إن كنت لا تعلم، فالمكان الذي تعيش فيه بكل تفاصيله، يؤثر بشدة على حالتك المزاجية، وبالتالي فأنت بحاجة لكل ما يحسِّن مزاجك، ويزيد من استرخائك وإنتاجيتك.
وهذا يبدأ من المنزل. ولأفكارٍ تجلب طاقةً إيجابيةً ولمسةً من الأناقة لمنزلك، نشرت صحيفة The New York Times الأميركية مقابلةً مع جوستينا بلاكني، المُصممة صاحبة صفحة إنستغرام الرائجةِ Jungalow، ومؤلفة كتاب "The New Bohemians Handbook: Come Home to Good Vibes".
بلاكني (38 عاماً) هي من المؤمنين باستخدام التصميم لتحسين جودة الحياة. يمتلئ منزلها ذو الطابق الواحد، الواقع في لوس أنغلوس ويعود بناؤه لعام 1926 بالألوان والأنماط والاخضرار.
وفي هذا التقرير تعرض 7 نصائح حول تصميم منزل يدعم راحتك وسعادتك.
نظف "الشرايين"
تقول بلاكني: "يجدر بالأبواب أن تتأرجح بحرية، وبالممرات أن تكون خالية، وأن تُصمم المساحات بحيث تخدم روتينك ونشاطك اليومي".
اكتشفت أهمية ذلك بعد مولد ابنتها البالغة من العمر الآن 5 سنوات، وكانت المنطقة الواقعة خلف بابها الأمامي قد بدأت تتحول إلى مُستقرٍ للأحذية وعربات الأطفال وغيرها من العتاد.
وتتابع: "لم يكن يمكن فتح الباب الأمامي بشكلٍ كامل. لم ألحظ الأثر الذي يتركه عليَّ ذلك إلا بعد زواله. كان ذلك اكتشافاً بالنسبة لي. كنتُ أظنُّ أنَّني ذكيةً عندما استخدمتُ حمالة معاطف خلف الباب كحلٍ موفرٍ للمساحة، لكنَّها كانت فقط تسد الشريان".
يجب الانتباه لقطع الأثاث التي تقابلها في طريقك كذلك، مثل طاولة القهوة غريبة الشكل تلك، أو زاوية سريرك.
وتقول كذلك: "كل هذه الأشياء الصغيرة لا تشكل مشكلةً حقيقيةً وحدها"، لكنَّها مجتمعةً يمكن أن تفسد مزاجك.
وتتابع: "فجأةً تجد نفسك منزعجاً ولا تعرف حتى ما السبب. قد يكون السبب أنَّك تحتاج إلى طاولة قهوة مستديرة بدلاً من تلك المربعة، أو تحتاج إلى مكانٍ آخر لتضع فيه معاطفك وعربات الأطفال".
استخدم قاعدة القدمين
تنصحك بلاكني بأنَّ تترك ممراً لا يقل عن 60 سنتيمتراً بين قطع الأثاث. لماذا 60 سنتيمتراً؟ تقول إنَّها استقرت على هذا البعد بعد أن كانت تحتفظ بشريط قياس في حقيبتها، وتستخدمه في كل غرفةٍ تساعد في تحسُّن مزاجها.
وفي تلك الغرف التي أشعرتها بأكبر قدر من الراحة والاسترخاء، وجدت أنَّ هذه المسافة أو أكثر موجودة عادةً بين قطع الأثاث.
وأضافت: "حتى في المساحات الصغيرة. إن كنتَ تستطيع، اترك مسافة قدمين أو ما يُعادل 60 سنتيمتراً لتلك الممرات، بهذا لن تشعر بانخفاض طاقتك أو بتكدس الأثاث".
قم بتنظيفٍ عميقٍ
لا تكتفِ فقط بكنس خيوط العنكبوت، أزل القطع المرتبطة بذكرياتٍ أليمةٍ كذلك، واستبدلها بقطعٍ تبعث على الأمل والجمال والابتهاج.
تقول بلاكني: "أنا شخصٌ يتملَّكه الحنين إلى الماضي، وأحب التعلق بالأشياء"، لكنَّها تُضيفُ أنَّها وبعد انفصالٍ مؤلمٍ قامت مرةً بتنظيف شقتها، حتى إنَّها قامت بتنظيف النوافذ من الخارج. وتقول: "رفع ذلك من معنوياتي على الفور بشكلٍ يكاد يكون سحرياً. فجأةً يُصبح بإمكانك رؤية أشعة الشمس تدخل إليك. بدا ذلك روحانياً نوعاً ما، وشعرتُ حقاً أنَّني تجددت".
انتبه للفراغات
تُقِر بلاكني أنَّ الأمر يبدو مبالغاً فيه قليلاً، لكن فكِّر: "ماذا تحب أن تجلب لك الغرفة"؟
فعلى سبيل المثال، حين انتقلت هي وزوجها إلى منزلهما، البالغة مساحته 102 متراً مربعاً، أرادت لغرفة النوم الرئيسية أن تكون أشبه بملاذٍ رومانسيٍ. وتقول عن ذلك: "إنها غرفةٌ صغيرة، ونحن لا نملك سوى سريرنا الكبير للغاية، حيثُ نمضي وقتنا الخاص، وطاولة مدمجة بالسرير، وهذا كل شيء".
وتتضافر تفاصيل أخرى في التصميم، ليُشعرك بأنك في "فندقٍ أنيقٍ" على حدِّ قولها.
جزءٌ محدَّد من غرفة النوم تحوَّل إلى غرفة ملابس لإخفاء الفوضى، وورق الجدران يغطي الحوائط برسوماتٍ ذهبيةٍ لأشجار النخيل، وأبواب فرنسية عتيقة تُفتَح على الحديقة الخلفية وتسمح بدخول الضوء. وتقول: "أشعر وكأنني في إجازةٍ".
اسمح للضوء بالدخول
وتقول بلاكني التي أضافت نافذةً في المطبخ: "لو أنَّ لي أن أختار عنصراً واحداً لجعل المنزل مريحاً، لاخترت الضوء الطبيعي. أن تصبح لديك نافذةٌ كبيرة في مكانٍ كان مغلقاً في السابق هو تغييرٌ كبير في كل شيءٍ. أفضل هذا على شراء أريكتي المفضلة".
إن لم تكن إضافة نافذةٍ متاحة، تقترح بلاكني تعليق مرايا في أماكنَ حيويةٍ لتعكس القدر المتاح من الضوء الطبيعي.
جِد اللون الخاص بك
تقول بلاكني التي تنجذب نحو الألوان الجريئة والأنماط النابضة بالحياة: "للألوان تأثيرٌ عاطفي. فكِّر في أفضل ذكرياتك، ما اللون الذي تراه؟".
تشرح ذلك بقولها، إنَّ الألوان التي تربطها بالمشاعر الإيجابية يمكن استخدامها لخلق "بيئةٍ داعمةٍ عاطفياً".
ومثال ذلك في منزلها الحمام الرئيسي الأزرق الزاهي، المستوحى من رحلةٍ لبحيرة تاهو، وتقول: "لم أر لوناً بهذه الزرقة من قبل، وأردتُ أن أجلب لمسةً من الانتعاش ومن رحلتنا إلى الحمام".
لا تملك لوناً معيناً في خزينة ذكرياتك؟ تقول بلاكني: "انظر إلى الألوان التي تجمعها بالفعل" في ملابسك، وفي سيارتك، وعلى الشبكات الاجتماعية. قد تكون محاطاً بالفعل بدرجاتٍ من الألوان التي تثير مشاعرك الإيجابية دون أن تنتبه لذلك.
أضف النباتات
تقول بلاكني: "أي شخصٍ قضى يوماً في الغابة سيقول لك إنَّ قضاء وقتٍ في الطبيعةِ مفيدٌ لروحك. لم لا تجلب ذلك الشعور لمنزلك إذاً؟".
قد يفسر ذلك لِمَ تمتلك بلاكني 52 نبتةً منزلية في ذلك المنزل الصغير الذي تشاركه مع زوجها، وابنها، وقطتها. وتظهر النباتات التي تتنوع بين الشجيرات الصغيرة والنخلات الكبيرات في كل غرفةٍ، مضيفةً لمسةً من الخيال والحياة.
وتقول: "الطاقة الحية في بيتك هي طاقةٌ إيجابيةٌ. الناس والحيوانات الأليفة والنباتات هم من يصنعون البيت".