هل أصابتك أزمة ربع العمر؟ إليك أسبابها وطريقة تخطيها

تعتبر سنوات ما بعد التخرج في الثقافة العامة هي أفضل سنوات العمر، فهي فرصة للمغامرة وتحقيق النجاحات، إلا أنه رغم ذلك فغالبًا ما يواجه الشباب في هذه المرحلة العمرية العديد من العقبات والأزمات، إذ يعاني شباب كُثر في تلك السنوات من انعدام الأمل والإحباط والاكتئاب، وهذا ما يعرف بـ"أزمة ربع العمر". إن أُصبت بأزمة ربع العمر فهذا ربما يكون طبيعيًا، لكن بقاءك فيها وقتاً طويلاً ليس كذلك، فقد يصيبك ذلك بالحزن والاكتئاب الذي سيؤدي بك بضياع باقي عمرك، وربما تختار مصيرًا بائسًا كبعض الشباب بالتخلص من حياتك والانتحار.

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/27 الساعة 14:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/27 الساعة 14:16 بتوقيت غرينتش

تعتبر سنوات ما بعد التخرج في الثقافة العامة هي أفضل سنوات العمر، فهي فرصة للمغامرة وتحقيق النجاحات، إلا أنه رغم ذلك فغالبًا ما يواجه الشباب في هذه المرحلة العمرية العديد من

العقبات والأزمات، إذ يعاني شباب كُثر في تلك السنوات من انعدام الأمل والإحباط والاكتئاب، وهذا ما يعرف بـ"أزمة ربع العمر".

كيف تعرف أنك أُصبت بأزمة ربع العمر؟


1- تشعر بأنك عالق، فلا تعرف ماذا تريد بالتحديد، إذ تكون عالقًا في وظيفة ما لا تحبها، أو لاتزال تبحث عن وظيفة، وربما تكون عالقًا في علاقة عاطفية تسبب لك التخبط، أو غير تلك الأمور، ولا تعرف كيف تخرج من مأزقك.

2- غالبًا ما تكون مترددًا، ربما تكون لديك حرية الحركة والاختيار، لكنك تخاف من أن تخطو خطوة نحو اتخاذ قرار، فتفضل البقاء على ما أنت عليه.

3- تشعر بالحنين نحو الماضي، حينما كانت الحياة سهلة وبسيطة، وحين كان أصعب قراراتك اختيار ما ترتديه وأنت ذاهب إلى حفلة موسيقية.

4- تصيبك حالة من الخوف الشديد من الفشل. حينما كنت في الجامعة إذا فشلت في إحدى المواد لا يعني أنك فشلت في السنة الدراسية بأكملها، ومن السهل تجاوز ذلك الفشل، أما في الحياة فتشعر بأنك لو فشلت مرة فستظل تفشل إلى آخر عمرك.

5- لا يتركك الممل وحيدًا، فحالة الملل ترافقك في كل ما كنت تفعله في الماضي، حتى أنشطتك المفضلة وأصدقائك، كما أنك لم تعد تنزعج من قضاء الوقت بمفردك، بل قد يروقك هذا الأمر.

6- تقارن نفسك بالآخرين وتشك في قدراتك، فتنظر إلى أصدقائك الذين تخطوا المرحلة التي تقف على أعتابها، وتراهم تزوجوا أو وجدوا فرصة عمل جيدة، أو ربما والديك حينما كانا في مثل عمرك، بينما ترى نفسك لم تحقق أي شيء بعد.

إن أُصبت بأزمة ربع العمر فهذا ربما يكون طبيعيًا، لكن بقاءك فيها وقتاً طويلاً ليس كذلك، فقد يصيبك ذلك بالحزن والاكتئاب الذي سيؤدي بك بضياع باقي عمرك، وربما تختار مصيرًا بائسًا كبعض الشباب بالتخلص من حياتك والانتحار.

