لن يطيل حياتهم كثيراً لكنَّ الاحتمال يستحق المحاولة.. فيروس زيكا يمكنه محاربة سرطان المخ

لكنَّ هذه القدرة على إصابة الخلايا الجذعية قد تكون لها فائدة في محاربة سرطانات المخ، التي تحدث بسبب تغير وتحور الخلايا الجذعية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/12 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/12 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش

لا تتوقف الأبحاث لإيجاد علاج لمرض السرطان، وقد أعلن أحد خبراء الأورام أنهم على وشك كشف. وقالت الدكتورة ريبيكا كريستيليت -الطبيبة بمستشفى جامعة لندن- إن التقدم في علاج ثوري يُدعى "العلاج المناعي" يحدث الآن بمعدل سريع، وبالتالي، فهذا الأمر "سيفيد المرضى، ويُحسن حياتهم بشكل كبير"، بحسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.

ونشرت مجلة New Scientist تقريراً قالت فيه، إن فيروس زيكا الذي وصل إلى أميركا الجنوبية من جزيرة بولينيزيا منذ 4 أعوام، والذي يتسبب في ولادة أطفال مصابين بخللٍ شديد في المخ، يمكن استغلاله لمحاربة أورام المخ التي يُصاب بها البالغون.

يقوم الفيروس بهذا لأنَّه، على عكس كل الميكروبات الأخرى، ينتقل من الدم إلى المخ، حيث يُتلف ويؤثر على الخلايا الجذعية، مما يسبب آثاراً خطيرة في عملية نمو أدمغة الأجنة.

لكنَّ هذه القدرة على إصابة الخلايا الجذعية قد تكون لها فائدة في محاربة سرطانات المخ، التي تحدث بسبب تغير وتحور الخلايا الجذعية.

واختبر الباحث جيمي ريتش وفريقه في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو أثر فيروس زيكا على الورم الأرومي، وهو أكثر أنواع سرطانات المخ شيوعاً. وهو أيضاً واحدٌ من أصعب السرطانات في علاجها، إذ غالباً ما يموت المصاب به بعد عامٍ واحد من التشخيص، حتى بعد الخضوع للجراحة والعلاج.

واكتشف الفريق أنَّ تعريض أجزاء من الورم الأرومي البشري لفيروس زيكا دمَّر الخلايا الجذعية للسرطان. وهذه الخلايا الجذعية هي التي تقتل الشخص المصاب عادةً، إذ إنَّها يمكن أن تصبح مقاومة لكل العلاجات المتاحة.

وكان باحثون ألمان قد قدَّموا طريقة جديدة لمهاجمة خلايا السرطان، تدعى "حصان طروادة"، وهي تحاكي هجوم الفيروسات على الجسم، فينتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة تهاجم خلايا الأورام.

تم تجربة تلك الطريقة على ثلاثة أشخاص فقط حتى الآن، وهي تعتبر أحدث ما توصل إليه علم العلاج المناعي، الذي يهدف إلى تنشيط مناعة الجسد لمحاربة المرض، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

العيش لمدة أطول


أما عن فيروس زيكا فقد اختبر الفريق تأثيره على خلايا مخ عادية تعود لبالغين أصحاء غير مصابين بالسرطان، اكتشفوا أنَّه لم يؤثر في الأنسجة، وهو الأمر الذي يفسر ندرة تأثير فيروس زيكا على البالغين، حسب تقرير New Scientist.

بعدها قام الفريق باختبار أثر الفيروس على فأرٍ زُرِعَ فيه ورمٌ أرومي. عادةً تموت هذه الفئران في خلال شهرٍ واحد، لكنَّ الفئران المحقونة بفيروس زيكا عاشت لمدةٍ أطول، وما زالت أربعة من بين تسعة فئران حية لشهرين حتى الآن.

ويقول ريتش إنَّه لا يتضح بعد كيف يمكن تطبيق هذا على البشر، إذ إن تأثير الفيروس يختلف بين البشر والفئران.

ولا يملك الباحثون أي خطة لبدء اختبار فيروس زيكا على البشر المصابين بسرطان المخ، بالإضافة لكونهم قلقين من انتقال المرض للسيدات الحوامل، إذ وُجِدَ بعوضٌ يحمل فيروس زيكا في بعض المناطق في الولايات المتحدة، كما أنَّ الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق ممارسة الجنس. بدلاً من هذا، يخطط الباحثون لتجربة إمكانية تعديل الفيروس جينياً لجعله أكثر أماناً، في الوقت الذي يظل فيه علاجاً ممكناً لسرطان المخ.



لكنَّ الباحث هاري بلوسترود في جامعة كامبريدج، والذي يبحث فريقه النهج نفسه، يضع في الاعتبار اختبار فاعلية فيروس زيكا الأصلي في بريطانيا.

ويقول بلوسترود إنَّ الوباء في أميركا الجنوبية أظهر أنَّ عدوى فيروس زيكا تحدث بشكل طفيف بين البالغين، مما يجعل الأمر آمناً إلى حدٍّ كبير إلا بالنسبة للنساء الحوامل. ويرُبَط الفيروس أحياناً بمتلازمة غيلان باريه، أو التهاب الأعصاب الحاد المزيل للنخاعين، لكنَّ الأمر يبدو نادراً.

كما أشار بلوسترود إلى أنَّ انتقال العدوى في بريطانيا غير محتمل، لأنَّ البعوض الذي يحمل فيروس زيكا، وهو حشرة الزاعجة المصرية وحشرة الزاعجة المنقطة بالأبيض، لا يمكنه العيش في المملكة المتحدة، كما أنَّ معظم المصابين بالورم الأرومي تتخطى أعمارهم 50 عاماً، مما يجعل احتمالية نقل المرض لامرأة حامل عن طريق الاتصال الجنسي أمراً نادر الحدوث.

ويقول بلوسترود إنَّ الفيروس لن يطيل على الأرجح حياة المصابين بالورم الأرومي كثيراً، لكنَّ الاحتمال الضئيل يستحق البحث والمحاولة.

ويضيف: "هذا مجال نحتاج إلى العمل فيه بشدة، فنحن نتحدث عن مرض يقتل مصابيه دائماً. لو كان الفيروس بإمكانه تحسين معدلات النجاة، ستكون نتيجة هائلة".

ولم يتم بعد تحديد علاقة سببية بين العدوى بفيروس "زيكا" وبين العيوب الولادية والمتلازمات العصبية، لكن هناك شكاً كبيراً في وجود هذه العلاقة السببية، حيث تشير الدلائل إلى إصابة نحو 3 ملايين حالة تشوه برؤوس المواليد مرتبطة بالإصابة بهذا الفيروس، بحسب بيان منظمة الصحة العالمية.

علامات:
تحميل المزيد