حياة بسيطة وهادئة للغاية تلك التي يعيشها المزارعون، لذا من أفضل القرارات التي قد تتخذها في حياتك إن كنت من محبي السفر أن تزور تلك المناطق البسيطة، ولا بأس في أن تقطن فيها لتعايش المجتمعات الريفية، ستكون تلك الرحلة ذكرى لا تُنسى!
ولتجمع بين الاكتشاف والمغامرة مع الحصول على الهدوء والاسترخاء، يُرشح لكم موقع مجلة National Geographic زيارة الجانب الزراعي غير المعروف في الهند، وتحديداً منطقة البنجاب.
إذ تقع البنجاب في شمال الهند، على الحدود مع باكستان، لذا إذا رغبت بزيارتها من الأفضل لك أن تستخدم المطار شانديغار الدولي (شانديغار هي العاصمة المشتركة لولايتي البنجاب وهاريانا)، ولكن، لضمان إيجاد رحلة مناسبة فُفضل أن النزول بمطار إنديرا غاندي الدولي بدلهي، فبداية من يونيو/حزيران 2016 انخفضت أعداد الرحلات الجوية الدولية من مطار شانديغار.
لماذا البنجاب بالتحديد؟
يتوفر بمنطقة البنجاب مجموعة كبيرة من المحاصيل كالقمح والأرز والقطن والخردل وقصب السكر والفواكه الحمضية، بفضل خصوبة تربتها، لذلك تمد منطقة جنوب آسيا بأنواع المحاصيل تلك.
وترشح لك المجلة مزارع كايلاش للإقامة في البنجاب، إذ تحتوي تلك المزارع على خمس غرف وكوخين للضيوف، فيما تقع في منطقة هوشياربور عند سفح سلسلة جبال سيواليك، وتنتج المزرعة الزهور والخضروات والمانجو والفواكه الحمضية.
هناك أيضاً حمام سباحة مفتوح، ومساحة خضراء واسعة، وتتوفر أيضاً أماكن أكثر بساطة للإقامة (كالأكواخ الطينية وأكواخ القش وخيم السفاري) بمزارع القرى كمزارع براكريتي قرب منطقة روبار.
أما إذا كنت تفضل الإقامة بمنطقة أكثر حضرية، اختر مزارع غرين آكر هافيلي، والتي تبعد عن مطار أمريتسار بميلين ونصف (أربعة كيلومترات) وتبعد ستة أميال عن المعبد الذهبي، المعلم السياحي الأبرز بأمريتسار.
وخلال التخطيط لرحلتك، حاول أن تجعل مدة إقامتك خمسة أيام على الأقل حتى تتمكن من معايشة نمط الحياة البطيء في منطقة بنجاب.
إذ يقول غوراف باتناغار – مؤسس ومدير منظمة ذا فوك تايلز للسياحة المجتمعية إن الطريقة الأمثل للاستمتاع بهذه التجربة تكمن بالإقامة في مزرعة بالمنطقة مع أسرة من السكان المحليين، وينصح قائلًا: "استيقظ مبكراً لتشهد واحداً من أجمل مشاهد شروق الشمس، ساعد في أعمال الزراعة مع مضيفيك، وتناول الطعام البنجابي المحلي".
لن تستمتع بالطبيعة وحسب خلال تلك الرحلة، إذ يُمكنك زيارة المعبد الذهبي في أمريتسار، هو المزار الأكثر قدسية بالنسبة لديانة السيخ، فقط ادخل المعبد من البوابة الشمالية حتى يمكنك مشاهدة انعكاس القبة الذهبية على سطح بركة الرحيق (أمريت ساروفار).
جميع أماكن العبادة (الغوردوارا ) الخاصة بديانة االسيخ – ومن ضمنها المعبد الذهبي – تقدم الطعام المجاني على مدار اليوم، وهذه أحد التقاليد العريقة في ديانة السيخ، لكن انتظر، يُتَوَقَع ممن يتناولون الوجبات أن يقوموا بغسل وتنظيف أطباقهم بأنفسهم لضمان توفر الأطباق النظيفة بشكل مستمر.
ماذا ستأكل؟
الطعام الذي ستتناوله يعد في بعض الأحيان أهم ما في الرحلة، لذلك عليك أن تعلم أنك سوف تتناول ما تطهوه نساء العائلة المستضيفة، كما أنك غالباً ستتناول مع المضيفين.
فمن الأطباق البنجابية الشعبية الرئيسية ماكي كي روتي (خبز الذرة الحار)، وسارسون كا ساج (الخردل الأخضر مع السبانخ والبهارات) ويتم تقديمه مع السمن أو كما يسمونه غي، وكذلك يمكنك تناول أطباق اللحوم كالدجاج ولحم الضأن المطهو في أوعية فخارية على النار.
أما عن خارج المزرعة، فيمكنك الحصول على وجبة خفيفة في المدينة القديمة بأمريتسار بالذهاب إلى إحدى متاجر لاسي والا المشهورة ( محلات لبيع مشروبات لبن الزبادي) – مثل سورغان سينغ ميلك باندار – وتجربة مشروب اللاسي السميك والدسم، أما بالنسبة لـ اللاسي البنجابي الشعبي فهو عبارة عن مزيج من لبن الزبادي والمياه والبهارات والملح أو السكر.
ارتدِ عمامة واخلع حذاءك!
عند زيارة أي بلد لابد عليك أن تحترم ثقافته، لئلا تقع في المشاكل، لذا قم بتغطية رأسك (بوشاح أو عمامة) واخلع حذاءك قبل دخول أي معبد من معابد السيخ، كما يجب على النساء أيضاً أن تكون ملابسهن محتشمة عند زيارة المواقع الدينية.
كما يمكنك ارتداء الزي البنجابي التقليدي أو كما يسمونه سلوار كاميز (عبارة عن سروال فضفاض مع قميص خارجي فضفاض)، وهو لباس مريح واختيار مقبول من الناحية الثقافية للنساء والرجال.
أخيراً، هل تعلم أن اسم البنجاب مُشتَق من كلمات فارسية تعني "الأنهار الخمسة"، إشارةً إلى الأنهار الخمسة – سوتليج وبيس ورافي وتشيناب وغيلوم – التي كانت تجري قديماً عبر المنطقة، حيث يمر الآن ثلاثة فقط من هذه الأنهار بمنطقة البنجاب بالهند.
– هذا الموضوع مترجم عن موقع مجلة National Geographic. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.