ما أجمل أن نلتقط صورة معاً، نبتسم جميعاً، ونعبر عن سعادتنا، وعلاقتنا القوية، ومدى الراحة التي نشعر بها خلال وجودنا معاً، لكن كيف يمكن أن يصبح التقاط الصورة أمراً مزعجاً لدى بعضهم؟
"ابتسم خلال التصوير، لا تكفي هذه الابتسامة!"، "أظهر أسنانك كي تبدو متألقاً أكثر في الصورة"، هكذا ينصحون دائماً كي تبدو أنيقاً في الصورة.
لكن هل تخيّلت أنك حينما تبتسم تظهر أسنانك، نعم! الأمر كارثي لدى بعضهم، خاصة حينما يتذكرون فظاعة الصورة إذا ظهر فيها لون اصفرار أسنانهم، ستسألني وهل أسناني صفراء؟ ستخبرك السطور التالية حقيقة لون أسنانك.
ما هو لون أسنانك الطبيعي؟
يأتي لون الأسنان الطبيعي الناصع من طبقة "المينا"، وهي الطبقة الرقيقة والقوية التي تغلف أسناننا من الخارج، وسُمكها يُقاس بالمليمتر، وكل إنسان بحاجة ماسّة للحفاظ على أكبر قدر من المينا؛ لأنها تحافظ على هيكل الأسنان، وتحميه من مخاطر الضعف والتدهور.
ويعدّ الخبراء طبقة المينا أصلب نسيج في جسم الإنسان، ومع أن لونها شفاف، لكنها مشبعة بالمعادن المسئولة عن لمعان الأسنان، وليس صلابتها فحسب، ولونها غالباً ما يكون بين الأصفر المائل للبياض والأبيض الرمادي، لكن هذا اللون الأبيض سُرعان ما يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى أغمق، بفعل الأطعمة التي تدمّر بياض الأسنان.
كيف يمكن للأطعمة أن تلحق الضرر بأسنانك؟
توجد أطعمة كثيرة تسبب الضرر للأسنان، لكن لاحظ العلماء أن هذه الأطعمة تشترك في خصائصها الأولية في كونها سكريات أو أحماضاً.
فأسنانُنا جميعاً مغلفة بطبقة لزجة من البكتيريا تسمى "البلاك"، تنشط بعد تناولنا وجبة مليئة بالسكريات أو الكربوهيدرات، لتتغذى البكتيريا عليها، وتطلق الأحماض التي تهاجم طبقة "مينا" الأسنان.
وخطورة مهاجمة بكتيريا البلاك لطبقة المينا يمكن تبسيطها في أن المينا لا تنمو مرة أخرى بعد تكسرها، نتيجة الأحماض التي تفرزها هذه البكتيريا وتهاجم المينا، ومع تكرر هجوم هذه الأحماض على طبقة المينا تتكسر، وينتج من ذلك، في نهاية المطاف، فجوات بين الأسنان، شكلها، بطبيعة الحال، يزعج صاحبها كثيراً.
ما هي الأطعمة التي تغير لون الأسنان؟
بطبيعة الحال، لا يقدر معظمنا على تجنب كثير من الأطعمة، رغم كونها ذات مخاطر وأضرار عالية على الأسنان، وتؤدي لدمار شامل للون الأبيض الناصع للأسنان، والذي يُفضله الجميع، لكن من المهم أن نتعرف إلى هذه الأطعمة في محاولة للانتباه لها، بهدف التقليل من المخاطر المحتملة الناتجة عنها.
الصودا
تعدّ المشروبات الغازية من أخطر الأشياء في الفتك بلون الأسنان، فجميعنا يعلم خطورتها على صحتنا عامة، بل إن عدد من الدراسات اكتشفت وجود صلة بين تناول الصودا وحدوث التجاويف بين الأسنان في الفم.
