يصعب إقناعهم ولكن.. لأسباب علمية الواثقون بالنفس هم أكثر الناس تواضعاً!

هناك نظرية تقول إن الأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية في أنفسهم، يستطيعون الحصول على كل شيء في حياتهم، فقط لأن أحداً لا يريد أن يرفض لهم طلباً، أو يقول "لا" في وجههم، لأنه وببساطة سيتورط في نقاش عقيم مع شديد الثقة بنفسه.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/15 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/15 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش

هناك نظرية تقول إن الأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية في أنفسهم، يستطيعون الحصول على كل شيء في حياتهم، فقط لأن أحداً لا يريد أن يرفض لهم طلباً، أو يقول "لا" في وجههم، لأنه وببساطة سيتورط في نقاش عقيم مع شديد الثقة بنفسه.

فبحسب مقال نشره الكاتب والصحفي جوزيف ميلورد على Elite Dailyحول التعامل مع الأشخاص ذوي الثقة المفرطة في النفس، فإن الأخير يفتقر للوعي بذاته، ولا يدرك مدى سخافة الصورة التي يكونها عن نفسه، التي يتعامل على أساسها مع الآخرين، ومن الصعب جداً إعادته إلى أرض الواقع.

وجاء في مقال ميلورد أيضاً، أنه يَصعُب إقناعُ الأشخاص الذين يملكون ثقة مفرطة بتوجهات وأفكارٍ هم بالأساس لا يؤمنون بها.

ونتيجة لذلك، يتجنَّب الكثيرُ من الأشخاص خوضَ غمار هذا الحوار المفرغ معهم.

وعلى النقيض لهذه النظرية أو الصورة النمطية عن هؤلاء الأشخاص، التي أثبتت بعض الدراسات العلمية صحتها، ذهبت بعض الدراسات للتأكيد على أن الواثق بنفسه عن جدارة هو أكثر الناس تواضعاً لا غروراً!

كيف؟



في دراسة أجراها الطبيب النفسي في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، كاميرون أندرسون، استنتج أن الأشخاص الذين يبالغون في ثقتهم بالنفس، دائماً ما ينجحون في ارتقاء سلم التفوق الاجتماعي.

وقال أندرسون في لقاء مع صحيفة Telegraph "سرعان ما يتأثر الأشخاص بمواقف الأفراد الواثقين من أنفسهم، حتى ولو كانت الآراء التي يدافعون عنها غير منطقية أو غير مبررة، ويمكن تفسير ذلك بأن الثقة في النفس لها تأثير بالغ لا يمكن مقاومته".

وفي الإطار ذاته، فإن المقولة الشائعة "تَظاهر بالشيء إلى أن تُحقق مبتغاك"، ليست مجرد عبارة فقط، بل نهج يتبناه البعض ويعمل وفقاً له؛ سواء في مقابلات العمل، أو في اللقاءات المهمة الأخرى، أو حتى العلاقات العاطفية.

ومما لا شك فيه أن الثقة المفرطة في النفس لها جوانب سلبية، حيث أكد أندرسون وجود فجوة كبيرة بين المهارات التي يعتقد الأشخاص ذوي الثقة المفرطة أنهم يتمتعون بها، وبين كفاءاتهم الحقيقية. وبمجرد وصول هذا الشخص إلى مراده، سرعان ما ينكشف أمره بأنه يفتقر للعوامل المطلوبة لهذا المنصب أو لذاك الدور، فيفشل.

للثقة وجهان



ولِفَهْم الأوجه المختلفة للثقة، توضِّح دراسةٌ أجراها البروفيسور والمؤلف توماس تشامورو بريموزيك، كيف تعمل الثقة المفرطة في النفس على تغطية العيوب الشخصية.

وفي هذا الصدد، أفاد بريموزيك لمجلة Harvard Buiseness Reviews "للثقة بالنفس وجهان؛ وجه خارجي ظاهر، ووجه داخلي خفي. الوجه الخارجي يبدو أكثر انفتاحاً، والأشخاص الذين يتميزون بثقة عالية في النفس تكون لديهم قدرة على التحمل أكثر من الأشخاص الانطوائيين، على الأقل في المجتمعات الغربية".

وأضاف بريموزيك: "في المقابل، قد يُخفي الشخصُ الواثق من نفسه هذا الشعور، وعندما يلاحظ الأشخاص من حوله هذه الثقة، يميلون للاعتقاد بأنه متغطرس ومتعجرف، وليس العكس. والنرجسيون أفضل مثال على ذلك".

ولكن هذه الثقة الداخلية تتفق مع الثقة الحقيقية التي يجسدها التواضع. فالثقة الحقيقية تدفع صاحبها ليكون طموحاً جداً في داخله، وفي منتهى التواضع خارجياً.

ومن المهم جداً أن يدرك الأشخاص أن هذا النوع من الثقة المثالية هو ما يحتاجون فعلاً لاكتسابه.

كما يمكن الجزم بأن الثقة المفرطة لا مبرر لها حقاً، وحتى إن استطعت من خلالها تحقيق مأربك، إلا أن سرك سينكشف للعيان بمجرد ما يوضع المرء رهن الاختبار، في حين أن الدليل على الثقة الحقيقة هو التواضع.

"هذا الموضوع مترجم عن موقع Elite Daily الأمريكى. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا".

علامات: