اشترت عائلة مارتن "روبوتاً" للمساعدة في المهام المنزلية، ولم تمضِ فترة وجيزة حتى اكتشفت العائلة أنها لا تمتلك روبوتاً عادياً فـ "أندرو" كان روبوتاً قادراً على تمييز المشاعر الإنسانية. عندها بدأ السيد مارتن مساعدة أندرو، وتعليمه على اختبار النفس الإنسانية، استمرَّت تجربة أندرو لقرنين من الزمن، جسَّد فيها لقاء الآلة مع الإنسان، من خلال رابط الذكاء الصناعي في فيلم من أفلام الخيال العلمي الكوميدي الدرامي عام 1999، من إنتاج أميركي- كندي، وبطولة الممثل روبن ويليامز.
الخيال العلمي صار حقيقة
والآن يصبح الخيال العلمي واقعاً ملموساً، فقد أعلنت شركة Softbanks Robotics، في 28 أغسطس/آب من عام 2018، عن تحسينات جديدة في بيبر "Pepper"، الروبوت صاحب الذكاء العاطفي. فقد أصبح بإمكان بيبر تفسير النشاط البشري والاستجابة له، معتمداً على تطبيق تكنولوجيا قراءة المشاعر الذي أنتجته شركة أفيكتيفا "Affectiva".
يبلغ طول بيبر حوالي 4 أقدام، ويسير على عجلات ولديه لوحة إدخال رقمية مثبتة على منطقة الصدر. ظهر الروبوت ذو المواصفات البشرية لأول مرة عام 2015، وقد صمَّم حينها للتفاعل مع البشر، حيث ساعدت الكاميرات والميكروفونات على تمييز بيبر للمشاعر الإنسانية، مثل العداوة أو المرح والاستجابة للابتسامة أو إظهار انطباع للتعبير عن الحزن. ساعد تصميم بيبر في نجاحه في بيئة العمل التجارية كمحلات بيع البيتزا والفنادق والبنوك في بعض المناطق الآسيوية. صمم بيبر للرقص والتقاط السيلفي وأداء مراسم الدفن البوذية وغيرها.
شركة أفيكتيفا تنقل الروبوت إلى مستوى جديد
وعلى الرغم من أن الروبوت بيبر مجهز بالفعل للتعرف على بعض العواطف البشرية، إلا أن تطبيق الذكاء الصنعي العاطفي لشركة أفيكتيفا يعطي بيبر القدرة على فهم حالات أكثر دقة من المشاعر الإنسانية، مثل الفرق بين الابتسامة الحقيقية والمتكلفة. فتطبيق أفيكتيفا قادر على تحديد أشياء أكثر تطوراً مثل الضحك في صوتك، أو تعبيرات وجهك من الفرح، والاشمئزاز، والدهشة، والخوف، والازدراء، بالإضافة إلى خصائص محددة حول الشخص مثل العمر والجنس والعرق.
بدأت الباحثة المصرية رنا القليوبي تطبيق تكنولوجيا الذكاء العاطفي كمشروع بحثي في مختبرات معهد ماساتشوستس، ثم دخلت سوق العمل من خلال شركة أفيكتيفا، في ديسمبر/كانون الأول من عام 2009. وتعتقد القليوبي -الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة أفيكتيفا- أن التعرف على الانفعالات أو الحوسبة الوجدانية أمر أساسي في مجموعة متنوعة من اللقاءات بين الإنسان والآلة، بما في ذلك التفاعلات مع روبوتات المنزل، والمساعد الرقمي الافتراضي مثل مساعد جوجل وأليكسا.
وترى الدكتورة القليوبي، أنه يمكن استخدام التعرف على الحالة العاطفية أو الإدراكية للشخص، من قبل المساعد الافتراضي الرقمي أو أشكال أخرى من التكنولوجيا، لمساعدة الناس على أن يعيشوا حياة أكثر سعادة وصحة وأكثر إنتاجية، ويمكنهم حتى المساعدة في علاج أمراض الصحة العقلية. وعلى الرغم من أن الكشف عن العواطف من الكاميرات والأصوات والنبرات هو أمر فعال جداً، فإنه يمكن استخدام كل منهما لأغراض مختلفة.
ولهذا ترى الدكتورة القليوبي أن للوجه دلالة جيدة للغاية عن التعبيرات الإيجابية والسلبية. ومع ذلك، يعتبر الصوت أيضاً مؤشراً جيداً بما فيه الكفاية عن شدة العواطف -التي تسمى مستوى الإثارة- التي تمكن من تحديد الإثارة من الصوت، كما أنه يمكن اكتشاف الابتسامات من خلال تعبيرات الوجه، ولكن يمكن لخوارزمية الذكاء العاطفي تحديد ذلك على وجه التحديد، عندما تضحك من خلال صوتك.
وكانت أفيكتيفا قد أطلقت، في شهر مارس/آذار عام 2018، تطبيق تتبع العواطف في كاميرات السيارات الحديثة أو أنظمة المركبات ذات القيادة شبه الذاتية، للتعرف على ما إذا كان الناس غاضبين أو سعداء أو لتعيين درجات شرود السائقين.