يحتفل البشر في يوم 14 فبراير/شباط، بعيد الحب، لكن الاحتفالات بهذا العيد تستمر طوال الشهر لدى بعض سلالات الحيوانات. هذا الشهر الذي اكتسب شهرة العشق، تدرك أهميته الحيوانات بفطرتها فتستعد للتزاوج.
تشتهر القطط بموائها العالي وشجاراتها الليلية، وتنتشر النوادر الفكاهية حول تغيّر طباعها هذا الشهر، لكن للأمر تفسيرات علمية، ولا تتحمل القطط فقط وزر هذه التهمة.
وبينما تختلف فترة الحمل من بضعة شهور إلى سنة كاملة، فإن هذا الشهر هو الفترة المثالية للتخصيب الموسمي، تحضيراً للولادة في فصلي الربيع والصيف الدافئين، فتتمكن صغار الحيوانات من العيش في بيئة دافئة.
ويفسر العلماء توقيت الشهر المثالي بأنه يكون في منتصف موسم الشتاء، حينما يكون النهار قصيراً، إذ تتطلب الإناث أقل مستوى من الطاقة للحركة، فتخزنها وتعيد توزيعها للجنين.
ورغم أن الفئران والقوارض الصغيرة تحتفل بعيد الحب على مدار السنة، لكن الكبيرة منها تخصص جهداً أكبر هذا الشهر، ومثلها السناجب.
انتقالاً إلى السلالات الأخرى، فإن الذئاب تشهد في شهري فبراير/شباط، ومارس/آذار حراكاً تزاوجياً، فتجدها تتجول في الوديان وأماكن استيطانها. وكذلك الثعالب، تخرج ليلاً إلى أن تجد شريكة، ومع نهاية شهر فبراير/شباط، تبدأ رحلة البحث عن أوكار ملائمة قبل الولادة.
وكذلك الغزلان تشهد موسم تزاوجها، في فبراير/شباط، ومارس/ آذار، وقد تحدث شجارات عديدة تذهب ضحيتها قرون عدة في سبيل البحث عن أنثى.
وكذلك حيوانات الظربان، التي اكتسبت شهرة سيئة بفضل رائحتها القوية، تروم البراري في هذا الوقت من العام؛ بحثاً عن شريكة يستمر حملها نحو 63 يوماً.
حتى نقار الخشب، يبدأ رحلة البحث عن شريكة في هذا الشهر، وتراه يحدد منطقته عبر النقر على البيوت وعواميد الهاتف والكهرباء. ومثله ذَكَر البوم، الذي يزداد نعيقه ليلاً.
حمل على مدى عام كامل
من الحيوانات التي تستغرق نحو 12 شهراً لتلد صغارها، ابن عرس وثعلب المياه الحلوة. تلد هذه الحيوانات صغارها في هذا الشهر بعد فترة حمل طويلة. قبل أن تستعد لموسم التزاوج المقبل.
أما الدببة فتلد صغارها أيضاً في هذا الشهر، أي عندما تكون في سباتها الشتوي، ما يعطي الصغار فرصةً للرضاعة والنمو، تحضيراً للخروج إلى العالم الخارجي مع بداية الربيع.