجارب جديدة، وهي مشكلة تظهر أكثر لدى النساء، ولقد حاولت جينفير بعد ذلك التخلص منها لكي تنجح في حياتها، حسب ما قالت في مقال نُشر بموقع Themuse الأميركي.
تروي جينفير تجربتها قائلة: كنت بصدد التقديم للحصول على وظيفة تسويقية لدى إحدى العلامات التجارية الكبرى في مجال الأغذية.
ولكن خلال تدقيقي في قائمة المتطلبات المُطولة في الوصف الوظيفي، فكَّرت بالأمر، وقلت في نفسي: "أنا لم أضع علامات تشير إلى توافقي مع جميع المتطلبات الوظيفية المذكورة". ولذا شعرت بالهزيمة بعض الشيء، وأغلقت الإعلان ولم أُفكر كثيراً بالأمر إلا مؤخراً.
سر انتشار هذه المشكلة لدى النساء أكثر من الرجال
خلال مهرجان "كان ليون" الدولي للإبداع قبل عدة أشهر، كان من بين المتحدثين في إحدى الندوات، الأسطورة الإعلانية شارلوت بيرز، التي أشارت إلى الإحصائيات المزعجة التي تعبر عن حاجة النساء للشعور بأنهن مؤهلات بنسبة 100%، لتلبية المتطلبات الوظيفية قبل التقدم إلى الوظيفة، بينما يحتاج الرجال إلى الشعور بأنهم مؤهلون بنسبة 60% فقط قبل "إرسال" طلب التوظيف.
بعبارة أخرى، فإن النساء أقل استعداداً لتحمل خوض المخاطرة بأنفسهن.
تقول جينيفر: دفعتني خبرتي في كيفية البحث عن فرص عمل، إلى جانب عملي كرئيسة وكالة "برلين كاميرون"، وهي وكالة إبداعية تجريبية، إلى التفكير في العوامل النفسية وراء هذه الظاهرة.
فخلال الأعوام القليلة الماضية، حظيت بفرصة العمل مع عدد من رائدات الأعمال، واللاتي كُن ملهمات لي أيما إلهام. كما شاركت أيضاً في مجالس إدارة منظمات كبرى، مثل "Girl Up"، وأنشأت قسماً في وكالة "برلين كاميرون" تحت عنوان "العلامات التجارية للفتيات يفعلنها بشكل أفضل" -Girl Brands Do It Better- لتعزيز النساء المؤسسات للأعمال التجارية.
كيف يمكن للمرأة أن تتسم بالإقدام على المخاطر في عملها؟
على الرغم من مقابلتي وعملي مع الكثير من هؤلاء النساء، كان الحديث عن كيفية اتخاذ تلك الخطوة الأولى المحفوفة بالمخاطر، يتسلل إلى مناقشاتنا بشكل أو بآخر، وكنت أتساءل حينها عن السبب، حسبما تقول جينفير.
تضيف: كما أردت البحث عن نوع من النصيحة أو التغيير في طريقة التفكير الذي من شأنه أن يُساعد النساء على تقبل الجانب الخاص بالإقدام على المخاطر في حياتهن.
لذا، بدأت في استكشاف متطلبات اتخاذ هذه الخطوة، والتجرؤ على البداية. تحدثت إلى عدد من الخبراء والمدربين الوظيفيين، والنساء البارعات اللاتي أسَّسن شركات في شتى الصناعات، لمعرفة كيفية الحصول على الإلهام، وابتكار أفكار جديدة.
إليك 5 نصائح تعلمتها جينفير لكي يكتسب المرء الثقة ويقرر أن يغامر بخوض أفكار جديدة:
1- حدِّد رؤيتك ثم ثق بها.. وهكذا تتخلص من المعتقدات التي تعرقلك
الاستثمار العقلي في مستقبلك هو أمرٌ جوهري.
قالت سوزانا سكالي، المدربة التنفيذية التي عملت مع شركات كبرى مثل آبل، وسيفورا، وإير بي إن بي، لجينيفر "عندما يقع الناس في أزمة، فإن ذلك يعني أنهم لم يكونوا مرتبطين بالغاية النهائية بما فيه الكفاية".
"فإذا كنت تفكر في هدف المشاركة في ماراثون للجري، كلما زاد ارتباطك بالغاية النهائية، ستصبح أكثر حماساً، وتزداد دوافعك".
وأضافت: "إذا كان لديك بعض المعتقدات التي تقيدك في ذهنك تتعلق بالأسباب التي قد تعوقك عن النجاح في هذا الأمر، فلتفند تلك المعتقدات".
ولتتعرف على أسباب تفكيرك في عدم النجاح. تقول سوزانا "أحب العبارة القائلة إن الاعتقاد ما هو إلا خاطرة أعدت التفكير فيها مراراً وتكراراً. ولكن لا يعني ذلك أن هذه الخاطرة صحيحة".
2- ضع أهدافاً مرحلية صغيرة.. إليك جدولاً زمنياً مقترحاً
في أي وقت تقترب فيه من اتخاذ خطوة كبيرة في حياتك، سواء كان ذلك طلب الحصول على تمويل، أو العمل على محاولة بيع شيء ما، فقد تكون النتيجة النهائية هائلة.
