عليها سجن ومشرحة وتتخلص من المياه المستعملة أثناء الرحلة.. هل تفكر في عطلة على سفينة بعرض البحر؟

من المؤكد أن الكثيرين يجهلون الجانب المظلم الذي يُخفيه هذا النوع من الرحلات

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/07 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/07 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش

يحبِّذ الكثيرون قضاء عطلتهم محاطين بأحبّائهم على متن سفينة عملاقة، حيث تتسنى لهم فرصة ممارسة العديد من الأنشطة الترفيهية، والاستمتاع بالجاكوزي والمطاعم، والتمتع بالراحة والاستجمام والانعزال عن العالم.

عموماً، تتبادر هذه الأفكار إلى ذهن أي شخص عند التفكير في قضاء موسم استثنائي بعرض البحر على متن سفينة تقلّ مئات الركاب. وبمجرد الاطلاع على صور الرحلات البحرية الموجودة على الإنترنت، ستقع فوراً في فخ العروض الترفيهية والمسلّية التي تروج لها بعض الشركات.

لكن، من المؤكد أن الكثيرين يجهلون الجانب المظلم الذي يُخفيه هذا النوع من الرحلات.

صحيفة El confidencial الإسبانية تزيل الغموض وتكشف عن الأسرار السبعة التي تخفيها الرحلات البحرية، والتي قد تفاجئك.

التخلُّص من المياه المستعملة في المحيط


تقدِّر وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأميركية أن سفن الرحلات البحرية تتخلَّص من نحو 3 مليارات ونصف مليار لتر من مياه الصرف الصحي والمياه المستعملة، في المحيطات كل سنة.

تحتوي هذه المياه على نسبة عالية من البكتيريا والمعادن الثقيلة ومسبِّبات الأمراض والفيروسات، فضلاً عن العديد من المواد الصيدلانية، إلى جانب العديد من المواد الأخرى التي يمكن أن تشكل خطراً على صحة البشر والحياة المائية.

من جانبه، أكد موقع Quartz، الناطق باللغة الإنكليزية، أنه إذا تم التخلص من هذه النفايات بالقرب من السواحل، فقد تؤدي إلى تلوث المحار وقتل الكائنات البحرية.

الأسوأ من ذلك، أن هذه الفضلات تشكل خطراً كبيراً بالنسبة للسباحين، وقد تؤدي إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض.

مشرحة على متن سفن الرحلات البحرية!


قد يبدو هذا الأمر غريباً وجنونياً نوعاً ما، وعلى الرغم من عزوف أهم خطوط الرحلات البحرية عن الحديث عنه، فإن الأمر يحدث بالفعل.

تشير التقديرات إلى أن نحو 200 راكب يموتون سنوياً على متن إحدى هذه السفن، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية.

مع ذلك، يبدو هذا الرقم أقل بكثير من الرقم المتوقع، ذلك أن ما يقارب 21.7 مليون شخص من جميع أنحاء العالم يقومون بهذا النوع من الرحلات كل سنة.

ويمكن أن تنتج هذه الوفيات عن بعض الحوادث المأساوية أو الغرق في حمام السباحة أو التسمم الغذائي، إلى جانب بعض الأسباب الأخرى.

لكن، غالباً ما ترتبط حالات الوفيات الأكثر شيوعاً بسنّ المسافرين؛ إذ يناهز متوسط أعمار الأشخاص الذين يسافرون على متن هذه الرحلات 57 سنة، كما تفوق أعمار نحو 40% منهم 65 سنة، وفقاً للأرقام الصادرة عن الشركات المنظمة لهذه الرحلات.

مع وجود نحو 2000 راكب على متن السفينة، من غير المستبعد أن يتم ارتكاب جريمة.

سجن على متن السفينة


إلى جانب توفير مكان لحفظ جثث الموتى، تحتوي جميع سفن الرحلات البحرية على سجن بداخلها؛ إذ إنه من الوارد جداً أن تحدث العديد من المشاكل خلال رحلة حول العالم، انطلاقاً من العواصف الثلجية ووصولاً إلى هجمات القراصنة.

وفي بعض الأحيان، تَصْدر المشاكل من داخل السفينة. وبالنظر إلى أن السفينة تقلّ نحو 2000 راكب، فلا مفرَّ من ارتكاب أي نوع من الجرائم، وهو ما أكدته مجلة Sunday Express البريطانية.

غالباً ما يكون السجن على شكل غرفة صغيرة تحتوي على القليل من الأثاث، حيث يتم احتجاز المجرمين إلى أن ترسو السفينة، ليتم تسليمهم إلى سلطات الميناء فيما بعد.

يمكن أن تبحر السفينة قبل وصولك


إذا وصل أحد الركاب متأخراً بعد توقُّف السفينة للقيام بجولة على الشاطئ، فيمكن أن تبحر السفينة دون انتظاره، خاصةً إذا قرر هذا الشخص التجول وحده عوض اختيار إحدى الجولات المنظمة.

تحسّباً لذلك، لا بد من أن تحمل نسخة من جواز سفرك، ورخصة القيادة، إلى جانب بطاقة الائتمان أو أي رقم هاتف يمكن أن تحتاجه، وهو ما أكده أيضاً موقع "كروز كريتك". لكن قبل كل شيء، لا بد من الحرص على الوصول في الوقت وتجنُّب التأخير.

انتشار الأمراض الفيروسية


يعد انتشار الفيروسات أمراً وارداً للغاية خلال الرحلات البحرية. ففي سنة 2010، أصيب أكثر من 400 راكب بالمرض، من جملة 2.600 شخص من الركاب وطاقم السفينة، على متن سفينة الرحلات الشهيرة Celebrity Mercury؛ وذلك بسبب انتشار بكتيريا تصيب الجهاز الهضمي؛ ما تسبب في الإصابة بالقيء والإسهال.

تجدر الإشارة إلى أن تفشِّي هذا المرض يعود، بنسبة تتجاوز 90%، إلى الفيروس المعوي المعروف باسم "نوروفيروس"، وهو ما أكدته مراكز مكافحة الأمراض واتقائها.

فحم في مراجل السفينة


تَعتبر منظمة "أصدقاء الأرض" الرحلات البحرية من أكثر الرحلات التي تضر بالبيئة وصحة الإنسان مقارنة بأنواع الرحلات الأخرى؛ إذ تحتوي العديد من السفن الكبرى على محركات تعمل بالوقود، كما أنها تتكون من 3 طوابق، ويقدَّر طولها بطول حافلتين.

يمكن أن تنبعث من هذه المحركات، جنباً إلى جنب مع المحركات التوربينية الصغيرة المساعدة الأخرى، مستويات خطيرة من مادة ثنائي أكسيد الكبريت. وخلافاً لذلك، يمكن أن يسهم خفض هذه الانبعاثات في تجنب وقوع نحو 14 ألف حالة وفاة مبكرة بسبب تلوث الهواء.

حالات الاختفاء غير المبررة


وفقاً لصحيفة Daily Mail البريطانية، اختفى نحو 165 شخصاً في البحر منذ سنة 1995، من بينهم 13 شخصاً خلال هذه السنة، وهو ما أكدته جمعية ضحايا الرحلات البحرية الدولية، ومقرها الولايات المتحدة.

هل كان هؤلاء الأشخاص ضحايا لموجة من الجرائم الشريرة، أم أنهم تعرضوا لحادث سقوط من على متن السفينة، أم أنهم انتحروا؟

الحقيقة مجهولة في العديد من الحالات، كما أنها تمثل -دون أدنى شك- حقيقة مؤلمة، خاصة بالنسبة لأفراد الأسرة الذين كانوا يرافقون هؤلاء الضحايا خلال الرحلة، ولم تتسنَّ لهم حتى فرصة توديعهم.

تحميل المزيد