كيف يمكن للتستوستيرون أن يجعل الرجال أكثر طيبة وسخاء.. 5 طرق غريبة يؤثر بها الهرمون على السلوك

طالما ارتبط هرمون التستوستيرون بالعنف وروح المنافسة لدى الرجال. لكن هرمون الجنس يمكنه أيضاً أن يؤثر على مجموعة من المشاعر، بما في ذلك التعاطف والكرم والفساد، والرغبة في المخاطرة

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/03 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/03 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش

طالما ارتبط هرمون التستوستيرون بالعنف وروح المنافسة لدى الرجال.

لكن هرمون الجنس يمكنه أيضاً أن يؤثر على مجموعة من المشاعر، بما في ذلك التعاطف والكرم والفساد، والرغبة في المخاطرة، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.

يتوقع الخبراء أن تأثير هذا الهرمون أوسع بكثير مما كان يُعتقد من قبل، وأن هرمون التستوستيرون قد يغذي روح التعاون كما يغذي روح المنافسة.

لماذا يعتبر التستوستيرون مهماً؟


يبدو أنه كلما أجاب العلماء عن تساؤل يخص هرمون التستوستيرون، يُثار تساؤل آخر.

في لقاء مع صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، قال خبير السلوك في إمبريال كوليدج في لندن، الدكتور إد روبرتس "من المهم أن ندرس التستوستيرون لأن له تأثيرات عميقة، فقد أسهم في تشكيل التاريخ البشري".

كما أوضح روبرتس "أنه يمتلك العديد من الآثار، لأنه كي يكون فعالاً في تحقيق التكاثر، يجب أن يفعل أشياء أخرى كثيرة".

وأضاف قائلاً "وهذا يشمل "التسليح"، مثل توفير الأسنان، والمخالب، والعضلات، وزيادة الميل إلى العنف، وروح التنافس، والمخاطرة والاتجاه إلى تشكيل مجموعة (العصابات والنوادي وغيرها)".

التعاطف


أظهرت دراسة نُشرت في وقتٍ سابق من هذا العام أن هرمون التستوستيرون يتحكم في كم تعاطفنا ليعدّنا للمنافسة.

وأظهر الباحثون أن هرمون الجنس يمكنه أن يعيق التواصل بين أجزاء الدماغ التي تعالج العواطف، وبالتالي يخفض مستويات التعاطف.

في الدراسة، التي أجراها فريق الدكتور بيتر بوس من جامعة أوتريخت، اخُتبرت مجموعة صغيرة من النساء لمعرفة تأثير التستوستيرون على كيفية معالجة أدمغتهم للتعاطف.

تطوع للتجربة ست عشرة طالبة، نصفهن تناولن هرمون التستوستيرون عن طريق الفم بجرعات عالية بما فيه الكفاية لتعزيز مستويات الهرمون في الدم لديهن بنسبة 10 أضعاف.

ثم كان عليهن محاولة تحديد مشاعر الناس، فقط من خلال النظر إلى صور أعينهم.

ووجد الفريق أن النساء اللاتي تناولن هرمون التستوستيرون استغرقن وقتاً أطول لتحديد المشاعر وارتكبن المزيد من الأخطاء بالمقارنة بأولئك اللاتي لم يتناولن هذا الهرمون.

وأظهر مسح الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أن مجرد جرعة واحدة من الهرمون كانت كافية لتغيير الاتصالات بين مناطق المخ التي تختص بالمعالجة العاطفية.

يعتقد الدكتور بوس وفريقه أن مناطق معينة من الدماغ تتضافر لمعالجة المعلومات الحسية في المهام العاطفية، وتعد استجابة الدماغ لمشاعر الآخرين، في جوهرها مفيدة في اختيار الاستجابة العاطفية المناسبة على أساس الإشارات الاجتماعية.

وأظهرت النتائج أن النساء الأصحاء، قد يؤثر التستوستيرون على كيفية تواصل هذه المناطق من الدماغ لديهن مع بعضها البعض، كما يحد من قدرتهن على التعاطف مع الآخرين بشكل فعال.

قال دكتور بوس خلال مقابلته "التستوستيرون هو الهرمون المعني بالتعامل مع حالات التهديد، وتسهيل السلوك الذي يميل إلى الاندفاع أكثر من العمليات المعرفية التي تتطلب تنظيم الاستجابات العاطفية".

