لا يزال المكان الذي سيقضي فيه الخطيبان الأمير هاري وميغان ماركل -اللذان سيتزوجان في قلعة ويندسور خلال شهر مايو/أيار 2019- شهر العسل بعد زواجهما، لغزاً غامضاً.
صرح رئيس الخدم الملكي، غرانت هارولد، بأن "شهر العسل الملكي يحتاج إلى الكثير من التخطيط"، وأضاف: "وليس هذا إلا لتوفير الخصوصية والأمان، وهو أمر بالغ الأهمية للأسرة المالكة".
وتابع هارولد: "يجب أن يكون الموقع سرياً بما فيه الكفاية؛ حتى يتمكن العروسان من التحرر من عين الإعلام".
وهذا الأمر قد يفسر -ولو جزءاً- من لغز التغير الكبير والاختلاف بين وجهات شهر العسل لكل زوجين في الأسرة الملكية على مدار السنين.
يقول ريتشارد فيتزويليامز، وهو يعمل معلِّقاً ملكياً على مدار سنين طويلة، إأن هناك مكاناً واحداً فقط سيكون مناسباً للزوجين هاري وميغان، وسيكون عصرياً جداً ومختلفاً مقارنةً بأماكن شهر العسل الملكية.
وشرح وجهة نظره، قائلاً: "إفريقيا مكان يشعر فيه الزوجان كأنهما في منزلهما".
لم يسافر الزوجان هاري وميغان معاً إلى بوتسوانا فقط؛ بل إن الأمير هاري صمَّم كذلك خاتم الخطوبة لعروسه بألماسة ضخمة الحجم من الدولة نفسها.
يقول فيتزويليامز: "الصلة بإفريقيا هي التي من شأنها أن تثير كليهما عاطفياً".
ويضيف: "لا يمكننا أن نُغفل مدى اهتمام الأمير بإفريقيا وتكريسه وقته وجهده فيها، فلقد أسس جمعية خيرية في ليسوتو منذ سنوات؛ لمساعدة المصابين بفيروس نقص المناعة، الإيدز".
اختار الزوجان الأمير ويليام وكيت ميدلتون أيضاً، مكاناً مختلفاً عن الاتجاه السائد بين العائلة الملكية في قضاء شهر العسل حين تزوجا في عام 2011.
فبدلاً من قضاء شهر العسل في واحد من العقارات الملكية بعد زفافهما الذي أقيم في دير وستمنستر -كما فعل والدا ويليام وأجداده- قضى الزوجان شهر العسل، الذي كانت مدته 10 أيام كاملة، على الجزيرة الشمالية في جمهورية سيشيل.
وُصفت الجزيرة بأنها كالجنة على الأرض، منعزلة وتدار بقطاع خاص، وشواطئ لم يمسها بشر، محاطة بالنخيل الأستوائي الخصب و11 نزلاً فقط، تكلف الليلة فيها نحو 5.500 جنيه إسترليني.
أضاف فيتزويليامز أن كيت وويليام، اللذين زارا الجزيرة من قبل في عام 2007، عادا إليها بعد زفافهما؛ "حتى يتمكنا من الانفراد معاً بقدر ما يستطيعان".
وأضاف: "لا بد من أن الضغط النفسي عليهما كان كبيراً؛ لأن زفافهما كان مناسبة وطنية مهمة، حضرها ما يقرب من 2000 شخص".
وتابع: "أكثر ما يجذب في هذه الجزيرة الشمالية، هو أنها حميمية جداً وخاصة بشكل كامل".
لكن الزوجين لم يتمكنا من الفرار فترة طويلة؛ إذ اقتصر شهر عسل كيت وويليام على 10 أيام فقط؛ بسبب واجبات الأمير الملكية وزياراته الرسمية لكندا والولايات المتحدة الأميركية.
جرت العادة في العائلة الملكية أن يقضي الزوجان شهر عسلهما في بريطانيا.
