البرد يفعل بك أكثر مما يفعله الحر.. يصيبك بأزمات قلبية وسكتاتٍ دماغية!

الدراسة الجديدة هي أول دراسة تُركِّز على التغيُّرات في درجة الحرارة أكثر من المناخ إجمالاً.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/05 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/05 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش

التقلُّبات الشديدة في درجات الحرارة من يومٍ إلى آخر، قد تؤدي إلى الإصابة بالأزمات القلبية، بحسب دراسة، من المُقرَّر عرضها في الدورة العلمية السنوية الـ67 بالكلية الأميركية لأمراض القلب.

هل انتقلتَ من مكانٍ رطب، درجة حرارته عالية إلى جبال قارسة البرودة؟ قد يحدث لك صداع نصفي بسبب التغيرات المفرطة في الضغط الجوي (والتي يمكن أن تحدث عندما تسافر بين الفصول أو عندما تسافر بالطائرة).

وقالت كارولين برنستين، طبيبة الأعصاب بمستشفى بريغام ومستشفى النساء في بوسطن، لموقع Allure الأميركي، إنَّ هذه التقلبات قد تؤثر على طبقات المخ أو تنتج عنها التهابات، ولو كنت تصاب بالصداع النصفي 6 مرات أو أكثر في الشهر، وعرفتَ أنك سوف تسافر، فينبغي لك استشارة طبيبك حول الأدوية الوقائية مثل "توبيراميت" و"بروبرانولول"؛ إذ باستطاعة هذه الأدوية تقليل عدد مرات إصابتك بالصداع.

وقالت كارولين إنَّ أدويةً مثل "تريبتانس"، توقف هي الأخرى الصداع النصفي عند بدايته.

وكشف بحثٌ أن الصحة القلبية قد تتأثَّر بدرجات الحرارة الخارجية؛ إذ يزيد المناخ البارد لأقصى حدٍّ، من خطر الإصابة بأزماتٍ قلبية وسكتاتٍ دماغية؛ ما يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات 20 مرة أكثر مِمَّا في المناخ الحار.

الدراسة الجديدة هي أول دراسة تُركِّز على التغيُّرات في درجة الحرارة أكثر من المناخ إجمالاً.

قال هيدفيج أندرسون، المُؤلِّف الرئيسي للدراسة والذي يعمل باحثاً في أمراض القلب بجامعة ميشيغان الأميركية: "من المُتوقَّع أن يتسبَّب الاحتباس الحراري في وقوع ظواهر مناخية قاسية؛ مما قد يؤدي من ثم إلى تقلُّباتٍ يومية في درجات الحرارة".

وتشير الدراسة إلى أن مثل تلك التقلُّبات في درجات الحرارة الخارجية، قد تؤدي إلى زيادة عدد الإصابات بالأزمات القلبية، وتؤثِّر على الصحة القلبية العالمية في المستقبل، وفقاً لموقع Medical Daily الأميركي.

ونتيجةً لتغيُّر المناخ، فمن المعروف أن يتسبَّب الطقس القاسي في حدوث موجات حارة وباردة شديدة. ويساور الباحثون قلقٌ متزايد؛ لأن أنماط الطقس غير المُتوقَّعة وغير الموسمية تؤدي إلى وقوع وفيات.

وأضاف أندرسون: "على الرغم من وجود أنظمة فعَّالة بالجسم للاستجابة للتغيُّرات المناخية، فقد تكون التقلُّبات شديدة وسريعة، فتخلق ضغطاً على تلك الأنظمة، مما قد يساهم في المشكلات الصحية".

درس أندرسون وفريقه البيانات المجمعة من أكثر من 30 ألف مريض تلقَّوا العلاج في 45 مستشفى بميشيغان بين عامي 2010 و2016.

وشُخِّصَت جميع الحالات بأنها مصابةٌ بمرض احتشاء عضلة القلب الناجم عن ارتفاع مقطع ST، وهو أخطر شكل من أشكال الأزمة القلبية. وقد خضعوا لعملية تنطوي على علاج الشرايين المسدودة، تُدعى "رأب الوعاء التاجي".

وتمكَّن الباحثون من اكتشاف التقلُّبات المناخية قبل كل أزمة قلبية، عن طريق استخدام إحصائيات المناخ حسب الرمز البريدي للمستشفى. وجرى حساب التقلُّبات على أنها الفرق بين أعلى درجات الحرارة وأدناها في اليوم المُحدَّد.

وكشفت النتائج أن خطر الإصابة بالأزمة القلبية ارتفع بنسبة 5% لكل قفزة في درجة الحرارة بقيمة 5 درجات. ويشهد اليوم الصيفي الحار، الذي تحدث فيه تقلُّبات في درجات حرارة تتراوح بين 40 و35 درجة مئوية، ضِعف حالات الأزمات القلبية مقارنةً بالأيام التي تمر دون أي تقلُّبات.

وشَرَحَ هيتيندر غورم، كبير مُؤلِّفو الدراسة، أن عوامل خطر الأزمة القلبية عادةً ما تتغيَّر حسب الأفراد، وفي النهاية يجري حلها عن طريق الأدوية وتغيير نمط الحياة. ويعتقد المسؤول الطبي الأول المساعد بمدرسة الطب في جامعة ميشيغان، أنه يجب اتباع نهج مُشابه للتعامل مع عوامل الخطر على مستوى السكان.

قال غورم: "إن التقلُّبات في درجة الحرارة شائعة ويمكن توقُّعها (في كثير من الأحيان). ويجب إجراء المزيد من الأبحاث؛ لتحقيق فهم أفضل للآليات الأساسية لكيفية زيادة التقلُّبات المناخية لخطر الإصابة بالأزمات القلبية، مما يسمح لنا باستحداث نهج وقائي ناجح".

وأضاف أنه لا تزال هناك أولوية للتركيز على عوامل الخطر الوعائية القلبية، مثل: التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول.

سيعرض أندرسون الدراسة بعنوان "التقلُّبات اليومية في درجات الحرارة واحتشاء عضلة القلب: تداعيات الاحتباس الحراري على الصحة القلبية"، في 10 مارس/آذار 2018، بأورلاندو.