10 أسباب صحية ومادية وبيئية لاقتناء ماركات الملابس العالمية.. لا تشترِ الرخيص!!

تغلب ملابس الأزياء اليومية، المعروفة باسم "كاجوال"، على اختيارات العديد من الأشخاص منذ نحو عقدين من الزمان. وهناك العديد من العلامات التجارية التي استحوذت محالها على أغلب مبيعات هذه الملابس؛ مثل: Zara, H&M, Primark, Mango و Forever 21، والكثير من العلامات التجارية التي سيطرت بشكل كامل على قطاع صناعة النسيج في العالم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/14 الساعة 07:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/14 الساعة 07:24 بتوقيت غرينتش

تغلب ملابس الأزياء اليومية، المعروفة باسم "كاجوال"، على اختيارات العديد من الأشخاص منذ نحو عقدين من الزمان.

وهناك العديد من العلامات التجارية التي استحوذت محالها على أغلب مبيعات هذه الملابس؛ مثل: Zara, H&M, Primark, Mango و Forever 21، والكثير من العلامات التجارية التي سيطرت بشكل كامل على قطاع صناعة النسيج في العالم.

ميزة هذه المحال، هي تقديم ملابس جميلة بأسعار في متناول الجميع تقريباً، كما تقدم العديد من الأزياء والتصاميم المختلفة التي تتيح الاختيار فيما بينها والتي تناسب العديد من المناسبات على مدار الأسبوع وخلال اليوم الواحد.

الحقيقة التي تخفيها هذه المحال مختلفة تماماً، ليس فقط بسبب أن جودة ملابسها أقل كثيراً مما ينبغي، ولكن أيضاً بسبب الانعكاسات البيئية؛ إذ تعد صناعة الملابس ثاني أكثر الصناعات تلويثاً للكوكب بعد الصناعات البترولية.

ومن المهم أيضاً التركيز على أن الجانب النيوليبرالي الذي تستند إليه هذه الصناعة، حيث لا يهم سوى المنفعة، يعمل على استمرار استغلال الإنسان في ممارسات شبيهة بالاسترقاق ولا تختلف كثيراً عن جوهره.

ولكن في الأساس وكما تقول العديد من الأبحاث، تعد الملابس ذات التكلفة المنخفضة ضارة بالصحة والبيئة، وفي هذا الموضوع نقدم لك 10 أسباب لتقول "لا للملابس الرخيصة".

1. الجودة




الجميع يعرف أن جودة الملابس رخيصة الثمن ليست أفضل شيء في العالم، لكن قليلاً من يشك في أن سوء الجودة وقلة المتانة هما غاية بحد ذاتها.

في كتابها (Overdressed: The Shockingly High Cost of Cheap Fashion)، تحلل الكاتبة والصحفية والسينمائية إليزابيث كلاين استراتيجيات شركات صناعة ملابس "الأزياء السريعة" لزيادة عمليات البيع إلى أقصى حد ممكن.

الجودة السيئة للخامات هي واحدة من هذه الاستراتيجيات.

السبب هو استخدام نوعيات رديئة من الأنسجة القطنية مختلطة مع نسبة عالية من الألياف الصناعية المشتقة من البترول، بالإضافة إلى الأصباغ الرخيصة والتشطيبات النهائية السيئة ذات المستوى المنخفض، وهذا يجعل العمر الافتراضي لهذه الملابس قصيراً للغاية؛ فلا تلبث أن تصبح غير صالحة للاستخدام بعد فترات قصيرة.

في صناعة الأزياء السريعة، يكون هامش الربح قليلاً للغاية على كل قطعة من الملابس، لذلك يجب تحقيق مبيعات عالمية مرتفعة ليكون هذا الاستثمار مربحاً.

وبالإضافة إلى ذلك، تشرح الكاتبة كيفية إطلاق هذه الشركات للتشكيلات التي لا تلبث أسبوعاً واحداً في المتاجر حتى تنتقل إلى مدن وبلاد وأسواق أخرى.

الهدف، هو خلق حالة من القلق في اللاوعي الخاص بالمستهلكين لدفعهم إلى سرعة الشراء؛ لأنهم يعرفون أن التأخير سيجعل هذه الأزياء التي تروق لهم لن تكون في متناول أيديهم بعد وقت قصير.

وفقاً لكلاين، في عام 2014 كان معدل الدوران في ZARA مرتين أسبوعياً، وكان يومياً في H&M.