الأسباب وراء أزمات ربع العمر


ربما يكون السبب الرئيس وراء تلك الأزمة هو رغبتك في تحقيق النجاح، إذ أكد "أوليفر روبنسون"، رئيس فريق الباحثين بجامعة غرينتش في لندن، وذلك في بحثٍ أجراه مع باحثين من كلية بيركبيك، أن 68% من أصل 1100 شاب أُجري عليهم بحثه، يشعرون بأنهم تحت ضغط النجاح، إذ لديهم رغبة كبيرة في تحقيق نجاحات في وظائفهم، وعلاقاتهم بشريك حياتهم، أو جمع المال لتأمين مستقبلهم.

وأوضح البحث ذاته أن اثنين من بين 5 من الشباب المُجرى عليهم الاختبار يشعرون بالقلق بشأن المال، و32% منهم يشعرون بالقلق تجاه حياتهم المستقبلية واختيار شريك حياتهم وإنجاب الأطفال قبل سن الثلاثين، في حين أراد نحو 21% آخرين تغيير وظيفتهم بشكلٍ كامل.

اطمئن.. فـ"روبنسون" يرى أن تلك التجربة التي يمكن أن تستمر في المتوسط عامين، يمكن أن تكون تجربة إيجابية، فقد تكون حافزك للتغيير لتصل في نهاية المطاف إلى حياة جديدة كنت تريدها، إذ لفت إلى أن 80% من الشباب المستجوبين تخطّوا أزماتهم، وعادت حياتهم إلى طبيعتها مرة أخرى.

إن أصبت بأزمة ربع العمر.. فلا تخف هناك حل



هناك بعض النصائح العملية قدمتها ألكسندرا روبنز في كتابها Conquering Your Quarterlife Crisis تخبرك فيها كيف تقهر تلك الأزمة وتتخطاها دون خسائر، عليك أن تتذكر دائمًا أن الحياة ليست سباقًا، كما أن عليك أن تحافظ على كل ما سيجعلك سعيدًا في حياتك، وتتخلى عما سيحبطك وسيبقيك في تلك الأزمة، حتى وإن كان وظيفة ما أو علاقة بصديق أو ما شابه، فلا تبقِ نفسك سجينًا لأيٍّ من تلك العوائق.

استجمع الشجاعة لإعادة بناء حياة جديدة، والحصول على شخصيتك، ففي المراحل التعليمية المختلفة تتكون شخصيتك نتاج البيئة المحيطة أو تأثير الآخرين، لذا فتلك الشخصية قد لا تكون شخصيتك الحقيقية، فعليك ألا تخشى مواجهة نفسك ولا تخاف التغيير حتى يمكنك بناء حياتك الجديدة، عليك أن تقضي على هذا التردد الآن.

تنصح روبنز أيضًا بتخفيف التوقعات وإيجاد الراحة في حقيقة أنك لست وحيدًا، ربما يكون أصدقاؤك الذين أنهوا دراستهم ووجدوا وظيفة جيدة لا يشعرون بالارتياح بها، فيمكن أن يكون هذا شعورك أيضًا لو كنت مكانهم، كما يفضل أن تحيط نفسك بهؤلاء الذين تشعر معهم بالأمان، الذين يؤمنون بك وبأحلامك، فلا شيء أكثر قيمة من صديق تطمئن إلى وجوده ولا تأبه لمصاعب الحياة طالما هو معك.

عليك كذلك أن تضع التزامات أكثر انسجامًا مع حياتك الجديدة، وامحُ تلك الأفكار القديمة عن مرحلة البلوغ وما يجب إنجازه فيها، فلا يهم إن تزوج والدك في الـ22 من عمره، أو أن صديقك يعمل في وظيفة جيدة، لا تقارن نفسك بأحد، المهم أن تحدد أهدافك الخاصة وتسعى لتحقيقها دون أن تسمح لأي شيء بتعطيل مسارك للوصول إليها.