ذوو الإعاقة محرومون من زيارة شاطئ غزة.. هل تسعفهم الحملات المجتمعية؟

لا يكاد فصل الصيف يحلّ، حتى تتهافت العائلات في قطاع غزة على شاطئ البحر لقضاء أوقات ترفيهية بعيدة عن ضغوطات الحياة. هذه الفرصة ليست متاحةً للجميع في القطاع، فذوو الإعاقة - خاصة الحركية منهم - مازالوا غير قادرين على الاستمتاع بمياه البحر، فاجتياز رمال الشاطئ ليس بالأمر الهيّن.

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/30 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/30 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش

لا يكاد فصل الصيف يحلّ، حتى تتهافت العائلات في قطاع غزة على شاطئ البحر لقضاء أوقات ترفيهية بعيدة عن ضغوطات الحياة.

هذه الفرصة ليست متاحةً للجميع في القطاع، فذوو الإعاقة – خاصة الحركية منهم – مازالوا غير قادرين على الاستمتاع بمياه البحر، فاجتياز رمال الشاطئ ليس بالأمر الهيّن.

العربات التي يستقلها هؤلاء ليست قادرةً على السير في الرمال، ما يتطلب تدخلاً من قبل المتواجدين أو مرافقي ذوي الإعاقة من خلال حملهم وصولاً إلى الشاطئ.

وفي ظل هذه المعاناة، ظهرت في قطاع غزة دعوات يقودها ذوو الإعاقة أنفسهم تطالب بإنشاء ممرات خاصة بهم، تمكنهم من السير بعرباتهم عليهم وصولاً للشاطئ.

زيارة البحر باتت حلماً

الصعوبات التي تواجه ذوي الإعاقة الحركية أثناء ذهابهم إلى البحر بدت واضحةً في حديث عبير الهركلي التي أكدت لـ "عربي بوست" أن ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات عدة منذ زمن، بسبب عدم مواءمة الأماكن العامة لهم، في ظل تذرع الجهات المحلية بالظروف الاقتصادية.

وأضافت الهركلي أن زيارة البحر باتت حلماً بالنسبة لها، فاجتيازها لرمال الشاطئ بعربتها المتحركة يعد أمراً شبه مستحيل، ما يتطلب مساعدة المتواجدين، الأمر الذي يتسبب لها بإحراج هي في غنى عنه ما يدفعها لصرف النظر عن الفكرة.

الهركلي عبرت عن استغرابها من عدم تنفيذ مشاريع أو ممرات خاصة بالمعاقين حركياً، تساعدهم في قضاء أوقات ترفيهية على البحر رغم أن تكلفة إنشاء هذه الممرات يعد منخفضاً ولا يحتاج إلى ميزانيات كبيرة – حسب قولها -.

أما سالم حسان الذي فقد أطرافه السفلية بسبب حرب العام 2014، فيقول إنه ومنذ إصابته باتت مرافقة أصدقائه للبحر تسبب له الكثير من الإحراج، فهو بحاجةٍ دائمةٍ إلى مساعدة ليتمكن من السير على الشاطئ، ما يتطلب تفرغاً كاملاً من أصدقائه وهو ما يشكل عبئاً عليهم.

ويضيف حسان أن عدم مواءمة شاطئ البحر في قطاع غزة يحرم آلاف المعاقين حركياً من الاستمتاع بزيارته، خاصةً أن البحر يمثل المتنفس الوحيد للفلسطينيين في غزة، علاوةً على عدم وجود أية استراحات خاصة على شاطئ بحر غزة مجهزة للمعاقين، قائلاً أنهم بحاجة لوجود ممر معبد يوصلهم لشاطئ البحر ليس إلا.

من الضرورة ولدت الفكرة

مصطفى عبد الوهاب عضو مجلس إدارة شبكة "أجسام" الممثلة لذوي الإعاقة القائمة على الحملة، أكد أن الفكرة تبلورت جراء تزايد شكوى ذوي الإعاقة الحركية خلال الاجتماعات من عدم قدرتهم على الوصول للشاطئ دون مساعدة، الأمر الذي بلور فكرة الحملة التي تتمثل بإنشاء ممر مخصص للمعاقين على كافة سواحل مدن ومخيمات القطاع.

ويضيف عبد الوهاب أن الحملة شملت تنظيم مسيرة منتصف أغسطس/آب 2016، جابت كورنيش مدينة غزة رفع فيها المشاركون يافطات طالبت بتحقيق مطلبهم العادل، كما وتم عقد لقاءات وندوات مع ممثلي الفصائل والمؤسسات المحلية والبلديات لمناقشة الاقتراح.

ويشكل المعاقون بحسب عبد الوهاب ما نسبته 6% من مجموع سكان قطاع غزة، يمثل المعاقون حركياً 60% منهم، ما يدلل على أهمية تنفيذ المواءمة خاصة بعد ما خلفت الحروب 7 آلاف من الجرحى المبتوري الأطراف.

البلدية تدرس الفكرة

مدير عام الهندسة والتخطيط في بلدية غزة د. نهاد المغني، قال إن بلديته عملت على توفير بيئة موائمة للمعاقين في المنشآت التابعة لها كالمباني والمنتزهات، من خلال إنشاء ممرات أو تجهيز المصاعد و الحمامات خاصة لهم، كما وتم تجهيز كورنيش البحر، حيث تم تخصيص مواقف و"ربنه" خاصة بالمعاقين حركياً.

ويضيف المغني لـ "عربي بوست" أنه تم بالفعل طرح فكرة تتعلق بإنشاء ممر وكورنيش خاص بذوي الإعاقة من قبل عدد من المعاقين، مؤكداً أن بلديته بدأت دراسة الفكرة بشكل جدي كما يقول.

وعلل المغني تأخر تنفيذ مشاريع تساهم في مواءمة البيئة لذوي الإعاقة بقلة المواد اللازمة في غزة بفعل الحصار خاصة الإسمنت، إضافة للصعوبات المادية التي تواجه البلديات في القطاع، داعياً المؤسسات الداعمة إلى مساعدة البلدية على تنفيذ هذا المشروع بما يحقق خدمة لشريحة مهمة في المجتمع.

وكانت بلدية مدينة رفح جنوب قطاع غزة أعلنت في بيان صحفي عزمها إنشاء ممر خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة الحركية على ساحل البحر استجابةً لدعوة الحملة، ضمن مشروع تطوير متنزه المدينة الساحلي.

علامات:
تحميل المزيد