هل سبق أن حلمت بأنك رسبت في امتحان؟ إذاً أنت محاط بصحبة جيدة، وفقاً للخبراء!
فبحسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، فإن الناس سُئلوا ما إذا كانوا يحلمون في الآونة الأخيرة عن موضوعات معينة. 45% من المشاركين قالوا بأنهم كثيراً ما يحلمون برسوبهم في اختبار معيّن، كما تظهر البيانات أيضاً بأن النساء أكثر عرضةً لهذه الأحلام من الرجال.
د. كيلي بولكلي -باحث في الأحلام وباحث زائر في اتحاد خريجي اللاهوت في بيركلي بكاليفورنيا الأميركية-، قام بإنشاء قاعدة بيانات ثم زوّد The Guardian بتحليل قصير عن الأحلام الخمسة الأكثر شيوعاً.
1- التعرّض للهجوم أو الملاحقة:
يحلم الرجال والنساء بهذا الموضوع بالتساوي، وهذا الحلم هو أساس كوابيس الطفولة كثيرة الحدوث التي يتذكرها الناس خلال حياتهم. نوع الحلم هذا يحتمل الكثير من الدلالات.
إن الحلم بالتعرض للهجوم قد يمثّل الخوف الداخلي أو الرغبة التي يتم قمعها من قبل الـ"أنا" اليقظة، والتي بدورها يمكن أن تمثل خطراً على الشخص الحالم، خطراً في العالم الخارجي يتمثل في شيء أو شخص.
كما يمكن أن تعكس أصداءنا الغريزية من أسلافنا الذين اعتمدوا في البقاء على قيد الحياة على الاستعداد التام للرد على الهجمات الحيوانية المفترسة.
2- المدارس والمدرسون والدراسة:
إن الأشخاص الذين حظوا بالعملية التعليمية الرسمية غالباً ما يعاودون الحلم بها بعد سنوات من انتهائها. وكان المشاركون في هذا الاستطلاع معظمهم طلاب الجامعات، لذلك فقد حظيت الدراسة بنسبة كبيرة من أسباب القلق في الحياة، خاصةً بالنسبة للنساء.
إن الأحلام المتعلقة بالدراسة ليست مجرّد ظاهرة حديثة، حيث أن هناك أدلة أن الصينيين القدامى كانوا يحلمون بكوابيس حول امتحانات الخدمة المدنية، والتي كانت بدورها تحدد المصير المهني للشخص.
3- ممارسة الجنس:
هناك فارق كبير في نتائج الاستبيان في هذا الموضوع ما بين الرجال والنساء، والتي تتطابق مع أبحاث أخرى تبين بأن تردد رؤية محتوى جنسي في الأحلام هو أكثر عند الرجال مقارنةً بالنساء.
يصعب التكهّن ما إذا كان السبب في ذلك يعود إلى طبيعة الرجال أو إلى النشأة. فهل يحلم الرجال بأحلام جنسية أكثر بالفطرة أم أن مثل هذه الأحلام يحصل بسبب الثقافة المعاصرة؟ وهل النساء بالفطرة أقل عرضةً للحلم بأمور جنسية، أم أنه بسبب عدم تقبّل المجتمع لذلك الأمر فهن لا يستطعن التحدث عن هذه الأمور؟
حتى الآن لم تستطع البحوث الإجابة عن هذه الأمور. في الحقيقة، سيخيب أمل العالم فرويد إذا كان للأحلام قدرة على وضع قيود وضوابط للرغبات الجنسية لدينا، ووفقاً لآخر نتائج البحوث يبدو الأمر صحيحاً.
إن التفسير الأفضل لهذه الأحلام هو وصفها أنها تعبّر عن غريزة بيولوجية قوية من أجل الإنجاب، وتحديات تلبية تلك الغريزة في إطار المجتمع الأخلاقي.
4- السقوط:
إن أحلام السقوط هي أكثر حدوثاً من أحلام الطيران. حيث إننا أكثر عرضة لأن نقع فرائس للجاذبية من أن نتغلّب عليها. عادةً ما تحدث هذه الأحلام عندما يكون هناك تحول مفاجئ في الناقلات العصبية في الدماغ من مرحلة من النوم إلى أخرى.
حتى مع وجود محرّض فيسيولوجي، يمكن لأحلام السقوط أن تأخذ عدة معاني رمزية، حيث إنها قد تعكس حدوث التغير المفاجئ، أو الخلل، أو فقدان شيء أو شخص ما أو التعرّض للصدمات.
في الحالات القصوى يمكن للأحلام أن تكون الظل لمشاهد من كارثة تدهور حتمي.
5- محاولة فعل شيء ما مراراً وتكراراً:
في بعض الأحيان عند النوم، يدخل العقل بحالة من نصف النوم ونصف الوعي، ويأتي مرافقاً لذلك التفكير وعادة ما تدور هذه الأحلام حول أحداث الحياة المجهدة، والتي بدورها تولّد مشاعر مكثّفة من الإحباط والعجز والخوف.
قد تكون هذه الأحلام أيضاً بسبب بعض العوامل الفسيولوجية، مثل الارتخاء (الشلل العضلي العام) خلال نوم الـ REM. لكنّها أيضاً تعكس القلق الإنساني، الذي يعود إلى الأسطورة الإغريقية القديمة لسيزيف، بأننا يمكن أن نصبح محاصرين في دوامة لا نهاية لها من غير جدوى.
الناس اليوم يشعرون بعض الأحيان بهذه الطريقة في وظائفهم، وتعليمهم وعلاقاتهم، وهذه الأنواع من الأحلام ستظل تلوّح بالأفق للتعبير عن مخاوفهم.
(من وجهة نظر البوذية، يمكن اعتبار هذه الأحلام كما الفتحات الروحية التي تكشف عن عدم جدوى جميع المرفقات وتسليط الضوء على الحاجة إلى الخروج من دائرة فارغة من سامسارا).
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على النسخة الأصلية، اضغط هنا.