ولكن يُعد تحديد أهداف صغيرة وسهلة التحقيق أحد طرق بناء نفسك.
تتفق ليزا صن، من خط غرافيتاس Gravitas للأزياء العملية مع ذلك، وتقول: "ضع هدفاً كل أسبوعين، حتى وإن كان هدفاً صغيراً كفتح حساب بنكي لشركتك. بعد عشرة أسابيع، ستكتشف أنك قد حققت الكثير".
3- تخلص من المثالية قبل أن تبدأ.. وهذا هو البديل عنها
في أي وقت تكون بصدد بداية شيء جديد، فإن السعي وراء المثالية قد يكون أمراً مثبطاً.
تقول ميشيل بولر، مؤسسة موقع 100 Days Without Fear، التي تلقي محاضرات في جميع أنحاء العالم عن كيفية التغلب على الخوف "قدم العمل على المثالية". وتضيف: "النساء بطبعهن محبات للمثالية، وعلينا أن نتنازل عن هذه الرغبة للوصول إلى المثالية. نحن نشعر بالخوف الشديد من خذلان أنفسنا، ولكن عندما لا نُقدم حتى على المحاولة، فإننا نتسبب في خذلان أكبر لأنفسنا".
لا شك أنك ستواجه حالات فشل، ولكن حاول أن تتعلم منها، وتُحرز تقدماً بدلاً من السعي وراء المستحيل.
4- ابحث عن أشخاص مثلك.. هكذا يمكن أن تستفيد منهم
بناء مجتمع نابض يحيط بك أمر بالغ الأهمية لإقدامك على أخذ المخاطر من الناحية الذهنية.
تقول آشلي سمنر، المؤسسة المشاركة لموقع Quilt الذي يهتم بالعمل المشترك للإناث: "أحِطْ نفسك بأشخاص آخرين ممن يحققون النجاحات، ولا تتشبث بطريقة تفكيرك، وقم بالمزيد والمزيد من البحث.
من الجيد أن تكون لديك فكرة عظيمة، ولكن الأمر يختلف تماماً عند العمل على تحقيق هذه الفكرة، ولذلك يتعين عليك بناء نموذج للأعمال الخاص بك، وأسعى إلى تحقيقه بشكل مدروس".
أحد هذه الجوانب ألا تشعر بالخوف من مشاركة أفكارك، وتلقي تعليقات الآخرين.
تقول كاتي فريتس، مؤسسة خدمة Underclub المتاحة للجمهور مقابل اشتراك والمتخصصة في الملابس الداخلية الفاخرة: "لم أندم أبداً على مشاركتي ما كنت أفكر فيه، أو أتناقش في فكرة ما مع أحدهم".
وتضيف: "مشاركة أفكاري مع الآخرين تجعلني أكثر تحملاً لمسؤولية القيام بما قلت إنني سأقوم به".
5- لا تخشَ الخوف.. إليك طريقة لجعله سبباً لقوتك الشخصية
بغض النظر عن المرحلة التي وصلت إليها في مسيرتك المهنية الحالية، فإن الخوف موجود في كل مكان. ولكن كل مَن تحدَّثت معهم قد اتفقوا على أن الخوف قد يكون محفزاً قوياً، حسبما تقول جينفير.
تقول إيفي كرولي متحدثةً عن منصتها الرقمية لنشر أساليب الحياة الرقمية The Caret، التي شاركت في تأسيسها وإطلاقها العام الحالي، "كانت وظيفتي بمثابة تمرين لمرونة هذه العضلات التي عادة لا أستخدمها".
وتضيف: "لدي دافع داخلي تجاه ريادة الأعمال، لكنه مُعطل بسبب الشعور الكثيف بعدم الأمان. ولذلك كانت الطريقة المثلى بالنسبة لي كي أتغلب على معضلة عدم الثقة بالنفس، الاستمرار في العمل حتى أجعلها علامة تجارية ناجحة".
تقول دي بوكو سبالدينغ، مؤسسة موقعي WIE Network، وThe Other Festival: "المرة الأولى التي تأخذ فيها خطوة كبيرة استناداً إلى ما تؤمن به، وتحقق فيها النجاح، تعزز ثقتك الذاتية بشكل لا يصدق. وهو ما يمنحك الثقة لتكرارها مرة أخرى".
النتيجة التي خلصت إليها: النساء لديهن هذه المميزات التي لا يدركنها في الأغلب
بعد التحدث مع كل هؤلاء النساء اللاتي تغلبن على المعوقات التي تدفعنا نحن النساء للتراجع، خرجت ببعض الأفكار الخاصة بي، حسبما خلصت جينفير من دراستها.
إذ تقول: النساء بطبيعتهن جيدات في التواصل والتكيف مع المجتمع، فضلاً عن قدرتهن على الاستماع، ودعم بعضهن البعض.
لذا، عندما يتعلق الأمر بتحمل المخاطر، فإننا مؤهلات لذلك أكثر مما نعتقد.