سيقوم جاك سبارو وسنو وايت هذا الأسبوع باستقبال الزوار في مدينة ألعاب ديزني الأولى في الصين، والتي بلغت تكلفتها 5.5 مليار دولار بالإضافة إلى عامين من التودد للقيادات العليا للحزب الشيوعي.
بنيت مدينة "شانغهاي ديزني"، والتي تبلغ مساحتها 963 فداناً على بعد 18 ميلاً شرق المركز المالي للمدينة، على مساحة من الأرض كانت حتى بضعة عقود خلت أرضاً زراعية، وفقاً لتقرير صحيفة الغارديان البريطانية.
ومن المتوقع أن يسير الآلاف ظهر يوم الخميس في "شارع ميكي" لزيارة مدينة "شانغهاي ديزني" .
أكبر قصر ديزني في العالم
يوجد في المدينة، التي تساوي مساحتها ما يعادل 600 ملعب كرة قدم، أكبر قصر ديزني في العالم، وبها عروض ألعاب قراصنة ونسخة من عرض "الأسد الملك" الموسيقي باللغة الصينية، كما يوجد بها أفعوانية كبيرة اسمها TRON Lightcycle Power Run.
سيتم توظيف 10 آلاف عامل لاستقبال الزائرين في يوم الافتتاح.
قال رئيس ديزني روبرت إيجر لوكالة CNBC في ليلة الافتتاح "نحن متحمسون جداً لما سنعرضه للعالم غداً. لم نقم ببناء مدينة ديزني في الصين، بل قمنا ببناء "مدينة ديزني الصين".
الرئيس الصيني
لن يتمكن الزائرون من معرفة ما مر به مسئولو ديزني حتى يصلوا لهذه المرحلة يوم الافتتاح، حيث من المتوقع أن يقابل نجوم هوليوود، مثل جورج لوكاس صاحب "حرب النجوم"، قيادات الحزب الشيوعي.
وضعت فكرة المشروع العملاق في التسعينات من القرن الماضي، ولكن المفاوضات السياسية الطويلة مع الحكومة الصينية تسببت في تأجيل الموافقة على المشروع حتى 2009 ثم بدأت الإنشاءات في عام 2011.
قام مديرو ديزني بإطلاق حملات ضغط مكثفة للحصول على الموافقة لتصدير ميكي ماوس لبلد ماو تسي تونغ.
صرح إيجر أنه أثناء الإجراءات اجتمع مع ثلاثة رؤساء للجمهورية وعدة رؤساء وزارة ونواب رؤساء وزارة، بالإضافة إلى العديد من أمناء الأحزاب وخمسة أو ستة عمد لمدينة شانغهاي.
يقول إيجر إن الرئيس زي جينبينج، والذي زار مدن ديزني في طوكيو وكاليفورنيا وفلوريدا، كان متعاوناً. "يبدو أن الزيارة كانت ممتعة بالنسبة له. هو لم يصرح لي بذلك، ولكن أظن أنها لعبت دوراً في الحصول على الموافقة منه".
للوهلة الأولى، لا يتوقع أن يتفق النظام الصيني "اللينيني" مع أحد أكبر عمالقة الترفيه في العالم.
عداء قديم
في أواخر الأربعينات من القرن الماضي، بينما استعدت قوات ماو للسيطرة على بكين، كان والت ديزني يقف ضد محاولات الشيوعيين لاختراق استوديوهات هوليود.
أما الرئيس زي، فقد دعا إلى استئصال الأفكار والقيم الغربية العدائية من الجامعات الصينية والمجتمع الصيني منذ تسلمه السلطة في عام 2012.
ولكن روبرت لورنس كون، مؤلف كتاب "كيف يفكر قادة الصين" قال إن القيادات في بكين ترى أن المدينة تعتبر جزءاً من عملية تطوير شانغهاي لتصبح مدينة ذات مستوى عالمي.
قال روبرت كون للنيويورك تايمز "تريد الصين لشانغهاي أن تصبح مدينة الاستعراضات العالمية. ومدينة ديزني ما هي إلا جزء من تلك الاستراتيجية".
تعتبر مدينة شانغهاي ديزني أكبر صفقة لشركة ديزني منذ قام والت ديزني بشراء الأرض في فلوريدا عام 1960، والتي أقام مدينة ديزني الأولى.
330 مليون شخص
يعيش 330 مليون شخص على مسافة 3 ساعات بالقطار أو بالسيارة من المدينة، وفقاً لما ذكرته الشركة. ويتوقع أن يصل عدد الزائرين إلى 10 ملايين زائر في العام الأول، يدفع كل منهم ما بين 370 – 499 يوان صيني للحصول على تذكرة الدخول.
لذلك، قامت الشركة بتقديم امتيازات كبيرة للحكومة الصينية، فتخلت عن النصيب الأكبر من عملية التحكم والتخطيط للمدينة، أكثر مما كان عليه الأمر في عام 2005 قبل افتتاح مشروعها الأول في الصين، في هونغ كونغ.
وفقاً لما نقله الإعلام الصيني، تمتلك شركة مملوكة للدولة اسمها "مجموعة شانغهاي شندي" 57% من أسهم المدينة، بينما تمتلك شركة ديزني النسبة الباقية.
وقال أسواث داموداران، أستاذ العلوم المالية بجامعة نيويورك، أن هذه الصفقات تعتبر نوعاً من المقايضة مع الصين، حيث تسعى الشركات الغربية للحصول على نصيبها من "الكعكة الصينية". فوجود السوق الكبير يجعل الشركات تتقبل الشروط التي لا تتقبلها في أماكن أخرى من العالم.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.