والخطر في حالة الصودا يأتي من شقين؛ أولهما أن الصودا حامضية للغاية، فحتى لو كانت الصودا التي تشربها منزوعة السكر (دايت)، فهي، بأي حال، تحتوي على حامضي الستريك والفوسفوريك، وهذه الأحماض ذات قدرة عالية على تكسير المعادن الموجودة في طبقة المينا المغلفة لأسنانك؛ وهو ما يدمر بياض أسنانك.
والشق الثاني يأتي من السكر المركز المُضاف للصودا، والذي يوفر وليمة غنية بالطاقة لبكتيريا الفم.
الحمضيات
يُعرف الليمون، من ضمن الحمضيات عامةً، بقدرته الفائقة على تحويل كوب ماء لمشروب ممتع، يشعر كثيرون من خلاله بالانتعاش والهدوء.
لكنه ليس دائماً أفضل خيار لفمك؛ وذلك لقدرته على تهييج التهابات الفم، إذ إن التعرض المتكرر للأطعمة الحمضية، مثل الطماطم والصلصات، يؤدي لتآكل طبقة المينا التي تغطي الأسنان، ما يضعف الأسنان مع مرور الوقت.
حلوى الأطفال الصلبة أو الملوّنة (البونبون)
مع أنها قد تبدو حلوى لطيفة يحبها الأطفال خصوصاً، ويحاول كثيرون تغيير رائحة أفواههم من خلالها.
لكن كونها مليئة بالسكر يجعلها خطرة للغاية على سلامة الأسنان، خاصةً مع تركها فترة طويلة في الفم، حتى تذوب بالكامل، وهو ما يعد إمدادات وفيرة بالطاقة للبكتيريا، تسمح لها بإنتاج كبير من الأحماض الضارة بطبقة المينا، ويؤدي إلى تغيير كبير في لون الأسنان؛ وذلك بفعل السكر الذي يحاصر الأسنان فترة ذوبان هذه الحلوى.
القهوة والشاي
من المعروف أن البقع التي تظهر في فمك بعد أول رشفة من القهوة أو الشاي، تعد من أسوأ الأشياء على بياض أسنانك، وبالإضافة لذلك، فالقهوة تحديداً مثل الخمر تجعل الأسنان لزجة، وتجفف الفم، هذا إلى جانب أنها حامضية أيضاً.
لا نتوقع، بالتأكيد، أن تتوقف عن شرب المشروبات المفضلة لديك، ولكن للحد من الأضرار يُنصح بشرب كميات كثيرة من الماء بعد تناول هذه المشروبات، ومحاولة تجنب المُضافات على هذه المشروبات، مثل السكر، وذلك لتخفيف الآثار الضارة على الأسنان.
بعض أنواع الفواكه
حينما يفكّر بعضهم في اختيار وجبة صحية وخفيفة، يختار كثيرون الفواكه، مع أن الفواكه قد تصبح سلاحاً فتاكاً في تدمير بياض وجمال الأسنان.
فالفواكه الحمضية، مثل البرتقال محمّلة بالحامض الذي يأكل مينا الأسنان، كذلك معظم الفواكه المجففة لزجة للغاية، وتحتوي على نسب سكر عالية، تمثل خطورة على طبقة المينا؛ لذا يُفضّل تناول الفواكه الطازجة والابتعاد عن المجففة.
وتسبب بعض أنواع الفواكه، مثل الرمّان والكرز والتوت تآكلاً في طبقة المينا المحيطة بالأسنان من الخارج، والمسئولة عن لون الأبيض الناصع للأسنان، لذلك ينصح أطباء الأسنان تناول المشروبات والعصائر عامة، والحامضية خاصة عن طريق الماصة (الشاليموه)؛ إذ أن ذلك يقلل فرص تراكم الأحماض على طبقة المينا.
فأناقة الوجه، خصوصاً نظافة الفم، وجمال وبياض الأسنان، عنوان ومدخل رئيس يعبر عن مدى رقي الشخص واهتمامه بشياكته، وهو ما يحرص عليه كثيرون، لكن لا ينتبه بعضهم إلى أن بعض الأكلات قد تعدّ دماراً شاملاً لبياض وأناقة أسنانهم.