ليس كل مخترع عبقرياً فمنهم "الأغبياء"، وفي هذا التقرير، نتطرق لنوعٍ آخر من الابتكارات، وبالتحديد تلك الاختراعات الحديثة التي لا تملك أية فائدة تذكر.
بل على العكس، تعتبر غبية جداً لدرجة تجعلك تستغرب من مراودة فكرة مماثلة لشخص ما طبقها بالفعل، وسوّقها فخوراً بصنيعته، غير مدرك أن ما قدمت يداه يندرج ضمن أغبى الاختراعات.
1- شواية اللحم بدخان السيارات
يكفي سماع اسم هذا الاختراع ليُصاب الشخص بالتقزز، فمن منا يريد أن يأكل لحماً مطبوخاً بدخان السيارات، أو حتى يفكر في هذا الأمر، دون أن يخطر على باله أن هذا الاختراع غالباً سيُلقي به في أحضان السرطان، لكن على ما يبدو فإن الفريق الإيراني الذي صنع هذه الشواية عام 2008، كان له وجهة نظر أخرى.
تقوم فكرة هذا الاختراع على اختصار الوقت وطهي الطعام أثناء قيادة السيارة، عن طريق ربط الشواية بعادم السيارة الذي يطلق دخاناً حاراً بدرجة كافية لشوي اللحم، وعلى الرغم من أن المخترعين أكدوا أن الشواية تعزل الدخان عن الطعام، وتكتفي بنقل الحرارة دون أن تصل الغازات السامة للأكل، لكن من منا على استعداد ليغامر بصحته؟
2- غطاء نوم متحرك
يبدو جلياً بالنظر إلى هذا الاختراع أن الشركة اليابانية التي صنعته، لم تسمع من قبل بما يُسمى بالملابس الثقيلة التي تدفئ الجسم، أو ربما فكرت في أن هناك أشخاصاً يتملكهم الكسل لدرجة أنهم لا يستطيعون ارتداء ملابسهم بعد مغادرة الفراش، لذا قررت عام 2009 صنع غطاء نوم يمكن ارتداؤه والمشي به، خوفاً من أن يفقد الإنسان حرارته بعد استيقاظه من النوم.
وإذا كنت تفكر بأن الاختراع العجيب ربما اُبتكر لضمان راحة الإنسان أثناء قضائه بعض الأغراض ليلاً، كأن يصحو للذهاب إلى الحمام، أو يجيب عن الهاتف، أو حتى كي يأكل شيئاً ثم يعود إلى فراشه، فدعنا نخبرك أن هذا غير صحيح لسبب واحد، هو أن هذا الغطاء لا يحتوي على اكمام، ولا يخرج منه سوى القدمين للتمكن من المشي، أما بقية أعضاء الجسم فتبقى جميعها مغطاة، مما يجعل استخدام اليدين أمراً مستحيلاً، وبالتالي يمكن القول أن هذا الاختراع غير نافع لأي شيء على الإطلاق.
3- حامل كؤوس حول الرقبة
إذا كنت في إحدى الحفلات، وأنهيت كأس شرابك فيمكنك بكل بساطة وضعه على الطاولة، ولكن شركة "The Wine Yoke"، كان لها رأي آخر جعلها تخترع حامل كؤوس يمكن ارتداؤه حول العنق، ووضع الكأس داخله أثناء استخدامه، أو بعد الانتهاء منه، بينما تقوم بالتحدث مع الآخرين، وذلك لأن أصحاب الشركة يؤمنون بشكل أو بآخر أن حمل الكأس باليدين يعيق عملية التواصل مع الآخرين.
أما عن شكل الحامل الذي اُخترع عام 2011، فهو غير عملي أبداً؛ نظراً لكونه مصمماً بطريقة تجعله قابلاً للانسكاب على الملابس بمجرد أن يصطدم مستعمله بشخص آخر، أو في حالة تعثره أو انحنائه، دون التطرق إلى الشكل المثير للسخرية الذي يبدو عليه الشخص عند استعماله هذا الاختراع الغريب.
4- وشاح الخصوصية
من منا لا ينزعج عندما يتلصص على هاتفه أحد الغرباء في الحافلة أو المترو، أو أي مكان عام آخر، ويقرأ محادثاته التي من المفترض أنها رسائل خاصة؟ هذا هو السؤال الذي راود جو ماليا، أحد الطلاب بالجامعة الملكية للفنون بلندن، والذي قرر عام 2011، إيجاد حل لهذه المشكلة عن طريق تصميم وشاح قادر على حماية خصوصية مُستخدميه بوضعه على الرأس، وعلى الجانب الآخر منه يوضع الهاتف، أو الجهاز المراد إخفاؤه، وبالتالي ضمان إخفائه عن أعين الفضوليين.
رغم أن الفكرة مثيرة للاهتمام، لكنها حتماً غير صالحة للاستخدام في الشارع، أو أي مكان خارج المنزل، والسبب في ذلك يعود لأن الوشاح يحجب الرؤية عن مستعمله كذلك، وليس عن الأشخاص الآخرين فقط، مما يجعله هدفاً يسيراً للسارقين وعرضة للأخطار، التي كان سيتفاداها لو لم يُغطِ عينيه، بالإضافة إلى أن مظهره سيلفت الأنظار نحو مستعمل الوشاح، وبالتالي زيادة الفضول عن ماهية الشيء الذي يستدعي هذه الكمية المبالغ فيها من الإخفاء.
5- ناقلة أسماك الزينة
اخترع شخص إنكليزي يُدعى ميك مادن عام 2007 عربة ناقلة لأسماك الزينة؛ وذلك لأنه أحس بأن هذه الحيوانات مظلومة ومحرومة من المميزات التي تحظى بها حيوانات جيرانه من كلاب وقطط، فهذه الأسماك غير قادرة على رؤية الفضاء الخارجي، والتمتع بجمال العالم بل تقضي كل وقتها محبوسة داخل إناء زجاجي.
في الواقع إن "ناقلة أسماك الزينة" ليست سوى إناء على عربة بعجلات يمكن وضع السمكة داخله، ثم سحب العربة باستخدام مقبض حديدي، ولكن حتى وإن تفهمنا حب "مادن" لسمكته، أو طموحه لنيل الشهرة أو كسب المال من اختراعه، فإن الرجل أغفل مشكلة بسيطة تكمن في كون الكلاب والقطط والحيوانات المماثلة تتمتع أقدام تمكنها من التأقلم مع حركة السير في الشارع، أما وجود هذه العربة فإنه يمثل إزعاجاً حقيقياً للمارة، دون أن ننسى استحالة إمكانية مرور العربة في مكان يحتوي على سلالم، وأيضاً الشكل السخيف الذي سيبدو عليه الشخص وهو يتجول بهذا الشيء.