يعاني الكثير من الأشخاص من صوت "الشخير" المزعج الذي يُحدثه شركاؤهم أثناء النوم، الأمر الذي قد يحوِّل النوم في بعض الأحيان لمعاناة كبيرة قد لا تنتهي إلا بمغادرة المكان الذي يرقد فيه هذا الشريك المزعج؛ بحثاً عن هدوء يمنح صاحبه فرصة في النوم بأريحية.
وحول هذا، يقول الدكتور دانيال بي سلوتر طبيب الأنف والأذن والحنجرة وخبير الشخير في أوستن عاصمة الولاية الأميركية تكساس، إن الشخير يمكن أن يَخلق مشاكل حقيقية في الزواج، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى غرف نوم منفصلة.
ويضيف سلوتر أن الشخير ليس فقط مصدر إزعاج؛ إذ يتعرض 75% من الأشخاص الذين يعانون من الشخير لتوقف التنفس أثناء النوم (يتعطل التنفس لفترات قصيرة)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ما الشخير؟ وكيف يحدث؟
تعرِّف منظمة مدرسة النوم -التي أسّسها الدكتور جاي ميدوز وأدريان باكستر في لندن عام 2009 مساعدةً للأعداد الضخمة التي تعاني من الأرق- الشخيرَ بأنه الصوت الناتج عن اهتزاز الأنسجة التي تقع في مجرى الهواء في الجزء الخلفي من الفم والأنف والحنجرة خلال عملية الشهيق والزفير أثناء النوم، وهذا يحدث بسبب وجود انسداد جزئي في الشعب الهوائية، الناتج عن ارتخاء العضلات التي تتولى فتحها.
وتقول المنظمة إن الشخير شائع للغاية لدى 40% من البالغين، ومنتشر لدى الرجال والنساء على السواء، ومعروف أنه يزداد بتقدم العمر، ويسبب اضطراب النوم لكل من الشخص الذي يعاني منه، ومَن يحيطون به، مما يجعلهم يعانون من أعراض النعاس المفرط أثناء النهار، وانخفاض الوظائف العقلية، وحدوث الاضطرابات العاطفية.
أبرز أسباب الشخير
قد تسبب بعض الرفاهيات الزائدة عن الحد والسلوكيات الخاطئة في أضرار صحية، إذ ترجِع منظمة الشخير وانقطاع النوم البريطانية أسباب الشخير في كثير من الأحيان إلى الإفراط في بعض متع الحياة، التي بالسيطرة عليها قد يصبح ليلك هادئاً، وذكرت المنظمة الأسباب فيما يلي:
الإفراط في تناول الطعام مع (أو) عدم ممارسة الرياضة.-
– الكحول والحبوب المنومة.
– التدخين.
– وضعية النوم الخاطئة.
– الحساسية.
– احتقان الأنف.
– التنفس من خلال الفم.
– فتحات الأنف الضعيفة والصغيرة.
– الشخير المعتمد على اللسان.
– الشخير الناتج عن أكثر من سبب من هذه الأسباب.
للشخير أنواع!
صممت العديد من الاختبارات لمساعدة الناس في العثور على سبب الشخير لديهم، من خلال إجراء كل اختبار بشكل منفرد، لتُمكن من تحديد سبب أو أسباب الشخير حتى تسهل العلاج.
ووفقاً لمنظمة مدرسة النوم البريطانية فإن ثمة ثلاثة أنواع مختلفة من الشخير:
١- شخير الفم
يعتمد هذا الشخير على التنفس من خلال الفم أثناء النوم بدلاً من استخدام الأنف، وثمة اختبار بسيط لتعرف ما إذا كنت تستطيع إحداث ضجيج الشخير وفمك مغلقا، فإذا كنت تحدِث ذلك أثناء فتح فمك فقط، فهذا يعطي فرصة للتقليل من الشخير باستخدام بعض الأدوات التي تحافظ على فمك مغلقاً أثناء الليل.
ويحدث الشخير الذي يرتكز على اللسان، عندما يكون اللسان في الجزء الخلفي من الحلق فيسد مجرى الهواء، وهناك اختبار بسيط لاكتشاف ذلك، وهو إبراز لسانك خارجاً لأبعد وضع ممكن والضغط عليه بين أسنانك، فإذا تم تخفيض ضجيج الشخير في هذا الوضع، فمن المحتمل أنك تعاني من شخير يعتمد على اللسان.
وبالنوم على جانبك، مع استعمال جهاز الفك السفلي لتحريك الفك واللسان إلى الأمام أثناء النوم، يمكن أن يساعدك هذا في الحد من الشخير.
٢- شخير الأنف
يحدث عند احتقان الأنف وضعفه، فينتج عنه انسداد مجرى الهواء، وباختبار بسيط من خلال الضغط على جانب واحد من أنفك لإغلاقه مع إغلاق فمك ومحاولة التنفس، فإذا وجدت معاناة كبيرة في الشهيق فمحتمل أنك تعاني من شخير الأنف.
٣- شخير الحنجرة "اضطراب الحلق"
إذا لم تعمل معك أي من الاختبارات المذكورة أعلاه، فربما يكون سبب الشخير لديك نتيجة اهتزاز الأنسجة الناعمة في الحلق.
عوامل تنذر بزيادة الشخير
تتوقف زيادة احتمال الشخير لدينا على عدة عوامل، لخصتها جمعية النوم الأميركية في خمسة عوامل:
العمر: فكلما تقدمنا في السن، تزداد احتمالية الشخير.
النوع: الرجال أكثر عرضة للشخير من النساء.
الوزن: ثمة علاقة قوية بين مؤشر كتلة الجسم والوزن أو السمنة، والشخير.
الجسم ووضعية الرقبة: الشخير غالباً ما يحدث في مواقف الضعف كالنوم على الظهر، وبالنسبة للبعض فإن النوم في الوضع الأفقي (على جنب) يخفف الشخير.
الكحول: شرب الكحول يزيد من احتمال وشدة الشخير.
نصائح للتغلب على الشخير
لسوء الحظ فإن معظم الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النوم ومشاكل الشخير، لا يزالون دون تشخيص، ولا يحصلون على علاج طبي.
إذا كنت تعاني من الشخير فإن مؤسسة النوم الوطنية تنصحك باستشارة طبيبك في حالة وجود أي من الأعراض أو العلامات التالية: النعاس المفرط في النهار، الصداع في الصباح، الاستيقاظ في الصباح دون الشعور بالراحة، الاستيقاظ في الليل مع شعور بالضيق والارتباك، تغير في مستوى الانتباه والتركيز أو الذاكرة، توقف ملحوظ للتنفس أثناء النوم.
كما تقدم مؤسسة النوم الوطنية عدة خيارات لعلاج الشخير اعتماداً على نتائج دراسات النوم، وتشمل تعديل نمط الحياة (أي تجنب عوامل الخطر المذكورة أعلاه، مع التأكيد على فقدان الوزن وتجنُّب الكحول، والتدريب على وضعية نوم صحية بالنوم على الجانب بدلاً من الظهر، مع علاج الحساسية إذا كان ذلك ممكناً).
أو باستخدام الجراحة بشكل عام على الجزء الخلفي من الحلق وسقف الفم، أو الأنف إذا كان ذلك ممكناً، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات بما في ذلك المشرط، أو الليزر، أو باستعمال الموجات الدقيقة.
كما يمكن علاج الشخير عن طريق الأجهزة التي تعتمد على الفم أساساً وصنِعت من قبل طبيب أسنان من ذوي الخبرة في علاج الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم، أو غيرها من الأجهزة كموسِّعات الأنف)، وأحياناً عن طريق جهاز CPAP (جهاز ضغط الهواء بشكل مستمر، الذي يضخ الهواء في الجزء الخلفي من الحلق وبالتالي منعه من الانهيار، والأسلوب الأخير هو العلاج الأمثل لتوقف التنفس أثناء النوم.
فيما تحذر منظمة مدرسة النوم البريطانية من التدخين، إذ إنه يسبب احتقان الأنف والالتهابات التي تؤدي إلى تفاقم الشخير، والإقلاع عن التدخين يساعد على الحد من الشخير وتحسين صحتك العامة.
هل يصبح اختراع "حزام الذقن" حلاً؟
خلصت دراسة حديثة نشرت من قبل قسم طب النوم بكلية الطب بفرجينيا الشرقية أن ارتداء حزام الذقن أثناء النوم يمكن أن يصبح علاجاً فعالاً للشخير.
ويعمل حزام الذقن -وهو متاح الآن مقابل 119 دولاراً من شركة اسمها My Snoring Solution– من خلال دعم الفك السفلي واللسان لمنع انسداد مجرى الهواء، وهو مصنوع من مواد عالية التقنية، وخفيفة الوزن، ومواد فائقة الراحة، وتمكن آلاف الأشخاص الذين استخدموا هذه التقنية من الوصول لنوم أفضل، وصحة أفضل بشكل عام، لكن حتى الآن لم يتم تقييم هذا المنتج من قبل إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة الأميركية.