تعمل ساعات زائدة وتكره العطلات؟ لا تفرح كثيراً، فـ “إدمان العمل” ليس أمراً جيداً على الإطلاق!

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/10 الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/10 الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش

تحب عملك، وتخشى الفشل؟ هنيئاً لك، فهذه صفات الناجحين!

لكن انتبه، فهذه الصفات قد تكون مؤشراً على وقوعك فيما يعرف بإدمان العمل، إنه أمر لا يجب الاستهانة به على الإطلاق، فقد تكون حياتك نفسها في خطر.

رغم أن مصطلح إدمان العمل (workaholics)، ظهر منذ أكثر من 45 عاماً، إلا أن التكنولوجيا الحديثة قد أسهمت بشكل كبير في زيادة انتشاره في الآونة الأخيرة بين الأشخاص على اختلاف نوعية أعمالهم وبلاد إقامتهم؛ ذلك لأن الأجهزة الحديثة ومنها الكمبيوتر المحمول، والهواتف الخلوية، وغيرها من الأجهزة قد سهلت من تسيير أداء الأعمال من أي مكان، وفي أي وقت، دون الحاجة إلى الذهاب إلى مقر العمل، أو التقيُّد بساعات عمل ثابتة.

لذا أصبح من الطبيعي أن تجد تزايداً في نسب الأشخاص الذين يعانون من إدمان العمل، بل ربما كنت أنت نفسك تعاني منه ولا تدري. ولكن كيف يمكن أن تكتشف إصابتك بإدمان العمل، هذا ما نتعرف عليه في هذا التقرير.

تعريفه وحدوده: وسواس قهري لا يقتصر على العمل

لا يوجد تعريف طبي محدد لحالة إدمان العمل، ولكن يمكن وصف مدمن العمل بأنه الشخص الذي يشعر بضغوط عصبية مستمرة، ولديه بعض الاضطرابات المرتبطة بالسيطرة على النفس، أو الوسواس القهري المرتبط بشكل أو بآخر بأعباء العمل.

ولا يقتصر مفهوم العمل هنا على الوظيفة فحسب، بل يمكن أن نُدرج تحته ممارسة الألعاب الرياضية، أو الفنون والموسيقى، أو أي نشاط يمارسه الإنسان يمكن أن يؤدي إلى الشعور بهذه الحالة.

كيف تعرف أنك مدمن للعمل؟ علامات قد تبدو بسيطة وحتى إيجابية

  • تفكر دوما كيف يمكنك تخصيص المزيد من الوقت للعمل.
  • تعاني من بعض المشكلات الاجتماعية البسيطة، المتمثلة في عدم الاهتمام بالعائلة، وعدم القدرة على الاستمتاع بالعطلات، وأوقات الفراغ، وإهمال الهوايات والرياضة وغيرها من الاهتمامات.
  • تخفف من أهمية الهوايات، والأنشطة الترفيهية، ممارسة الرياضة بسبب عملك
  • تعمل كثيراً لدرجة أن هذا أثر سلبياً على صحتك.
  • تفقد الإحساس بالوقت؛ فإذا خصصت ساعة واحدة، على سبيل المثال، للانتهاء من مهمة واحدة تتعلق بالعمل، تجد نفسك دون أن تشعر قد استغرقت عدة ساعات لإتمام هذه المهمة، وربما تتجاوزها لإنجاز مهمات أخرى.
  • المدمن للعمل يشعر أن عليه أن يعمل للتخلص من الإحساس بالذنب، والتوتر، والاكتئاب.
  • تتأثر صحتك وحالتك النفسية كثيراً؛ نتيجة العمل لساعات طويلة متصلة دون راحة.
  • ينصحك الكثيرون بمحاولة الذهاب في عطلة، أو أخذ قسط من الراحة دون أن تنصت إليهم.
  • ما نتائجه؟ مناقضة لأهدافك.. بل خطيرة على حياتك أيضاً   

بالرغم من أن مصطلح إدمان العمل له دلالة سلبية، إلا أن بعض الأشخاص يستخدمون المصطلح ذاته للتعبير عن التفاني والإخلاص في العمل، أو أنه محاولة جيدة للوصول إلى النجاح.

ولكن ذلك ليس صحيحاً؛ فهناك خط فاصل بين التفاني في العمل الذي يقيد الشخص بساعات عمل محددة تمكنه من الحياة بصورة طبيعية، وبين العمل لساعات طويلة دون الاهتمام بشيء آخر؛ مما يؤثر على حياته الاجتماعية بالدرجة الأولى.

ومع أن بداية إدمان العمل قد تؤدي إلى زيادة في إنتاجية الفرد، لكن سرعان ما تنخفض تلك الإنتاجية عن المعدل الطبيعي؛ نتيجة الضغوط النفسية والعصبية المتراكمة، التي غالباً ما تؤدي إلى مشكلات صحية جسيمة، خاصة إذا ما كان الشخص مضطراً إلى الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة؛ فيتأثر النظر، والعضلات، والعظام، وغيرها.

كل هذه الأمور من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة المبكرة.

وقد توصلت دراسة أُجريت عام 2013 إلى أن الأشخاص، الذين يعملون عدد ساعات تتخطى 50 ساعة أسبوعياً، أكثر عرضة للمشكلات البدنية والنفسية.

أيضاً يمكن أن يؤدي إدمان العمل إلى بعض المشكلات الأخرى مثل:

  • الأرق واضطرابات النوم
  • زيادة الوزن
  • اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب
  • ارتفاع ضغط الدم الناتج عن العصبية والتوتر
  • الصداع المستمر وألم بالمعدة
  • الشعور بالإرهاق البدني والمعنوي
  • الشعور بعدم الرضا عن الحياة بوجه عام

كيف يمكن التغلب على إدمان العمل؟ هناك شخص خير لك من الطبيب؟

لا ينبغي أن ينظر للإدمان على العمل على أنه أمر إيجابي، بل يجب أن يعامل على أنه حالة خطيرة.

وفِي كل الإحوال، إذا تأثرت حياتك بشكل أو بأخر بسبب إدمانك على العمل؛ فيوجد عدة نصائح يمكن اتباعها للتخلص من تأثير إدمان العمل السلبي، والوصول إلى حياة متزنة. ومن هذه النصائح:

  • طلب المساعدة من الأشخاص المحيطين بك، سواء كانوا من أفراد العائلة، أو الأصدقاء المقربين.
  • الخضوع لعلاج إدراكي وسلوكي، يساعد على تغيير الأفكار الهادمة للذات، واستبدالها بأفكار أخرى إيجابية.
  • يمكن حضور مجموعات المساعدة الذاتية مثل مدمني العمل المجهولين، وعادةً ما ينطوي العلاج على تعلم كيفية فك الارتباط عن العمل، وإيجاد استراتيجيات لإعادة التفاعل مع العائلة.
  • إعادة التفكير في شكل حياتك التي تريد أن تحياها، والتفكير في الخطوات اللازمة للوصول إليها، وتقوية الحافز الذاتي بداخلك للقيام بالتغييرات التي تجعل تلك الحياة حقيقية.
  • اللجوء إلى طبيب مختص إذا ما لزم الأمر ذلك.
  • ربما يكون أفضل مسار هو تنمية الوعي الذاتي، بالحذر من الوقوع في هذا الإدمان، من خلال مراقبة الوقت الذي تمارس فيه عملك، والحرص على ألا تخلق حياتك العملية مشكلات في حياتك الشخصية.
  • القيام بالعطلات العادية، ووضع حدود بين الحياة والعمل، يمكن أن يساعدك على تطوير التوازن بينهما، ويمنعك من أن تصبح مدمناً للعمل.
علامات:
تحميل المزيد