تتخبط مشاعر الإنسان ما بين القلق والحيرة، إذا ما وجد نفسه مطالباً بتطوير فكرة مشروع ما، سواء لعمله الخاص أو للشركة التي ينتمي إليها، أو يصبح منزعجاً من الدوامة التي يعيش فيها، بوظيفته الروتينية، وراتبه الثابت، الذي لا يكفيه بعض الأحيان، ويكون حله حينها هو إنشاء مشروعه الخاص.
فيما يلي، مجموعة نصائح لكيفية التوصل لفكرة مربحة تستثمر ما تتقنه وتحبه بعدما كنت تحسبه بلا قيمة فعلية:
مشاكل تعيق الفكرة ذاتها
تبدأ المشكلات مع التوصل للفكرة نفسها، إذ يواجه المرء مشكلتين، وهما:
1- يغلب على تفكيرنا عدم الاعتقاد بأن لدينا أية أفكار جيدة، لذا لا نجد جدوى من إمكانية نجاح أي شيء، ويكون هذا تفكير الإنسان الذي يطلب منه مديره البدء بمشروع جديد ليكتشف بعد أسبوعين أنه صرف النظر عنه تماماً.
2- أو أن نعتقد أن لدينا الكثير من الأفكار الجيدة، ونشعر بحيرة بالغة حول الانتقاء منها، وهذا هو تفكير الإنسان الذي غالباً ما يكون لديه 12 فكرة مشروع مختمرة في نفس الوقت، ولكن لا ينجح في تنفيذ أي شيء منها.
في حين تبدو هذه المفاهيم مُتعارضة، إلا أنها دائماً ما تقودنا إلى الوقوع في المعضلة نفسها: بداية غير مكتملة ثم الإقلاع عنها في نهاية المطاف، لذا عليك إدراك أين يجب عليك تركيز وقتك وجهدك؟ وكيف تعرف أن فكرتك جيدة بالدرجة الكافية لتنفيذها؟
أولاً، لا بد من إدراك حقيقة هامة، وهي أن كل المشروعات سواء كانت خدمات أو منتجات هي استجابةٌ مباشرةٌ لمشكلة ما، بل إن الغرض من أي مشروع، والسبب الذي يقام من أجله هو حل مشكلة ما.
ويجب أن تفكر بفاعلية في كيفية حل مشاكل الآخرين، كما عليك أن تفكر بصفة يومية في شيء يرهقك أنت والمحيطين من حولك، ثم ابحث عن الحلول الممكنة لهذا الصداع من خلال فكرة أو جهاز أو خدمة أو برنامج حاسوبي.
وإن كنت تريد أن تكون رائد أعمال، عليك تغيير طريقة نظرتك للعالم بشكل جذري، والبحث بشكل دائم عن فرص تخدم حاجات الآخرين وتعود عليك بالمال، عندها لن يجف بئر الإلهام أبداً.
يذكر مؤسس مدونة Rich20Something، أي "أثرياء في العشرينيات"، دانيال ديبيازا للنسخة الأميركية من "هافينغتون بوست": عندما أفكر في مشروع جديد أبحث في 4 أماكن:
1- مهارات شخصية
كل شخص منا يتميز في أداء شيء ما، وتكمن المشكلة في أننا نتعامل مع مهارتنا على أنها من المسلمات، ولا نقدّر حقيقة أن المعرفة والقدرات التي نتمتع بها، قد يكون غيرنا في أمسِّ الحاجة إليها.
فمن الممكن أن تتقن لغتين أو تعزف على إحدى الآلات الموسيقية، أو ربما تعرف كيف ترتب خزانة الملابس المبعثرة، وربما تكون ماهراً في الطبخ أو تصميم المواقع.
إن كنت قد قضيت وقتاً كثيراً في تعلم واتقان شيء ما، سواء في مدرسة كمبتدئ أو كهواية أو حتى كنشاط ترفيهي، فإن هذا الوقت قيمٌ للغاية.
وبدلاً من أن تبدأ في تعلم شيء يستغرق منك شهوراً، أو سنوات من العمل الطاحن، سيكون الناس أكثر سعادة وهم يدفعون المال لك لشراء شيء يحتاجونه بسرعة.
كما يمكن أن تعلّم الآخرين هذه المهارات، أو تستخدمها لتقديم خدمة أو تقوم بالعمل نيابة عنهم.
2- خبرات مهنية
تُعد المهارات التي تعلمتها أثناء العمل من الأصول الهامة في رحلة بحثك عن فكرة جديدة لمشروع مُربح.
إن كنت تعاقدت للعمل في وظيفة ما، فهذا يعني أن لديك مهارة واحدة على الأقل تقاضيت المال لقاءها.
قد تفترض مثل الكثير من الناس أن أجرك في الساعة أو راتبك الشهري يعكس القيمة الحقيقية للمهارة التي تتمتع بها، لكن في الحقيقة لا توجد قيمة "حقيقية" للمهارة أو الخدمة أو الفكرة.
فقد يكون تصميم تطبيق على الهاتف واحداً من مئات الأعمال التي تفعلها سنوياً، وتُشكل جزءً من راتبك السنوي المتواضع.
ولا يعكس راتبك القيمة الحقيقية لعملك، إنما يعكس تقدير صاحب العمل لأجرك الذي يقدر عليه بعد أن يحسب كل نفقاته إضافة إلى تحقيق ربح جيد.
إليك قائمة جزئية بكل الأشياء التي تُخصم من راتبك قبل أن تتقاضاه:
– تكاليف التوظيف: على صاحب العمل أن يبحث عنك وأن يلفت انتباهك للوظيفة، وهذا يحدث على الإنترنت، ومن خلال الفعاليات التوظيفية أو نشر الإعلانات.
– التدريب: يحتاج التدريب المال للحصول على المواد اللازمة للبدء، مثل أجهزة الحاسب الآلي والزي المُستخدم والمكاتب، حتى اللوحة المريحة التي تتكئ عليها فأرة الحاسب الآلي.
– البرامج المالية: تُقدم بعض الشركات برامج 401K، وخيارات الأسهم وغيرها من الحوافز المالية، التي من شأنها أن تقتطع من راتبك.
– النفقات العامة: تتضمن هذه النفقات مساحات مكتبية مادية، وجميع المرافق وغيرها من نفقات مبنى الشركة.
– الرواتب التنفيذية والإدارية: إذ لا يوجد في كثير من الأحيان تناسب تام بين رواتب الأعمال التنفيذية والإدارية والموظفين.
لذا عليك أن تدرك أنه حينما يحين وقت مناقشة راتبك، فالأمر يتعلق بما يقدر عليه أصحاب العمل لا ما تستحق، ففي كثير من الأحيان يعمل شخصٌ في وظيفة تستحق مبلغاً ما بينما يتقاضى نصفه في الواقع.
واعلم أيضًا أن المهارات التي تكتسبها طوال رحلة عملك هي التي يمكن توظيفها كما يحلو لك وبالسعر الذي تحدده.
3- الأمور التي يطلبها الناس منك
نعتمد في حياتنا اليومية على الخبراء لمساعدتنا في اكتشاف ما نجهله، وإذا ما كان الناس يواصلون توجيه الأسئلة لكي تقدم لهم المساعدة، أو النصيحة في مجال معين فهي فرصة جيدة تجعل الآخرين ينظرون لك كخبير أو الشخص الذي يلجؤون له.
انتبه جيداً للأشياء التي يسألك الناس عنها، وإن طلب منك شخصٌ ما مساعدته في شيءٍ ما، ينبغى أن يسرع عقلك بشكل تلقائي إلى تقييم هذا الشيء، وما إذا كان يصلح أن يكون مُربحاً. وبمرور الوقت تتقاضى المال مقابل ما اعتدت عمله بالمجان.
4- المهارات التي تود تعلمها
ابحث عن مهارة أو فكرة، حتى إذا كنت مبتدئاً، لكنك جادٌ في أن تصبح ماهراً فيها.
ثم قم تدريجياً بتطوير هذه المهارة وابحث عن المستثمر المستعد لدفع النقود لك بينما تتعلم، فالأمر يشبه دفع نفسك للذهاب إلى المدرسة لدراسة شيء تهتم جداً بتعلمه.
ولست بحاجة أن تبدأ كخبير، لأنك ستتطور مع مرور الوقت كما يمكنك جني المال على طريقك.
هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.