أن تعكف على تعلُّم لغة وثقافة من اختيارك هي ضمانة للنجاح والتميز، واليوم، لا تحتاج حتى لمغادرة الأريكة لفعل ذلك! بفضل التكنولوجيا، التي أحدثت ثورة في هذا المجال.
تعلم لغة أجنبية في القرن الحادي والعشرين؟ لا يوجد أسهل من ذلك! إذ تعد التكنولوجيا الحديثة أفضل طريقة لتصبح ثنائي اللغة، إذ يُمكن إعادة خلق ظروف تجربة تعليمية متكاملة دون الحاجة إلى مغادرة منزلك الدافئ.
إذ يؤكد تقرير لموقع Babbel أنه يمكن استخدام التكنولوجيا لإحداث ثورة في تعلم اللغة دون دفع تذكرة طيران.
1- العثور على صديق على مجتمعات تبادل اللغة
هل تريد تعزيز مهاراتك الشفهية، ولكن لا تملك ميزانية ولا العلاقات اللازمة للممارسة مع الناطقين باللغة المعنية؟ هل تتطلع لتعلم اللغة، قبل كل شيء، لاكتشاف آفاق جديدة وثقافات جديدة؟ من أجل ذلك، فقد أُنشئت مجتمعات تبادل اللغة عبر الإنترنت لك.
ويمكنك التواصل مع الأشخاص الذين تكون لغتهم الأم هي نفس اللغة التي تريد أن تدرسها، مقابل منحهم بعض الجلسات بلغتك العربية.
على الرغم من أنها خدمة مجانية بالكامل، ومبنية على أساس التبادل الثقافي والمساعدة المتبادلة، فإنها تعد وسيلة رائعة لبناء علاقات إنسانية حقيقية.
موقع My Language Exchange، على سبيل المثال، هو واحد من أكثر المجتمعات ديناميكية على شبكة الإنترنت، إذ يجمع أكثر من ثلاثة ملايين عضو من 133 بلداً تتحدث 115 لغة مختلفة، من الإنكليزية إلى الإسبانية مروراً بالعربية والصينية وحتى الباسك.
كما يعتبر الموقع المفضل للعثور على شريك للتبادل اللغوي، ولكي تبدأ فإن الأمر بسيط: سجل حسابك مجاناً، أنشئ ملف التعريف الخاص بك، والتقي بالمستخدمين ذوي الاهتمامات المماثلة لاهتماماتك.
2- استخدام أدوات التواصل
هل وجدت شريك التبادل وترغب في التحدث معه شفاهة؟ برامج مثل سكايب، فيس تايم، فايبر، واتساب أو جوجل، وهانغاوت ليست حكراً على العاملين لحسابهم الخاص، أو على أقاربك الذين يعيشون على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، إذ يمكنك استخدامها بذكاء وتصبح أفضل وسيلة لإتقان لغة أجنبية.
فهي مجانية تماماً، وتحظى بشعبية شديدة وسهلة الاستخدام، وعلاوةً على ذلك، فهي متاحة في إصدارين للكمبيوتر والتليفون المحمول، إذاً لا مزيد من الأعذار، فيمكنك ممارسة المحادثة على لغة جديدة دون السفر لتعلمها.
لكي تدمج تعليم اللغة في خطتك الدراسية، استثمر حداً أدنى في الأجهزة، ما يضمن لك تجربة ممتعة، وهي أفضل طريقة لتبقى متحمساً على المدى الطويل.
لا تثبط من حماسك إذا لم تكن لديك ميزانية لشراء أدوات راقية، فسماعات أذن بسيطة أو سماعات عادية قد تكون كافية.
ومع ذلك لا تهملها، لأن فهم محادثة افتراضية بلغة أجنبية أصعب منها عندما تكون في الواقع وجهاً لوجه، إذ ستسمح لك بتحسين نوعية الاتصالات الافتراضية بشكل كبير عن طريق القضاء على الضوضاء في الخلفية والمشتتات الصوتية الأخرى التي يمكن أن تعيق الاستماع والفهم.
3- مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت
مَن الذي يقول إن مشاهدة الفيديو مضيعة للوقت؟ لتحويل جلسات التلفزيون لدروس فعالة للغة، هناك خطوة واحدة: اختر المحتوى باللغة التي تريد إتقانها.
المسلسلات على سبيل المثال، بالإضافة إلى كونها ممتعة وإدمان ميؤوس منه، هي طريقة رائعة لتدريب أذنك على اللغة مع تسهيل استيعاب المفردات والقواعد بدون جهد، تماماً كما يتعلم الأطفال اللغة بالإغماس الطبيعي.
تمنحك العديد من المواقع إمكانية الوصول إلى مقاطع الفيديو على الإنترنت، ولكن أفضل طريقة لإحراز تقدم حقيقي هي التركيز على المحتوى المنتج والمعروض من قبل الناطقين باللغة المفترض تعلمها.
ويعد يوتيوب منجم ذهب لهذا الغرض، إذ يجمع عملاق البث العديد من مقاطع الفيديو التي قدمها مدونون شغوفون من جميع أنحاء العالم، الذين يميلون إلى إحاطة كلماتهم بعناصر محددة لثقافتهم، ويمكنك بالبحث السريع اكتشاف شخصيات متخصصة حول موضوعات متنوعة مثل الأزياء والتكنولوجيا والتغذية أو السفر.
ولتحقيق أقصى قدر من الفاعلية في جلساتك، لا تتردد في مشاهدة الفيديو عدة مرات لتوضيح أي سوء استماع، مع أخذ ملاحظات بكل كلمة أو عبارة لا تفهمها، للبحث عنها في القاموس على الإنترنت. موقع WordReference، على سبيل المثال، يشمل 18 لغة ودقيق للغاية.
أيضاً حاول التعليق على بعض مقاطع الفيديو باللغة التي تدرسها، هذه وسيلة رائعة لممارسة الكتابة.
وأخيراً، ولتبسيط حياتك، اشترك في القنوات المفضلة لديك، وانقر على القنوات المقترحة بها: وهذا سوف يسمح لك بتوسيع علاقاتك والبحث عن محتوى جيد.
4- قراءة الأخبار وقت حدوثها
لا شيء أفضل لتجويد فهمك للغة أجنبية من قراءة الأخبار بها، بالإضافة إلى تحصيل مفردات غنية ومتنوعة والبحث عنها، فهي مليئة بالعبارات والتعابير التي تسمح لك بتحسين أسلوبك في الكتابة بهذه اللغة.
كما تعمل متابعة الأخبار على تسهيل تجربة التعليم، بما يتيح لك فرصة لفهم الأخبار من وجهة نظر مختلفة عن تلك التي في بلدك، ولاكتشاف الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمنطقة الجغرافية التي تريد أن تعرفها أكثر وأن تفهم العقلية المحلية بها.
ركِّز على الموضوعات التي تهتم بها، واقرأ في المجالات التي قد تستخدم معجم الكلمات بها، وحاول قراءة مادة واحدة على الأقل في اليوم، واقرأها بصوت عال لممارسة النطق، ابحث عن المفردات الصعبة ومعانيها.
إذا كنت في البداية، قد تبدو قراءة الأخبار أمراً لا يمكن تحقيقه، لكنها ليست مهمة مستحيلة! ابدأ بمواضيع بسيطة أو مقالات قصيرة، على سبيل المثال المتعلقة بالطقس، أو التسلية.
قد يفضل البعض أيضاً الاهتمام بالمواقع الإخبارية للأطفال، مثل Petit Quotidien في فرنسا، التي تعالج موضوعات معقدة باستخدام المفردات البسيطة.
إذا كنت لا تعرف أين تجد مواقع الأخبار المناسبة، استخدم أدوات الإنترنت. سجل دخول على موقع Reddit واطلب ترشيحات من الناطقين باللغة التي تتعلمها، وتعد الـsubreddit التي تدعى r/LanguageLearning بداية جيدة.
أن تزج نفسك في ثقافة ولغة من اختيارك هي ضمانة للنجاح، والتكنولوجيا قد أحدثت ثورة في النتائج، لكنها مثل أي أداة، نجاحها يعتمد على استعمالها، لذا تأكد من أن تكون منتظما ومجتهدا، والأهم من ذلك أن تستمتع!
– هذا الموضوع مترجم عن موقع Babbel. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.