ويقول الخبراء إنه من الأسهل بالنسبة للبشر للتعامل مع حالات التهديد والتحديات الصعبة -مثل تقاتل الذكور على الإناث أو الغذاء- إذا كانوا أقل تعاطفاً تجاه المنافسين.


خوض المخاطرة


زعمت دراسة اقتصادية نُشرت العام الماضي أن التستوستيرون هو السبب الرئيس لسلوك الرجال غير المسؤول.

يزعم بحث من إمبريال كوليدج لندن، أن روح المخاطرة قد تزعزع استقرار أسواقنا المالية.

أجرى الباحثون محاكاة لقاعة التداول داخل المختبر من خلال وجود متطوعين لشراء وبيع الأصول فيما بينهم.

وقد قاسوا مستويات الهرمون الطبيعية لدى المتطوعين في إحدى التجارب، ورفعوها بطريقة اصطناعية في تجربة أخرى.

عندما أُعطي المتطوعون جرعات من هرمون التستوستيرون، استثمروا في الأصول المحفوفة بالمخاطر بصورة أكبر.

ويعتقد الباحثون أن البيئة الضاغطة ومنافسة الأسواق المالية قد تزيد من مستويات هرمون التستوستيرون لدى التجار.

وقد أظهرت دراسات سابقة، أن الرجال الذين لديهم مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون من المرجح أن يكونوا أكثر ثقة ونجاحاً في المواقف التنافسية.

وتشير مؤلفة الدراسة إلى أنه ينبغي النظر في النتائج التي توصلت إليها الدراسة من قبل صناع القرار الذين يتطلعون إلى مؤسسات مالية أكثر استقراراً.

وفي وقت سابق من هذا العام، توافق المزيد من العلماء على هذا الطرح.

أعلن خبراء من جامعة ليستر أن وجود عدد أكبر من النساء في وظائف المدينة من شأنه أن يوقف الانهيارات والأحداث الأكثر تطرفاً في الأسواق التي شهدناها في السنوات الأخيرة.

توصل الباحثون إلى أن التجار الإناث في المدينة يكسبن في المتوسط أكثر من التجار الذكور.

لكن هذا يعود إلى أنه من بين الرجال هناك نتائج شديدة التباين، التي تتراوح بين الأفراد الذين يحققون أرباحاً عالية للغاية، إذ قد تؤتي المخاطر التي يتحمسون لها أكلها، وبين أولئك الذين فقدوا ثرواتهم من خلال خوض تلك المخاطر التي لم يوفقوا فيها.

بينما نجد التجار الإناث يحققن نتائجاً أكثر استقراراً، وهذا يعني أن معدلهن أعلى من الذكور في المتوسط.

ومع ذلك، تحقيق التوازن بين أعداد الرجال والنساء من شأنه أن يساعد على خلق بعض الاستقرار.

الفساد


توصلت دراسة سويسرية أُجريت عام 2015 إلى أن مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة قد تجعل الناس أكثر عرضة للفساد.

بدأ الباحثون في جامعة لوزان في استكشاف الحقيقة وراء مقولة اللورد أكتون الشهيرة إن "السلطة المطلقة مفسدة مطلقة".

وقد عُرّف الفساد بأنه "الإخلال بالمتعارف عليه اجتماعياً من أجل تحقيق مكاسب أو مصالح شخصية".

اختار الفريق البحثي -بقيادة جون أنتوناكيس أستاذ السلوك التنظيمي- 718 طالباً (اختياراً عشوائيا) من قسم إدارة الأعمال للمشاركة في الدراسة.

وطُلب من المتطوعين لعب التجربة الاجتماعية الكلاسيكية المعروفة باسم "لعبة الدكتاتور".

في الاختبار الأول، اختير 162 طالباً من قسم إدارة الأعمال اختياراً عشوائياً ليؤدوا دور "القادة"، وعُيِّن لكل قائد ما بين 1 إلى 3 "أتباع".

أُعطي القادة مبلغاً من المال وطُلب منهم توزيعه على مجموعاتهم، بالتساوي أو بشكل غير متساو، كما يشاؤون.

أولئك الذين كان لهم عدد أكبر من الأتباع -وبالتالي المزيد من السلطة- كانوا يحتفظون بجزء أكبر بكثير لأنفسهم.

حتى الطلاب الذين سجلوا مستويات عالية من النزاهة الشخصية، وجدوا أنفسهم عرضة لآثار الفساد.

وكان الطلاب الأكثر سلطة أكثر عرضة لإظهار عدم النزاهة التي يربط الباحثون بينها وبين السلطة.


وقد أثبتت دراسات أخرى أن ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون قد يرتبط بالسلوك المعادي للمجتمع والمواقف الأنانية.

يقول خبراء إن هذه الاستجابة العاطفية تعزز من فرص الشخص للانتصار في المواقف التنافسية.

قال الأستاذ الجامعي أنتوناكيز "سيتوقف الأشخاص ذوو المستوى العالي من التستوستيرون عن التأثر العاطفي بسبب قراراتهم تجاه الآخرين، وستميل أكثر للتركيز على زيادة الفوائد التي تعود عليهم".

يعتقد الباحثون أن ميل التستوستيرون للحد من التعاطف وزيادة العنف ربما يجعل هؤلاء الذين لديهم مستوى عالٍ من التستوستيرون مرشحين أقوى للمناصب العليا.

أضاف أنتوناكيز "تعتبر السلطة بالنسبة للقادة بمثابة الدم لمصاصي الدماء، بمجرد أن يتذوقوا بعضاً منها لا يمكنهم التخلي عنها.

"إن احتمالية فساد تلك السلطة موجودة بالفعل، ولكن هناك احتمالية مساوية لها تفترض أن أولئك الفاسدة قلوبهم قد يسعون للسلطة أيضاً".

الإحسان


في حين يعد التستوستيرون هرمونا حيويا لتشجيع السلوك التنافسي، فهو بعيد عن أي مهارة خاصة لدى المرء.

تشير بعض الأبحاث أن التستوستيرون المرتبط بالسلوك العنيف، عادةً يكون مصدر اللطف والود واللعب النظيف.

في إحدى الدراسات، عندما أعطيت بعض المشاركات الإناث في لعبة المساومة جرعة واحدة من الهرمون أو بعض الحبوب الوهمية، وجد أن اللائي تلقين الهرمون تصرفن بشكل أكثر عدلاً، وكنّ أيضاً أقل نزاعاً مع بعضهن البعض، كما كُنّ أفضل في التعاملات الاجتماعية.

لكن النساء اللاتي اعتقدن أنهن تلقين هرمون التستوستيرون -سواء كنَّ تلقين أو لا- تصرفن بشكل أكثر ظلماً من اللاتي اعتقدن أنهن تلقين الحبوب الوهمية.

قال الباحثون إن الدلالات السلبية على زيادة مستوى هرمون التستوستيرون تبدو قوية كفاية لتسبب سلوكاً اجتماعياً سيئاً، حتى عندما تكون النتائج الحيوية عكس ذلك.

قال الدكتور كريستوف أيزنيجر عالم الأعصاب بجامعة زيوريخ "إن اعتقاد أن التستوستيرون وحده هو ما يسبب العنف أو الأنانية في البشر يعد خاطئاً".

وظف الدكتور أيزنيجر ومجموعة من زملائه 121 امرأة شابة للمشاركة في اختبار تقرر فيه توزيع المال.

أتاحت القواعد عروضاً منصفة وغير منصفة من حيث توزيع الأموال، والتي يمكن فيها للمفاوض القبول أو الرفض.

كلما كان العرض أكثر عدلاً، قلت احتمالية الرفض. وإذا لم يتم التوصل لاتفاق، لن يحصل أي من الطرفين على شيء. وقبل بدء اللعب، أُعطي المتطوعون إما جرعة 0.5 مليغرامات من التستوستيرون أو الحبوب الوهمية الأخرى.

أوضحت الدراسة، التي نشرت في جريدة Nature، أن الذين تلقوا هرمون التستوستيرون قدموا عروضاً أكثر عدلاً من الذين تلقوا الحبوب الوهمية.

