من يهتم بالأعشاب والزيوت الطبيعية يعرف قيمة زيت الكانولا جيداً، فهو يعتبر خياراً مثالياً لزيت نباتي صحي سعره في متناول الأيدي، وربما يعرف بعضنا أن هذا الزيت الصحي يستخرَج من زهرة صفراء جميلة.
لكن، لماذا يعد هذا الزيت خياراً صحياً؟ وهل هو نفسه زيت اللفت أم لا؟ هذا ما سنعرضه في التقرير التالي الذي أعدته النسخة الأميركية لموقع"هافينغتون بوست".
أولًا.. علينا شكر الكنديين على الكانولا
قبل كل شيء، علينا أن نشكر الكنديين على هذا الزيت؛ فهم أول من صنعه. وفي الحقيقة، فإن أصل كلمة "كانولا" هو تجميعة كلمتي "كندا" و"أويل" (الزيت بالإنكليزية).
وما شجع كندا على استخراج هذا الزيت من تلك النبتة الصفراء، هو أنها كانت تستورد معظم أنواع زيت الطهي قبل إنتاج الكانولا، وقبله الزهرة التي تستخرج منه.
إذ زُرعت زهرة الكانولا أول مرة عام في ستينات القرن العشرين من قِبل علماء من جامعة مانيتوبا الكندية، حيث أخذ العلماء نبتة اللفت واستخدموا طرق الزراعة التقليدية للتخلص من حمض الإيروسيك والغلوكوزينولات الموجودة فيه، لتخرج لنا هذه النبتة.
وقد استخرج العلماء تلك المكونات؛ لأنها صنفت بالسامة من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير، التي منعت الاستخدام الآدمي لزيت اللفت عام 1956. ورغم أن المحصول الجديد -الذي روّج له عام 1970- ما زال متشابهاً في الشكل مع اللفت، ولكنه نبتة مختلفة كليةً بتكوينات غذائية مختلفة.
الزيت مصنوع من بذور صغيرة جداً
لنتمكن من صنع زيت الكانولا، نحتاج إلى بذور صغيرة جداً توجد داخل الزهرة، ولكننا ننتظر أولاً حتى تموت الزهرة. فحينما تُلقح الأزهار، تتساقط البتلات وتتكون القرون التي يوجد بداخلها بذور صغيرة.
ويوجد ما يقرب من 20-30 بذرة في القرن الواحد، فيما تتكون كل بذرة من 42-43% من زيت الكانولا، مما يجعلها نبتة فعالة.
وبعد عصر الزيت من البذور، تُستخدم بقية البذرة كغذاء للحيوانات. في الواقع، تستورد بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، أكثر من 50% من كانولا كندا لاستخدامها غذاء للماشية؛ وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين.
الترويج للكانولا
عقب اكتشاف هذا الزيت الصحي، أصبحت الكانولا الآن تُزرع في كل مكان بالعالم. ولكن هناك لبس في تسميتها ببعض الدول؛ إذ يتم الخلط بينها وبين اللفت.
وحتى نستطيع تسمية النبتة "كانولا"، يجب أن يحتوي المنتج على ما لا يزيد على 30 ميكرومول من الغلوكوزينولات، وأقل من 2% من حمض الإيروسيك.
زيت الكانولا خيار صحي
يعتبر هذا الزيت صحياً؛ لأنه فقير من ناحية الدهون المُشبعة، بينما هو غني جداً بالدهون غير المشبعة الصحية، كتلك الموجودة في زيت الزيتون والأفوكادو، كما أنه غني بحمض الألفا لينولينيك، وهي دهون أوميغا-3 المرتبطة بصحة القلب.
وقد أظهرت دراسة حديثة أن اتباع نظام غذائي منخفض السكريات وغني بالدهون الموجود بهذا الزيت، يساعد مرضى النوع الثاني من السكري في السيطرة على مستوى السكر في الدم؛ إذ لوحظ تراجع مستوى الغلوكوز من دم المرضى، كما انخفضت احتمالية إصابتهم بأمراض القلب.
فوائد جمالية للبشرة والشعر
يحدّ استخدام هذا الزيت من حَب الشباب، والتجاعيد، والخيوط الرفيعة في الوجه، وكذا البقع الداكنة، كما يجعل البشرة ناعمة وشابة، بفضل احتوائه على نسبة كبيرة من فيتاميني E، وK، والمواد المضادة للأكسدة.
ويعالج هذا الزيت أيضاً الالتهابات الجلدية، والتشققات، ومرض الأكزيما (مرض جلدي يتكون في طبقات الجلد العليا).
كما أنه يساعد على علاج الشعر الجاف، ويتخلص من تكسّره وتقصفه؛ إذ يعتبر مرطباً طبيعياً لفروة الرأس، هذا بالإضافة إلى أنه يمنع تساقط الشعر ويزيد نموه، ويعتبر أيضاً علاجاً لقشرة الشعر.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.