العطلة الحلال بأنطاليا.. هكذا تجذب فنادق تركية السياح المسلمين

قد لا يعني قضاء إجازة بين الشمس والرمال بالنسبة للمسلمين الملتزمين اضطرارهم لارتداء البوركيني، لذلك دوّنت الصحفية هانا يوسف للحجز في إحدى الرحلات التي يطلق عليها "عطلة حلال" التي يتزايد عددها يوماً بعد يوم.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/28 الساعة 11:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/28 الساعة 11:31 بتوقيت غرينتش

قد لا يعني قضاء إجازة بين الشمس والرمال بالنسبة للمسلمين الملتزمين اضطرارهم لارتداء البوركيني، لذلك دوّنت الصحفية هانا يوسف للحجز في إحدى الرحلات التي يطلق عليها "عطلة حلال" التي يتزايد عددها يوماً بعد يوم.

هانا التي تصف نفسها بالفتاة الأوروربية المسلمة، وصفت رحلتها قائلة: "جاهد المحاسب في سلفريدجز لإخفاء نظرة الحيرة من على وجهه وهو يسترق نظرة ثانية إلى حجابي، بينما يفحص البيكينيات الفلوروسينتية التي اشتريتها، ويمكنني تفهم سبب حيرته، فأنا أيضاً كنت لا أتصور ارتداء امرأة مسلمة مُحجبة لملابس بحر تكشف من جسدها أكثر من البوركيني، حتى اكتشفت مفهوم العطلة الحلال".

وأضافت ينمو قطاع السياحة الحلال بجانب عطلات متخصصة أخرى مثل عطلات الكوشير، وعطلات النباتيين، وحتى العطلات المتخصصة في الأعياد المسيحية، إذ تُعِدُّ شركات مثل HalalBooking.com حُزْمَات مُفصَّلة تأخذ في الاعتبار الاحتياجات الغذائية للمُسافر المسلم الملتزم، مع ضمان سهولة الوصول لأماكن الصلاة وتوفير الخصوصية للجنسين، وتتنوع العطلات المعروضة بين عطلات بمدن إيطالية، وصولاً إلى منتجعات ترفيهية في سلوفينيا.

وتابعت: "اخترت قضاء عطلة في أنطاليا، بساحل المتوسط في تركيا. تراجعت السياحة في البلاد بشكل خطير بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، مع تفضيل المصطافين لأماكن قريبة مُشمسة أكثر أمناً مثل جزر البليار، لكن أنطاليا بعيدة تماماً عن المناطق المُضطربة الملاصقة لحدود سوريا والعراق، وكذلك المدن الشمالية مثل إسطنبول وأنقرة، والمُسافرون المُجازفون بالمجيء إلى هنا سيجدون مقاصد سياحية أقل ازدحاماً ذات تكلفة منخفضة جداً".

وترتبط أنطاليا عادة بسياحة الحفلات أكثر من ارتباطها بسياحة المسلمين الملتزمين، بملاهيها الليلية، والكحوليات الرخيصة، والشواطئ المُشمسة. لكن يوجد على بُعد عدة أميال من قطاع الحفلات في أنطاليا عددٌ من الفنادق التي تجذب المُصطافين المسلمين من كل أنحاء العالم.

ووصفت هانا الفندق قائلة: "يُعَدُّ فندق بيرا ألانيا أحدهم، فبعد ساعة من المطار تحت وهج الشمس الساطعة، يُصبح المشهد الداخلي لمدخل الفندق مشهداً مُهدئاً، يأخذ الحمّال حقائبي قبل وصولي إلى جواز سفري، وبعد عدة دقائق وشاي مُثلَّج، يتم اقتيادي إلى غرفتي".

هنا بدأت الرحلة الحقيقية التي تابعت الصحفية وصفها بتلك التفاصيل: "بمجرد استقراري، أرتدي البيكيني وأتوجه إلى حمامات السباحة، وقبل أن أُمنح فرصة للإصابة بالهلع، بسبب نسياني لحقيبة الشاطئ في لندن، أُلاحظ منشفة مطوية بعناية على رفّ بجانب سجادة الصلاة، ويأخذني المصعد المُخصص للنساء فقط إلى سطح الفندق، حيث يوجد اثنان من أصل 3 حمامات سباحة مخصصة للنساء".

يتم السماح بعبوري، بعد أن يقوم رجال الأمن بتفتيش شامل لحقيبتي بحثاً عن كاميرات، سياسة منع التصوير في منطقة حمامات السباحة تقضي على الخطر المُحتمل بظهور صور غير مرغوب فيها على الإنترنت.

تُعطيك إحدى مناطق حمامات السباحة شعوراً بأنك في حفلة حمام سباحة جامحة – من النوع الذي ينتهي بفقدان أحد السكارى للوعي على وسادة هوائية – إلا أنَّه لا شيء سيحدث هنا من هذا النوع نظراً للسياسة الصارمة للفندق التي تمنع الكحوليات، والشخص الوحيد المستلقي على وسادة هوائية هي امرأة عارية الصدر تستمع بحمام شمسي، ويبدو أنِّي الوحيدة التي لاحظت وجودها، هذه اللامبالاة لما ترتديه المرأة (أو لا ترتديه) أحد المزايا الرئيسية لمناطق حمامات السباحة المخصصة للجنس الواحد.