علامات نقص هرمون التستوستيرون


– المشاكل الجنسية: فقدان الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب حتى عند تناول الفياغرا.
– احمرار البشرة والعرق الشديد
– كبر حجم ثدي الرجل
– مع انخفاض مستوى التستوستيرون، تحاول الغدة النخامية في الدماغ جعل الخصيتين تنتجان أكثر.
قال دكتور ريتشارد كوينتون استشاري الغدد الصماء في مستشفى فيكتوريا الملكي بنيوكاسل "هذا يأتي أيضاً نتيجة لإنتاج الكثير من الإستروجين".
– التعب الشديد وضعف العضلات، فيعتبر التستوستيرون ضرورياً للحفاظ على العضلات والعظام.
– فقدان الثقة بالنفس والاكتئاب والخمول والغضب والقلق، يلعب التستوستيرون دوراً أساسياً في طاقة الرجل ومزاجه والثقة بنفسه والذاكرة.

الكرم


أوضحت دراسة أُجريت في وقت سابق من هذا العام أن حقن الرجال بهرمون التستوستيرون يزيد من رغبتهم في المكافأة وكذلك العقاب على حد سواء.

قال المؤلف الرئيسي الدكتور جين دريهر مدير مركز علم الأعصاب الإدراكي في ليون "على الرغم من الأبحاث التجريبية والآراء الشائعة في دوره المؤدي للسلوك العدواني والمعادي للمجتمع، فقد وجد الباحثون أن الأسباب المباشرة الرابطة لهذا الأمر ضعيفة عند الرجال".

استخدم الباحثون "لعبة الإنذار" لوضع نظرية لهذا الاختبار.

يقسم الأشخاص تحت الاختبار إلى أزواج، ويختار أحدهم كيفية تقسيم المال بينهم، لنقل مثلاً 124 دولاراً.

قد يختار أحد المشتركين الحصول على 93 دولاراً ويعطي الآخر 31 دولاراً.

يمكن للشخص المُستقبِل إما أن يقبل ويحصل على المال، وإما أن يرفض. لكن الرفض يعني أنه لا أحد منهما سيحصل على أي مال.

توصلت الدراسة إلى أن مستقبلي العروض الذين تلقوا هرمون التستوستيرون كانوا أكثر ميلاً لمعاقبة اللاعب الآخر عن طريق رفض المال، لا سيما إذا كان العرض غير عادل.

تدعم النتائج فكرة أن التستوستيرون يزيد من الاستجابات العدوانية للاستفزاز.

لكن المشاركين الذين تلقوا عروضاً أكبر كانوا أكثر ميلاً للعطاء.

يعتقد الباحثون أن زيادة نسبة التستوستيرون عند ذكور الثديات غير البشرية يحافظ أكثر على الهرم الاجتماعي. في حين أن الذكور ذوي المستويات الكبيرة من التستوستيرون سيعاقبون أولئك الذين يتصرفون بطريقة غير لائقة، كما سيشاركون الموارد مثل الغذاء والإناث مع أولئك الذين يتعاونون.

سألت صحيفة "دايلي ميل" دكتور بوس عن اعتقاده بخصوص أحدث دراسة.

قال دكتور بوس "تم التكهن بهذه النتائج من قبل، لكنها لم تُذكر في أي دراسة سابقة، هذا أمر جيد للغاية".

وأضاف: "إنها توضح أيضاً أن التستوستيرون ليس مسؤولاً عن سلوك معين، ولكنها الدوافع محط الاهتمام".

من الواضح أنه مع كل سؤال يجيب عنه العلماء سيظهر بدلاً منه أسئلة أخرى.

قال دكتور روبرتس "تعتبر دراسة التستوستيرون هامة لأن لديها هذه التغيرات العميقة، فقد غير شكل التاريخ البشري".

وأضاف: "إن لديه العديد من الآثار، لأن التستيرون عليه أن يفعل كثيراً من الأشياء، حتى يكون مؤثراً في عمليات التكاثر الناجحة".

وأردف "وهذا يتضمن، توفير أسلحة مثل الأسنان، والمخالب، والعضلات، وزيادة العدوانية، والتنافسية، والمجازفة، والميل لتكوين جماعات (عصابات، أندية، إلخ)".

كما شدد دكتور روبرتس على أنه ما زال هناك المزيد من الأبحاث لتُجرى على هرمون التستوستيرون.

كما أخبر الصحيفة قائلاً "نحن نفهم الفيسيولوجيا أكثر من فهمنا للسلوك، ولا نفهم كيف يؤثر على الإدراك لدى الرجال والإناث".

– هذا المقال مترجم عن موقع Dailymail. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.