بعد أن كان بعض من الأزواج السعوديين رافضين أو متحفظين على مشاركة زوجاتهم في أول فريق سعودي نسائي للمشي، تغير موقفهم بعد أن لاحظوا التغيرات التي طرأت على زوجاتهم.
هذه المبادرة أطلقتها الشابة السعودية مزون الحربي، الطالبة الجامعية في تخصص علم اجتماع وخدمة اجتماعية، حيث أسست أول فريق نسائي للمشي في المدينة المنورة باسم "فريق مشاة طيبة النسائي".
هدف المبادرة كان نشر ثقافة الرياضة النسائية وثقافة المشي للصحة العامة والحد من السمنة بين النساء.
رؤية 2030
وعن الفكرة وأهدافها، تقول مزون الحربي لـ"عربي بوست" خلال اتصال هاتفي معها، إن الفكرة بدأت لدعم رؤية 2030 نحو مجتمع صحي رياضي، ونظراً للفوائد الصحية والجسدية لرياضة المشي، ولأنها تساعد في محاربة الأمراض "قررت إنشاء أول فريق نسائي للمشي، وقمت بتسجيل المبادرة مع المبادرات التي قدمت لأمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز".
وقالت مزون: "ستكون لنا عدة مشاركات مع حملات صحية ومجتمعية لدعم الحملات ونشر ثقافة رياضة المشي".
وعن أهداف الفريق، أوضحت "فكَّرت بالمبادرة وبتأسيس فريق مشاة لنشر ثقافة المشي للصحة العامة والحد من الأمراض المزمنة كالسكري والكلى وهشاشة العظام ودعم الرياضة المجتمعية المفقودة في مجتمعنا، فرياضة المشي هي رياضة سهلة لكنها تحقق الوقاية من الأمراض".
الزومبا
ويتألف فريق طيبة النسائي من 89 عضوة من مختلف الأعمار والفئات، كما توضح الحربي.
ومن مخططاته جعل الرياضة جزءاً مهماً من يوميات الحياة للحد من الأمراض المتفشية.
ويتألف البرنامج من حصص وتمارين 3 مرات في الأسبوع، حيث يخصص يوم السبت للنزول الميداني في ممشى عام، ويوم الإثنين لا يتم التقيد بمكان معين، وتكون الحصة حرة وعبر التطبيق الخاص بالمشي لمدة 45 دقيقة من الوقت، وأيضاً من برامج الفريق برنامج غذائي صحي (أسلوب حياة) مع أخصائية تغذية.
وتتابع: "كما ستكون هناك تمارين رياضية عبر السناب شات مع مدربة رياضة، ومن البرامج أيضاً إعطاؤهم حصة زومبا (وهو برنامج لياقة بدنية كولومبي أحدثه بيتو بيريز في التسعينات، ويعتمد على الرقص اللاتيني والتمارين الرياضية) في الأسبوع، في مركز التنمية الاجتماعي، ونسعى للمشاركات المجتمعية في المدارس والأيام العالمية للصحة".
وعن أهم أسباب انضمام عدد من السيدات للفريق، تقول الحربي إن السمنة من أهم الأسباب للانضمام للفريق، وهناك أسباب أخرى.
وأضافت: "لكل سيدة معنا قصة، حيث انضمت لدينا سيدة تعاني من آلام المفاصل والركبة بسبب السمنة، والحمد لله بعد مضي شهر من المشي معنا تعافت، ولم تكن هي المستفيدة الوحيدة، فقد استطاعت أن تساعد زوجها في الإقلاع عن التدخين، رغم رفضه في البداية مشاركتها، إلا أنه بعد أن لاحظ التحسن الذي طرأ عليها قرر أيضاً المشي، وتحسنت حالته المرضية بعد المشي وأقلع عن التدخين".
وتقول إنه يوجد لدينا طالبات جامعيات انضممن للفريق للحفاظ على لياقتهن البدنية ونشاطهن.
وتشير الحربي إلى أن المشي لا يفيد فقط الجسم من الناحية البدنية، وإنما من الناحية النفسية، فهناك سيدة شاركت لكسر الروتين والخروج من مشاكل نفسية تعاني منها، وهي اليوم مختلفة عن الأمس، وأصبحت بحالة توازن نفسي مستقرة، وتخلصت من القلق والتوتر والمشاكل.
كما انضمت إحدى السيدات لوجود خشونة في الركبة وانزلاق غضروفي لديها، واليوم الطبيب يثني على تحسنها ويطالبها بالاستمرار في المشي، كما أثنى الأطباء على ثبات معدل السكري عند اثنتين من العضوات، وهذا مؤشر جيد يدفعنا أكثر للإصرار على دعم الفريق وضم أكبر عدد ممكن من العضوات للحفاظ على صحتهن.
ثقافة جديدة
وأوضحت الحربي أن الفكرة في البداية قوبلت برفض الشارع، لكونها ثقافة جديدة على المجتمع، لكنها تلقَّت الدعم الكافي من قبل زوجها وعائلتها للاستمرار، وكان هناك اختلاف بين مؤيد ومعارض، وبعد مدة من انطلاق الفريق أصبح للمبادرة صدى جيد، وأثرها طيب جداً في المدينة المنورة وخارجها.
وأثنى عليها الدكتور صالح الأنصاري، الأستاذ المساعد في طب الأسرة والمجتمع والمشرف العام على مركز تعزيز الصحة وصاحب كتاب "صحتك في المشي"، وعدة جهات أخرى شجعتنا.
وقالت: "ستكون المبادرة تحت رعاية جهة حكومية، نتكتم حالياً عن اسم الجهة، ريثما يتم التنسيق معها بشكل كامل".