قبالة ساحل مدينة أنطاليا التركية، تقع جزيرة صغيرة تُسمى كيكوفا، وهي مكان هادئ، اشتُق اسمها من اسم الزعتر بالتركية.
عُرفت الجزيرة بجاذبيتها المثيرة؛ إذ تعد بقايا مدينة قديمة مرئية غارقة تحت الأمواج، خصوصاً بقايا المركز التجاري "سيمينا" الذي دمره الزلزال في القرن الثاني.
وفي حين أنه من الممكن أن تذهب في جولة باستخدام القوارب العادية أو قوارب الكاياك حول المنطقة، وممارسة رياضة الغوص بالقرب من الجزيرة، إلا أن الاستكشاف تحت الماء حُظر منذ عام 1986 كجزء من سلسلة من التدابير لحماية التراث المفقود للمدينة، وهو ما تأخذه الحكومة التركية على محمل الجد، حسب صحيفة Telegraph البريطانية.
وأُعلنت المنطقة محميةً خاصةً عام 1990. وفي عام 2000، قدمت كيكوفا إلى اليونيسكو للنظر فيها كموقع للتراث العالمي. وهي مدرجة حالياً في القائمة المؤقتة للمنظمة.
وتستعد وزارة الثقافة والسياحة التركية لإلغاء الحظر، بعد طلب من منير كاراليوغلو، عمدة أنطاليا، الذي قال للصحافة المحلية: "لقد بدأت جهودنا للعمل على تنويع البدائل السياحية؛ لتحقيق النتائج المرجوة في سياحة الغوص التي زاد الاهتمام بها. وإذا تم تسلّم الإذن من الوزارات المسؤولة، فإن سياحة الغوص ستكون متاحة بمساعدة المرشدين وعلماء الآثار فى كيكوفا".
ولا تزال الأجزاء الموجودة بالمدينة -التي لم تعد مغمورة بالكامل، فالكثير من المواقع قد أُزيلت على مر السنين- تشمل العديد من المنازل والمباني العامة، بالإضافة إلى الميناء الخاص بالمدينة.
ويعتبر الدرج الحجري الذي يقود إلى الخروج من الماء -تقول الصحيفة- بمثابة تذكير مرئي للحضارة الليسيية القديمة، ولكنه على الجانب الآخر مثير للاهتمام في ذاته. وتصف اليونيسكو سيمينا بأنها "نادرة الحدوث"، مضيفةً أن كيكوفا "مثال رائع على الاستمرارية الثقافية".
وإن رفعت القيود عن الغوص هناك، فإن تلك البقعة ستكون مثالية للغواصين المبتدئين؛ حيث إن معظم مباني المدينة الغارقة لا تزال مرتفعة بما فيه الكفاية بحيث يمكن رؤيتها من السطح؛ ومن ثم فالغوص هناك سيكون ضحلاً. على جانب آخر، قال ليفينت إيسك (من مركز الغوص في كيكوفا) إن رفع القيود على الغوص يمكن أن يغير من ملامح الجزيرة.
وأضاف "أن السماح للسياح بالغوص في ذلك الموقع سيثير اهتمام الكثير ممن يرغبون فى معرفة المزيد عن تراثنا"، وتابع "محافظ أنطاليا ومحافظ ديمري غواصين وسيعملون على حماية العالم الموجود تحت الماء".
مستطرداً "بمجرد رفع هذا الحظر سيكون لذلك تأثير هائل إذ أن العديد من علماء الآثار والجامعات سيرغبون في زيارة ورؤية تلك الأسرار التي حازتها هذه الحضارة التي تعود إلى 4000 سنة".
وتقع المدينة الغارقة على بُعد 5 دقائق بالقارب من قرية Üçağız، حيث تنطلق رحلات الغوص، التي يمكن الوصول إليها من Kaş، باستخدام الحافلة وتقع بعيداً من أنطاليا.
ليس هناك أي رد بعد على الطلب الذي قُدم لرفع الحظر عن الغوص في تلك المنطقة، وقد تم رفع الطلب منذ أسبوعين.