ابتكرت سعودية تُدعى نوف حماد، تطبيق "واحدون"، لخدمة أطفال التوحّد وتحسين التواصل وزيادة المهارات المكتسبة لديهم.
وفاز التطبيق بالرتبة الأولى في مسابقة "ستارت آب ويكند 2016″، التي نظمتها جامعة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ضمن فعاليات مهرجان سوق عكاظ بمدينة الطائف غرب السعودية.
لماذا "واحِدون"؟
وعن "واحِدون" تقول حماد لـ"عربي بوست"، "إنه عبارة عن تطبيق إلكتروني تفاعلي، يحتوي على مجموعة من الأيقونات منها أيقونة الانفعالات والمشاعر بالصوت والصورة التي تساعد طفل التوحّد على التعرف عليها وتعلمها".
ويحتوي التطبيق أيضاً على أيقونة الألوان بالصوت والصورة، التي تساعد طفل التوحّد على تمييز الألوان، وأيقونة التعرف على أجزاء الوجه، والتي تساعد على التحسين من إدراك طفل التوحّد، وتمكنه من استعمال المفردات الصحيحة.
وفكرت نوف بابتكار تطبيق "واحدون" عندما طُرح عليها سؤال أثناء دراستها، عن كيفية إيجادها حلولاً للمشاكل الاجتماعية من خلال التقنية الحديثة.
وخلال زيارتها مراكز التوحّد لاحظت حماد شغف أطفال التوحّد بالأجهزة الذكية، الذي أضعف من قدرة التواصل لديهم.
شح في العالم العربي
وجدت المبتكرة أن العالم العربي يعاني من شح في التطبيقات الموجهة لخدمة هؤلاء الأطفال، وانخفاض جودة هذه التطبيقات حال توافرها، وغالباً لا تعتمد على استشارة أخصائيين في التوحّد عند تصميمها.
تقول حماد إن تطبيق "واحدون" تم تصميمه باستشارة مختصين بالتوحد، وهو قابل للتطوير والتحسين، كما يدعم اللغة السهلة البسيطة بالنسبة لطفل التوحد.
انتهت نوف الحماد من النموذج الأولي للتطبيق وأجرت تجربة لقياس فعاليته، وأوضحت لـ"عربي بوست"، أنها لازالت في طور البحث عن مبرمجين ومصممين لتنفيذ النسخة الكاملة من التطبيق الإلكتروني. وسيكون التطبيق متوافراً على نظام الأندرويد ونظام "iOS".
وتعد نوف حماد البالغة من العمر 19 عاماً من الطالبات المميزات على مستوى السعودية والخليج، إذا حصلت عام 2015 على المركز الأول في جائزة التعليم للتميز على مستوى المملكة (فئة الطالبة المتميزة)، والمركز الثالث في جائزة الإمارات لشباب الخليج على مستوى الخليج العربي عام 2015، والمركز الخامس في الأولمبياد الوطنية للإبداع العلمي على مستوى المملكة (إبداع 2015).
إشادة طبية
من جهتها، أشادت الدكتورة عايدة الخالد، الأخصائية في الأمراض الوراثية بمستشفى الملك عبدالله، بالتطبيق مبدئياً، معتبرة أنه سيقدم خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة من مرضى التوحد.
وأوضحت الخالد لـ"عربي بوست"، أن مرض التوحّد هو اضطراب يلاحظ على الطفل عادة منذ السنوات الأولى من طفولته، ويعد ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي والتصرفات المكررة من أعراضه وعلاماته.
وتشير الطبيبة إلى أن شدة اختلاف أعراض التوحّد، لكن نسبة كبيرة من المعالِجين يرون أنه اضطراب "طيفي"، يتسبب في ظهور أنماط سلوك غريبة، بالإضافة إلى محدودية في الاهتمامات لدى المصابين، إلا أن التطبيق يسهم بشكل كبير في تحسين التواصل معهم.
وتوضح الخالد لـ"عربي بوست" أن الأطفال المصابين بالتوحّد يعانون مشاكل في الحديث مع الآخرين، إذ يتجنبون النظر في أعينهم عند التحدث معهم. كما يكتبون بأقلامهم دون الانتباه إلى ما يكتبون، ويرددون الجملة أحياناً نفسها مرات ومرات لتهدئة أنفسهم.
ويلوح أطفال التوحّد بأيديهم لإظهار سعادتهم، كما يمكن أن يلحقوا الأذى بأنفسهم حتى يوحوا للآخرين بأنهم غير سعداء، كما أن هناك أطفالاً متوحدين لا يستطيعون تعلم الكلام أبداً، بحسب الخالد.