2. تبدو زهيدة الثمن ولكنها ليست كذلك


فيما يتعلق بتكلفة الملابس، تقول الكاتبة الإنكليزية لوسي سيغل في كتابها إن الكثير من مراحل الخياطة لا تتم في المصانع؛ بل في الجمعيات التعاونية بالقرى النائية؛ إذ يتم ضغط النساء باستمرار لإنتاج كميات كبيرة بأقل تكلفة ممكنة بغض النظر عن التشطيبات الرديئة في كثير من الأحيان.

بهذه الطريقة، تتحقق أرباح ضخمة للشركات التي لم تتكلف سوى بضعة سنتات في قطعة واحدة تبيعها للمستهلك فيما بعد بفارق كبير.

هذه الملابس، كما ورد بالتقرير المنشور في "The True Cost" الذي شاركت فيه سيغل، عادة ما تكون تصاميمها متطرفة للغاية بحيث تستمر أقل من موسم واحد، فتقوم الشركات بتغييرات جذرية في اتجاهات الموضة؛ بهدف زيادة تقادم الاتجاهات السابقة.

وبهذه الطريقة، تتكدس الكثير من الملابس الرخيصة في خزانات ملابسنا، فيبدو أنه قد عفا عليها الزمن، ولكنها تكلفنا في الواقع أكثر من الملابس ذات الجودة العالية.

3. وجود الكثير من المعادن الثقيلة في الملابس والإكسسوارات



وفقاً لتقرير نشرته The New York Times في عام 2013 بعنوان Fashion at a very high price، وهي دراسة للمنظمة البيئية Center for Environmental Heath، كشفت عن أنه رغم المخالفة القانونية لدخول مادة الرصاص في صناعة الملابس والأزياء والإكسسوارات بأكثر من 300 جزء من المليون، فإن الكثير من الأزياء السريعة التي يسوّق لها بشكل واسع تصل مستويات الرصاص فيها إلى أكثر من 10 آلاف جزء من المليون.

تتراوح نسبة الرصاص في الملابس أو الإكسسوارات وفقاً للألوان إذا كانت مصبوغة، فقد تقل هذه النسبة أو تزيد كما يلي:

تصل نسبة الرصاص في زوج من الصنادل برتقالية اللون إلى 25 ألف جزء من المليون، هذه النسبة تختلط بالطبع مع عرق القدمين.

وفي زوج من الأحذية الحمراء، تصل نسبة هذا المعدن إلى 30 ألف جزء من المليون، وفي حزام برتقالي تصل إلى 50 ألف جزء من النسبة نفسها.

يصل الرصاص في هذه الأغراض إلى أيدينا عن طريق لمس الملابس أو الإكسسوارات؛ لأن هذه الأصباغ تكون من خامات رديئة للغاية، ومن أيدينا تصل إلى أفواهنا ومن ثم إلى داخل الجسم.

وبالإضافة إلى الرصاص، هناك معادن أخرى سامة توجد في الأصباغ مثل الزئبق والزرنيخ.

4.وجود بقايا لمواد يمكن أن تتفاعل مع العرق


من المعتاد أن يُغسل القطن في عدة عمليات نسيجية، كما في مراحل إضافة الصبغات، والمحاليل القلوية الكاوية.

في حالة الملابس المخفضة السعر، تتم هذه العمليات بسرعة وغالباً ما تحدث بعض الأخطاء، ونتيجة لذلك تكون هناك بقايا للمواد القلوية على الملابس والتي تنشط وتتفاعل مع العرق فيما بعد.

كذلك المعادن الثقيلة، تسبب حساسية على الجلد شبيهة بالوشم.

5. خطر الإصابة باختلال الغدد الصماء


في عام 2013، حذرت منظمة السلام الأخضر في دراسة لها من وجود مادة النونيل فينول في صبغات ملابس الأزياء السريعة، هذه المواد العضوية عالية الخطورة تسبب تغير إنتاج الهرمونات في جسم الإنسان، قد تتناقص أو يرتبك إفرازها أو تزداد سرعته.

تصل هذه المواد إلى الإنسان إما عن طريق مياه الأنهار؛ إذ يتم تفريغ بقايا الأصباغ التي تستخدمها المصانع فيها، وإما عن طريق ارتداء الملابس أو العمل في المتاجر التي تباع فيها هذه الأزياء "السريعة".

التعرض للنونيل فينول ضار للغاية على النساء الحوامل، لذا لا يسمح لهن بالعمل في خطوط الإنتاج بالاتحاد الأوروبي، ولكن الأمر ليس كذلك في الولايات المتحدة.
كما أنه لا توجد سيطرة في حالات الملابس التي تباع عن طريق الإنترنت.

6. الأضرار البيئية للزراعة الأحادية للقطن




تعد زراعة القطن أحد الأمور المثيرة للجدل؛ لحاجته الكبيرة للمياه في أثناء الزراعة، لذلك فقد جفت العديد من منابع المياه الجوفية التي اعتمدت زراعته عليها.

هذا ما حدث مع بحر الأرال في أوزبكستان، الذي كانت مياهه تستخدم بصورة ضخمة لإنتاج القطن لصناعة المنسوجات في الحقبة السوفييتية.
اليوم اختفى هذا البحر بشكل كامل تقريباً.. ما تبقى من المياه ملوث ويعد تجمعاً للنفايات.

المشكلة ليست فقط في استهلاك زراعة هذا النبات كثيراً من المياه، لكن أيضاً بسبب الملوثات الأخرى مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والأملاح السامة والمركبات العضوية الأخرى.

ورغم أن القطن يُزرع على 2.5% من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، فإنه يستخدم نحو 10% من المواد الكيميائية الزراعية، و25% من المبيدات الحشرية.

7. وجود أنواع معدلة وراثياً غير معلومة العواقب


رغم وجود مميزات في بعض الجوانب للقطن المعدل وراثياً، تحتل زراعته ما يقرب من 70% من مساحة زراعة القطن في العالم.

هذه النسبة الضخمة تعكس آثاراً سلبية بالحجم نفسه؛ مثل النمو الذاتي للأعشاب والحشائش السامة والحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية، لذا فرغم تحجيم استخدام هذه المبيدات فإن الحقول تتلوث في النهاية وينخفض الإنتاج ويختل التنوع البيولوجي.

8. تراكم النفايات غير القابلة للتحلل


إن تزايد الاعتماد على الألياف الصناعية المشتقة من المواد البترولية بدلاً من القطن، لخفض التكلفة وزيادة الإنتاج، يؤدي فيما بعد إلى تراكم النفايات غير القابلة للتحلل عندما يتم التخلص من الملابس التي تصبح غير صالحة للاستعمال.

في تقرير "TheTrue cost"، يقوم كل أميركي بالتخلص من نحو 37 كيلوغراماً من الملابس سنوياً.. جزء كبير منها من هذه الملابس الرخيصة.

9. الكارثة البيئية التي تسببها الأصباغ المستخدمة


بالإضافة إلى سُميّة الأصباغ الرديئة التي تستخدمها هذه الشركات، فإن سوء إدارتها كارثة بحد ذاتها؛ إذ تتم مراحل الصباغة في مصانع مُتعاقد معها بدول العالم الثالث وتُلقى في النهاية بمصارف الأنهار دون معالجة لتلوثها بصورة قاتلة، مثلما حدث في روافد نهر الغانغ بالهند.

10. استغلال العمال ضروري للنجاح


النموذج النيوليبرالي الذي تستند إليه تجارة الملابس منخفضة السعر يتطلب بيع إعداد هائلة من الملابس؛ لأن هامش الربح صغير للغاية.

فقط مع دوران كبير في الاستهلاك، يمكن للعلامات التجارية الكبيرة التي تبيع الملابس الرخيصة أن تحقق أرباحاً عالية.

ويتطلب هذا استخدام الأيدي العاملة في ظروف شبيهة بنظام الاستعباد؛ إذ يستمر العمال في العمل 16 ساعة مقابل أقل من دولارين يومياً وفي ظروف سيئة للغاية بدول العالم الثالث، كما حدث في كارثة انهيار مبنى سافار في العاصمة البنغلاديشية، دكا، عام 2013.

كانت الحادثة الأسوأ في تاريخ صناعة النسيج على الإطلاق؛ إذ كان أصحاب الأعمال على علم بتصدع المبنى واحتمالية انهياره، ورغم هذا فقد تجاهلوا التحذيرات التي أمرت بإخلائه وأمروا العاملين بالحضور للعمل اليوم التالي، فانهار المبنى في أثناء ساعة الذروة الصباحية للعمل، مخلفاً أكثر من 1100 قتيل و2500 جريح.

هذا النموذج الاستغلالي بدأ بغاليسيا في ثمانينات القرن الماضي على يد بعض الشركات مثل زارا، بالإضافة إلى علامات تجارية أخرى التي اعتمدت النهج ذاته في الضغط على العاملين واستغلالهم ساعات طويلة مقابل أموال زهيدة.

هذا الموضوع مترجم عن موقع El Diario الإسباني. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد