مصري يكتشف طرقاً جديدة بالقطب الجنوبي ويطلق اسم زوجته على إحدى قممه

الصعود إلى قمة إيفرست، أعلى قمة في العالم، لم يرضِ طموحه، فقرر أن يذهب إلى أبعد مكان في العالم القارة القطبية الجنوبية "أنتراكتيكا"، رغم أنه مصاب بمرض يُفقد الكثيرين متعة الحياة وقد يلزمهم الفراش.

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/09 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/09 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش

الصعود إلى قمة إيفرست، أعلى قمة في العالم، لم يرضِ طموحه، فقرر أن يذهب إلى أبعد مكان في العالم القارة القطبية الجنوبية "أنتراكتيكا"، رغم أنه مصاب بمرض يُفقد الكثيرين متعة الحياة وقد يلزمهم الفراش.

لم يكتفِ عمر سمرة بتحقيق حلمه بتسلق جبل إيفرست؛ بل تطلع أيضاً إلى تسلق القمم السبع الأعلى بالقارات السبع، بما فيها القارة القطبية الجنوبية المتجمدة غير المأهولة بالسكان، وقد كان له ما أراد وحقق حلمه.

عندما كان طفلاً أصيب بالربو، وأخبره الأطباء بأنه يمكن التغلب على المرض بشكل أسرع عن طريق الرياضة. وفعلاً خلال عامٍ مارَس الرياضة حتى شُفي تماماً من آثار الربو، وهو الآن يتمتع بصحة جيدة.

لكن عمر لم يتوقف عن تحدي نفسه بعد كل هذا، فقرر الوصول لآفاق لم يصل إليها أحد من من قبل، فقدْ حلم أن تطأ قدماه ما لم يطأه بشر.

اكتشاف جديد


فمنذ عدة أسابيع، عاد سمرة مرة أخرى إلى القارة القطبية الجنوبية "أنتراكتيكا"؛ ليسلك طريقاً لم يطرقه أحد من البشرية من قبلُ؛ إذ اكتشف طريقاً للوصول لإحدى الجبال بقارة أنتراكتيكا، وهو الطريق الأصعب وصولاً لهذا الجبل.

وكما أن للوالدين الحق في اختيار أسماء أبنائهم، فإن للمكتشفين الحق في تسمية ما وصلت إليه أقدامهم. وبالفعل، قرر سمرة تسمية هذا الطريق الجديد "الطريق المصري المباشر" أو "Egyptian Direct".

الطريق المصري المباشر هو أكثر الطرق صعوبةً، لكنه الأقصر للوصول إلى قمة هذا الجبل؛ فهو يحتوي على انحدار يصل ميله إلى 90 درجة، ويحتاج إلى جهد ومثابرة أكثر بكثير من الطرق الأخرى الأقل منه انحداراً.

ورغم أنه في رحلته الشاقة هذه تعرض لظروف جوية قاسية للغاية؛ إذ تدنت الحرارة إلى ما دون الـ50 تحت الصفر، ولكن سمرة أصر على إضافة المزيد إلى رصيد إنجازاته، فقد قرر الصعود إلى 3 قمم جديدة لم يتسلقها بشر قبله قط.

وفي لفتة إنسانية مست قلوب جميع متابعيه، أطلق على إحدى القمم اسم عائلته، وأخرى على اسم ابنته، والثالثة باسم زوجته الراحلة.

مروة الفايد، زوجة عمر الراحلة، توفيت منذ نحو 3 سنوات بعد أن وضعت مولودتهما الأولى، وكانت ترافقه أحياناً في مغامراته بالجبال، حيث وخلَّد اسمها على أحد جبال القاره القطبية التي لم يمسسها بشر، في لفتة إنسانية مسَّت كل متابعيه.

مرضه


طريق سمرة لتحقيق هذه الإنجازات لم يكن مفروشاً بالورود، ولكنه واجه عقبات شديدة، أبسطها الظروف الجوية والطبيعية والجسمانية.

فتوجُّه سمرة إلى مثل هذه الأنشطة المحفوفة بالمخاطر، جاء إثر محنة كانت كفيلة بانسحابه من الحياة والانكفاء بعيداً عن الرياضة، فقد أصيب بمرض الربو في الطفولة، فقرر تحدي المرض بالرياضة، وليس فقط بأن يعيش حياة صحية؛ بل بحياة مليئة بالمغامرات.

سألت "عربي بوست" عمر سمرة عما إذا كانت دراسته في الاقتصاد وإدارة الأعمال قد ساعدته في الوصول إلى أهدافه أو الحصول على تمويل مادي، فأجاب قائلاً إنه لم يشعر بذلك، فقد تم رُفضت طلباته عشرات المرات، وظل دؤوباً في تقديم طلبات التمويل والمساعدة حتى حقق أحلامه.


ولكن القطب الجنوبي ليس منتهى أحلام سمرة ومغامراته، فهو يطمح إلى ما هو أبعد كثيراً!

الفضاء


على مدار 60 عاماً مضت، منذ أن وطئت أقدام رائد الفضاء الأميركي نيل آرمسترونغ سطح القمر وحتى هذه اللحظة، لم يتجاوز عدد المسافرين إلى الفضاء أكثر من 500 شخص.

ولكن مع التطور التكنولوجي، تخطط البشرية لتوصيل 500 شخص آخرين خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما تسعى له الإمارات كأول دولة عربية، والهند، وباكستان، وبلدان أخرى، إضافة إلى الدولتين الرائدتين؛ روسيا وأميركا.

ولكن ضخامة تكاليف مثل هذه الرحلات منعت مصر من التنافس على هذا المجال، ولكنها لم تمنع المصريين من هذا الحلم.


عمر سمرة كان له نصيب من هذا الحلم، حيث تقدم لمسابقة "آكس أبوللو" التي تؤهل الفائزين إلى الحصول على رحلة مجانية للفضاء، كما تقدم إليها مصريان آخران هما "أحمد خالد سعيد، وأحمد حجاج الشهير بلقب حجاجوفيتش".

المسابقة استمرت أشهراً معدودة وأقيمت التصفيات بين دبى وأورلاندو بالولايات المتحدة، ليفوز في المسابقة بأورلاندو، في ديسمبر/كانون الأول 2013، المغامر المصري عمر سمرة والذي ينتظر الانتهاء من التحضيرات التكنولوجية حتى يحقق حلم طفولته بأن يصبح رائد فضاء.

تجارب مصرية في الفضاء


لكن سمرة، الذي يتطلع دوماً إلى إنجازات ترفع اسم بلاده وليس مجرد مجد شخصي، يسعى لتوسيع المشاركة المصرية في مغامراته الفضائية المحتملة، ولذا أسهم في إطلاق مبادرة "فضائك".

وتهدف مبادرة "فضائك" إلى نشر الوعي بعلوم الفضاء ودراساته بمصر وتتوجه بأنشطتها إلى طلاب المدارس والجامعات وتحثهم على الاهتمام بهذا المجال.

المبادرة تفتح أبوابها للطلاب بالمدارس والجامعات لإجراء تجارب مرتبطة بالفضاء والتجربة الفائزة ستنفذ في الفضاء مع عمرو سمرة.

وسيعلن اسم الفائز بها في سبتمبر/أيلول 2017.

ومن أبرز العلماء والجهات المشاركين فيها: محمد سلام وهو المصري والعربي الوحيد المرشح كرائد فضاء في منظمة Mars One التي تخطط للسفر لكوكب المريخ، ونقطة الاتصال الوطنية لمصر في Space-Generation Advisory Council (SGAC)، وأحمد فريد المتحكم في المركبة الفضائية بمركز عمليات الفضاء الألماني وهو مرشح كعالم ورائد فضاء في مشروع PoSSUM، إضافة إلى كونه الرئيس المشارك للمجموعة الإفريقية في الاتحاد الدولى لملاحة الفضاء.

كما تضم المبادرة، عمرو عبد الوهاب خبير النجوم مؤسس ورئيس مجلس إدارة Astrotrips وهو مستشار في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ورئيس الجمعية الفلكية بجامع مصطفى محمود، وحامد جمال رئيس الوحدة المصرية في Mars Society المنسق الإقليمس للشرق الأوسط في Space Generation Advisory Council SGAC.

وجاء تشكيل هذه المبادرة عقب نجاح عمرو محمد، الشاب السكندري في عامه الأخير بالثانوية العامة سنة 2012، في الفوز بمسابقة عُقدت برعاية وكالة ناسا الأميركية للفضاء، من خلال تجربة اقترح فيها استكشاف أثر انعدام الجاذبية على طريقة صيد العناكب من نوع "زيبرا" لفريستها، وما إذا كانت هذه العناكب ستعدل من سلوكها في الفضاء أم لا، وقد فاز عمرو بفرصة لتطبيق تجربته بالفضاء في سبتمبر 2012.

وبعد تجربته، تلقى عمرو منحة بجامعة ستانفورد لدراسة علوم الفضاء. ونظراً لأن هذه الدراسات غير موجودة بجامعتنا العربية، فقد دعا ذلك مجموعة من المصريين العاملين في هذا المجال إلى تكوين مبادرة "فضائك"؛ لنشر الثقافة الفضائية بين المصريين.

فهل ينجح عمر سمرة، قاهر القطب الجنوبي، في غزو الفضاء وهو يحمل معه أحلام وتجارب الطلاب المصريين؟

علامات:
تحميل المزيد