عندما تزوج الأمير ألبرت بإليزابيث بويس ليون في عام 1923 –كانت هي المرة الأولى التي يتزوج فيها أمير من أفراد العائلة الملكية فتاةً من العامة على مدار 250 عاماً، وحين قضيا شهر عسلهما في بريطانيا كان هذا هو أهم ما يشغل الأخبار على الإطلاق.
اختار العروسان منزل بولسدن لاسي لقضاء معظم أسابيع شهر عسلهما الخمسة، ولقد كان منزل العطلات الأسبوعية الخاص بالاشتراكية الشهيرة مارغريت غريفيل.
رمَّم المهندسون المعماريون في ريتز هذه الضيعة الفاخرة، متفاخرين بتصميم الصالون الذهبي الخاص بهذا المنزل، المقام على مساحة تقدَّر بـ1400 فدان، وقيل إن الزوجين الملكيَّين قد أمضيا الكثير من وقتهما في المشي ولعب الغولف.
ولكن رحلة ألبرت وإليزابيث لم تنتهِ بشكل جيد، فقد أصيبت العروس إليزابيث، دوقة يورك الجديدة -عند زيارة منزل والدَيها الأسكتلنديَّين في قلعة غلاميس- بمرحلة متقدمة من السعال الديكي.
صرحت الدوقة في وقت لاحق بأنه "ليس بالمرض الملائم لهذا الجو الرومانسي على الإطلاق".
خلال زواجهما على مدار 70 عاماً، سافرت الملكة والأمير فيليب في جميع أنحاء العالم كجزء من واجباتهما الملكية، وضمن ذلك كينيا وبرمودا وتونغا وأستراليا.
ووفقاً لما ذكرته خبيرة الشؤون الملكية فيكتوريا هوارد، فخلال فترة تقشف بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1947، قرر العروسان بعد زواجهما البقاء بالقرب من منزلهما لقضاء شهر العسل.
وبدلاً من رحيل العروسين إلى مناطق أكثر دفئاً، قضيا استراحتهما الشتوية في منزل بروادلاندز، وهو عقار من القرن الـ18 يخص عم الأمير فيليب، الإيرل لويس مونتباتن.
قال هوارد، مؤسِّس ومحرِّر موقع الأخبار الملكية "The Crown Chronicles": "مثلما حصل في العديد من أشهُر العسل الملكية، اختار الزوجان بقعة منعزلة بعيداً عن لندن وعن الحياة الملكية".
كما صرحت باميلا هيكس، وصيفة الشرف الخاصة بالعروس إليزابيث، قبل ذكرى زواجهما الـ70 في العام الماضي (2017)، بأن العروسين لم يكونا وحدهما تماماً.
صرحت باميلا لصحيفة "الديلي ميل": "كانت الأميرة إليزابيث مسرورة لاكتشاف أن سوزان، صديقتها المقربة، كانت مختبئة تحت السجادة في عربتها؛ حتى تتمكن من الانضمام إليهما لقضاء شهر العسل في منزل بروادلاندز".
بعد أن استمتع العروسان بوقتهما في هذه الضيعة، قضت إليزابيث وفيليب معظم وقتهما في ركوب الخيل بحدائق الضيعة، بعد ذلك غيَّر الزوجان اتجاه رحلتهما لزيارة منزل بيرخال، وهو نزل صيد كبير في قلعة بالمورال، ويُعتبر أحد الأبنية الملكية المفضلة للملكة.
وقالت حفيدتها الأميرة يوجيني في وقت سابق: "إنها أجمل مكان على وجه الأرض"، وتابعت: "أعتقد أن جدتي كانت في أسعد أوقات حياتها هناك".
يقول المعلق الملكي فيتزويليامز: "كان زفاف تشارلز وديانا أكثر حدث تاريخي مثير في التاريخ الملكي البريطاني".
يُذكر أن نحو 3 آلاف شخص قد احتشدوا فى كاتدرائية سانت بول الفخمة؛ لرؤية العروس وهي تسير على قدميها إلى ممر مذبح الكنيسة في ثوب زفاف إيمانويل الشهير، وقد أقامت الملكة مأدبة فخمة من 4 مراحل بقصر باكنغهام؛ للاحتفال بهذه المناسبة.
هتفت الحشود الضخمة، المتجمعة للاحتفال بالعروسين المتجهَين للقصر وهما يركبان عربة تجرها الخيول.
قال فيتزويليامز: "لم يكن هناك أعظم من هذا الزفاف". وأضاف: "كانت مناسبة متميزة وفريدة من نوعها".
وكان شهر العسل الذي دام 3 أشهر، لا يقل فخامة.
في رحلة من واترلو على القطار الملكي، قضى العروسان الأيام الثلاثة الأولى من رحلتهما في منزل بروادلاندز، على خطى والدي تشارلز.
ثم تجولا حول البحر الأبيض المتوسط على اليخت الملكي "بريتانيا" مدة أسبوعين تقريباً، كما زارا تونس وسردينيا واليونان ومصر.
خُتمت رحلتهما الطويلة بإقامتهما التي امتدت بقلعة بالمورال في أسكتلندا، حيث تجمع بقية أفراد العائلة المالكة؛ لقضاء العطلة السنوية.
أكمل فيتزويليامز "لقد كان حقاً شهر عسل فخم وغارق في الترف" وأضاف "لن تجد شهر عسل يوازيه ترفاً في زمننا الحالي".
أضاف أيضاً "لكني لا اتذكر أي انتقادات إعلامية له، لقد كان وقتاً سعيداً للوطن".
هذا لا يعني أن شهر العسل الملكي كان خالياً من الخلافات.
قاطع كل من الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا، ملكا أسبانيا، حفل زفاف تشارلز وديانا بعد أن كُشف أن رحلة شهر عسل الزوجين ستبدأ من إقليم جبل طارق.
كان إقليم ما وراء البحار البريطاني، والمعروف أيضاً باسم "الصخرة"، نقطة خلاف رئيسية بين البلدين منذ فترة طويلة، مع استمرار اسبانيا في المطالبة بالجزيرة باعتبارها ملكاً لها.
انتقدت الحكومة الاسبانية قرار تشارلز وديانا بالسفر الى الجزيرة بأنه "غير مناسب للحدث، وتصرف غير مبرر وخاطئ بكل المقاييس".
وبالمقارنة بفخامة وترف حفل زفاف الأمير تشارلز الأول، كان اتحاده مع كاميلا باركر بولز في عام 2005 مختلفاً للغاية.
انتقالاً من زفاف مقام في كاتدرائية القديس بولس لحفل مدني في وندسور غيلدهول ومأدبة فخمة في قصر باكنغهام بها بوفيه انجليزي غريب شديد الترف والرفاهية، كلا حفلي زفاف ولي العهد كاناً مختلفين بشكل غير عادي.
لكن شهر العسل الثاني كان يشبه الأول إلى حد كبير، إذ بدأ بإقامة قصيرة في بالمورال، حيث قضى تشارلز وديانا عطلتهما معاً بعد زواجهما في عام 1981.
يضيف هاورد "أميرة ويلز قضت وقتها في اسكتلندا، فهي تكره العزلة وطبيعة المكان الخارجية ".
"تشارلز وكاميلا، مع ذلك، استمتعا بوقتهما في اسكتلندا أثناء شهر العسل، فهما زوجان مغامران يحبان قضاء الوقت في الهواء الطلق".
وعلى غرار الأميرة ديانا، بدأت كاميلا رحلة بحرية لمدة 10 أيام للبحر الأبيض المتوسط مع زوجها الجديد، في جولة في الجزر اليونانية.
وختم هوارد "من الجدير بالذكر أن كاميلا دوقة كورنوال تخاف من الطيران".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لـ هاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.