"السينما مؤجلة في الوقت الحالي في السعودية"، بهذه العبارة كان رئيس هيئة الترفيه أحمد الخطيب قد حسم الجدل الذي اشتعل في شهر يناير الماضي، إلا أن فرصته الآن قد تكون مناسبة أكثر من أي وقت مضى بعد سماح السلطات السعودية للمرأة بقيادة السيارة والتي كانت في السابق من المحرمات.
مثل قيادة المرأة للسيارة فالسينما من وجهة نظر بعض علماء المملكة وعلى رأسهم مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفسدة وتعتدي على ثقافة المملكة.
القرار المفاجئ من حكام السعودية برفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات أعاد إلى الأذهان السؤال المطروح منذ عقود: هل تُعيد المملكة فتح أبواب دور السينما؟ بحسب تقرير لمجلة "نيوزويك" الأميركية.
"جاهزون للسينما"
وبعد أشهر من جهود الإصلاحيين الهادفة إلى رفع الحظر عن عرض الأفلام السينمائية، نشر حساب قناة العربية المملوكة للسعودية تغريدة على موقع تويتر يوم الخميس، 28 سبتمبر/أيلول، تتساءل إن كان أهل السعودية جاهزين لعودة الشاشة الفضية.
غرد حساب القناة قائلاً "السينما تعود إلى السعودية. جاهزون؟"، مرفقةً بوجهٍ تعبيري يُمسِك بالبُشار ويغمز بعينه، وفقاً لصحيفة غولف نيوز. وحُذِفت التغريدة لاحقاً.
تأتي هذه التغريدة الموحية بعد أيامٍ من صدور قرار تاريخي يسمح للنساء بقيادة السيارات.
وفُسِّر الإعلان الصادر يوم الثلاثاء باعتباره إشارة على تغيُّر الاتجاهات في السعودية منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز. وقد وضع الإصلاحي الشاب خططاً مثيرة للجدل تستهدف تجديد البنية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.
وقال أحمد الخطيب، رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، إنَّه يستهدف الالتزام بخطط التغييرات الشاملة في ثقافة الترفيه.
وتحدَّث الخطيب إلى وكالة رويترز في بداية العام الحالي قائلاً إنَّ المعتدلين يفوزون في النقاشات المطروحة، وإنَّ دور السينما سيُعاد افتتاحها في النهاية.
وقال الخطيب: "أومن بأنَّنا نربح هذا الجدال". وأضاف أنَّ بعض السعوديين متحررون وبعضهم محافظون، لكنَّ "الأغلبية معتدلة".
وحالياً، تُعَد أكبر مجموعة سكانية في الدولة الخليجية هم السعوديون الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين، وهؤلاء ينفقون 20 مليار دولار خارج السعودية على العروض وزيارات المتنزهات والملاهي، وهي الأموال التي تزعم السلطات السعودية إمكانية استثمارها في الاقتصاد الداخلي.
خطط ولي العهد
وأضاف الخطيب قائلاً: "هم يُسافرون، ويذهبون إلى دور السينما والحفلات. أنا أعتمد على الشريحة المتوسطة التي تمثل 80% من سكان المملكة".
وأغلقت السعودية دور السينما في ثمانينيات القرن الماضي، بعد شجب القيادات الدينية المحافِظة لها باعتبارها مُخِلّة بالآداب. وما زالت هذه المعتقدات قوية الأثر في السعودية، كما أظهر عبد العزيز آل الشيخ، مُفتي المملكة العربية السعودية، في يناير/كانون الثاني الماضي.
فقال عبد العزيز: "إنَّ الحفلات الغنائية والسينما فساد، فالسينما قد تعرض أفلاماً ماجِنة وخليعة وفاسدة وإلحادية. الترفيه بالأغاني ليل نهار وفتح صالات السينما في كل الأوقات هو مدعاة لاختلاط الجنسين".
وفي حال صدر قرار إعادة فتح دور السينما، فإنَّه سيتماشى مع خطط ولي العهد محمد بن سلمان، الواردة في "رؤية 2030″، والتي تستهدف إجراء إصلاحات اجتماعية واسعة. وترتبط أهدف الخطيب بتلك الخطط؛ إذ يؤمن بأنَّ الثقافة السعودية "ستصير مثل ما يجري في لندن ونيويورك بنسبة 99%" مع مرور الوقت بحسب النيوزويك.
موقع قناة العربية كان قد طرح استفتاء "هل المجتمع السعودي يريد السينما أم لا؟ وكانت النتيجة "أن أكثرية المشاركين أيدوا في الاستفتاء -وزاد عددهم عن 8000 شخص- فكرة إعادة فتح دور السينما في السعودية بنسبة 58.44% سواء بموافقة مطلقة (40.92%)، أو بشرط فرض رقابة مشددة على ما تعرضه من أفلام (17.49%)، في حين أعلن 41.59% من زوار الموقع رفضهم للفكرة مطلقاً.