حمام السباحة الواقع على الجانب الآخر من السطح له طابع أكثر نُضوجاً، نسمع موسيقى تركية تقليدية بصوت منخفض، ويجلس قليل من النساء بجانب حمام السباحة يتبادلون أطراف الحديث بحماسة والمشروبات في أيديهم.

الجو الهادئ وعدم وجود هاتف جعلني أدرك أن مجيئي هنا وحدي ربما لم يكن فكرة جيدة، التقطت أطراف الحديث مع امرأة شابة من ألمانيا جاءت للمنتجع مع عائلتها كلها – والدتها، وأخوها المُراهق عند الشاطئ المُختلط الخاص الموجود في الفندق، تحولت المنطقة الهادئة بعد فترة وجيزة إلى مكان هادئ بشكل زائد على الحد بالنسبة لي، فتوجهت إلى المنطقة الصاخبة قبل أن أذهب للغداء.

مطعم الفندق هو أحد المناطق القليلة التي لا يوجد فيها فصل بين الجنسين، يوجد بوفيه به تشكيلة عريضة من الأطعمة، بدءاً من الشواء التركي التقليدي، وانتهاءً بالحلويات الإيطالية الخالية من الكحول، أنا لست من المُعجبين باللحوم، لكن الخروف المطهو برويَّة لم تكن مقاومته ممكنة، ويوفر الفندق برامج ترفيهية أسريَّة بعد العشاء مثل مسرح الدمى، الذي تدور أحداث بعض عروضه باللغة الإنكليزية، ويوجد ديسكو للأطفال كذلك.

أمضيت الأيام الأخيرة من رحلتي في منتجع سيلجي بيتش، الذي يبعد أقل من 30 دقيقة بالسيارة، وبينما كان غرض بناء بيرا ألانيا هو الرحلات الحلال، فإنَّ سيلجي كان سابقاً منتجعاً نموذجياً لكن تم تحويله، يبدو الديكور أكثر حداثة ويجعلك تشعر بأنَّه أكثر عصرية إلى حد كبير، مع تصميمه البسيط واللمسات التركية الخفية.

يُخبرني إسماعيل، المدير المُساعد للمنتجع، بأن النمو غير المتوقع للسياحة الحلال نتج عنه قيام بعد الفنادق بإحداث تغييرات لتناسب العملاء المسلمين، وطبقاً له، تستقبل تركيا 5 ملايين مصطاف في العام، لذا فتركيز فنادق عديدة على السياحة الحلال لا يُعدُّ أمراً مُثيراً للدهشة، 50 فندقاً في تركيا وحدها تقريباً، حسب تصريح إسماعيل.

كانت التجربة كلها ممتعة، بالنسبة لمسلم ملتزم مُنح أكثر مما تمنحه مجرد إجازة استمتاع بالشمس والرمال، كنت أُحب أن أُجرب شاطئ الجنس الواحد – أمرٌ ربما قد ترغب المنتجعات في العمل عليه – لكن حمامات السباحة الخاصة تغييرٌ مُرحب به مُقارنة بغمر الأقدام في المياه – المُثير للإحراج – في منتجعات توركاي أو تينيريفي، وكان أمراً رائعاً أيضاً أن أتمكن من التمتع بحمام شمسي بصورة صحيحة.

لم يكن من الممكن أن تكون زميلتي المسلمة البريطانية صائمة – التي سمعت لهجتها الشمالية في حمام تركي قبل أن أتمكن من رؤيتها – أكثر حماساً بخصوص الحرية التي تمنحها إياها مثل تلك العطلات مما كانت عليه. أخبرتني قائلة: "هذه هي السنة الثالثة لي التي أذهب فيها لقضاء عطلة حلال، في منتجعات كتلك، واستطعت الاستمتاع بعطلة عائلية دون التنازل أو المساومة على معتقداتي".

مُقتضيات السفر:


الذهاب إلى هناك:

الخطوط الجوية التركية (turkishairlines.com) تطير من مطار هيثرو إلى أنطاليا عبر إسطنبول


الإقامة:

يعرض HalalBooking.com إقامة أسبوع متضمنة كل شيء لعائلة من 4 أفراد بأسعار تبدأ من 612 جنيهاً استرلينياً في بيرا ألانيا، ومن 631 في سيلجي بيتش، دون احتساب الطيران.
لمعلومات أخرى:

الجنسيات البريطانية تحتاج إلى فيزا مسبقة لزيارة تركيا، الفيزا الإلكترونية يمكن شراؤهها مُقدماً على الإنترنت بـ20 دولاراً أميركياً من (evisa.gov.tr).

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Independent، للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد