"حساء ثعبان الكوبرا، جذر نبات النباح، ودجاج كنتاكي المقلي". كانت تلك بعض الوجبات المفضلة لبعض ديكتاتوريي القرن العشرين.
كتاب "عشاء الطغاة: الطعم السيئ يقود إلى تسلية الطغاة" لفيكتوريا كلارك وميليسا سكوت قدّم رؤى مذهلة عن عادات الطعام السيئة وتقاليد المائدة لبعض طغاة القرن العشرين، فضلاً عن مخاوفهم من التسمم، كما شمل الكتاب أيضاً بعض وصفات تلك الوجبات.
صحيفة بيزنس إنسايدر الأميركية اختارت عدداً من هؤلاء الطغاة الذين تطرق لهم الكتاب.
"كيم يونغ إيل" يحب حساء زعانف القرش وحساء لحم الكلاب
بحسب ما يقال فإن الأطعمة المفضلة لكيم يونغ إيل، رئيس كوريا الشمالية السابق، هو حساء زعانف القرش، ووجبة سالو المُعدة من لحم الخنزير المُشفّى، فضلاً عن حساء لحم الكلاب، الذي كان يعتقد أنه يمنحه الحصانة والمروءة، كما يُقال إنه كان أهم عملاء شركة هينيسي للأغذية.
وكان إيل الزعيم الأوحد لكوريا الشمالية في الفترة من 1994 إلى 2011؛ وتحت حكمه تدهور اقتصاد كوريا الشمالية بشكل هائل وعانى شعبها من المجاعة.
وكان ليونغ فريق من النساء للتأكد من أن جميع حبات الأرز المُقدمة إليه متطابقة من حيث الحجم والشكل واللون.
"هتلر" نباتي كان يأكل فقط البطاطا المهروسة وحساء الخضار في نهاية حياته
يرجع اختيار هتلر لنمط الغذاء النباتي إلى أسباب أيديولوجية يدعمه اعتقاده في أن اتباع نظام غذائي يشمل اللحوم سيتسبب له في انتفاخ البطن المزمن والإمساك. وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، كان هتلر يأكل البطاطا المهروسة والحساء النباتي فقط.
وكان هتلر قائداً لألمانيا النازية التي احتلت بالقوة أجزاء كبيرة من أوروبا وشمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، وسعى للقضاء على اليهود والغجر والمثليين جنسياً وغيرهم.
وكان هتلر مذعوراً من هاجس تسميم طعامه، لذلك كان لديه فريق من 15 متذوقاً للطعام يسبقونه بالتجريب وما لم يسقط أي منهم ميتاً بعد 45 دقيقة، كان يعتبر الطعام آمناً ويتناوله.
"جوزيف ستالين" عاشق المطبخ الجورجي التقليدي
كان ستالين مولعاً بالمطبخ الجورجي التقليدي الذي يتميز بالجوز والثوم والخوخ والرمان، والنبيذ.
وقاد جوزيف ستالين الاتحاد السوفيتي من منتصف العشرينيات وحتى وفاته عام 1953. تبنى سياسة العمل الإجباري في المعامل والحقول خلال المجاعة. واشتهر بمعسكرات ال"جولاج" للعمل بالسخرة، وبحملة "التطهير الأكبر أو الرعب العظيم".
وكانت له عادات للمائدة تشمل استمتاعه بلعب الشرب بنهم، وفحص الطعام الذي يستغرق الطهاة ست ساعات في إعداده، وكان من بين طُهاته جد الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، سبيريدون بوتين.
"بينيتو موسوليني" أحب الثوم واعتقد أن الطعام الفرنسي "بلا قيمة"
أحب موسوليني السلطة البسيطة من الثوم المفروم المنقوع بالزيت وعصير الليمون الطازج. وكان يعتقد أن الطعام الفرنسي "بلا قيمة".
وكان موسوليني مؤسساً وقائداً للحزب الفاشي في إيطاليا في عشرينيات القرن الماضي، وقام بتشديد السلطة وأقام دولة استبدادية، وتحالف مع هتلر خلال الحرب العالمية الثانية؛ ولكن تمت تنحيته عن السلطة في وقتٍ لاحق وأعدم.
وكان يفضل تناول وجبات الطعام في منزله مع زوجته وأطفاله الخمسة. وكان يتناول الوجبات مع أًسرته في وقت محدد على أن يجلس الجميع ويُوضع الطعام على المائدة قبل وصوله.
"عيدي أمين" كان يأكل أكثر من 40 برتقالة في اليوم ويستمتع بوجبات دجاج كنتاكي في منفاه في السعودية
كان أمين يحب الماعز المشوي والكسافا وخبز الدخن. ويقال إنه كان يأكل ما لا يقل عن 40 برتقالة يومياً، معتبراً إياها "فياجرا طبيعية" وعندما كان يعيش في منفاه لاحقاً بالمملكة العربية السعودية، قيل إنه أحب تناول البيتزا ودجاج كنتاكي المقلي.
وقد أطاح عيدي أمين بالحكومة المنتخبة في انقلاب عسكري وأعلن نفسه رئيساً للبلاد. وقد أرسى حكمه بلا رحمة لمدة ثماني سنوات، أُبيد خلالها نحو 300000 مدني.
أما بشأن عاداته على المائدة؛ فقد كان يحب أن تكون كل الأشياء بريطانية وكان يستمتع بالشاي بعد الظهر، وكانت هُناك شائعات متداولة عن كونه آكلاً للحوم البشر.
"بول بوت" أحب حساء ثعبان الكوبرا
كان بول بوت الزعيم الشيوعي بكمبوديا يحب الغزلان والخنازير البرية، ولحم الثعبان، والفواكه الطازجة، ومشروب البراندي، والنبيذ الصيني، ويُتداول أنه كان مُحباً لحساء الكوبرا.
كان بول بوت وحركته الشيوعية "الخمير الحمر" في كمبوديا معادين للمفكرين، وجراء نظامه الذي كان قائماً على فكرة الهندسة الاجتماعية، تعرض قرابة 2 مليون كمبودي للإعدام أو الجوع حتى الموت.
وكان بول بوت يستمتع بوجبات الطعام الفاخرة، بينما كان يسمح لرعيته بتناول الأرز والماء فقط.
"نيكولاي تشاوشيسكو" فضَّل اللازانيا النباتية والسلطة البسيطة
كان تشاوتشيسكو يفضل اللازانيا النباتية المُعدة بالبيض المخفوق بالقشدة الحامضة، وأسماك الشبوط بالحساء على النمط الروماني، وسلطة الطماطم والبصل والفيتا مع شرائح اللحم.
وكان نيكولاي تشاوشيسكو رئيساً لرومانيا الشيوعية من عام 1965 وحتى عام 1989. ولم يكن مسموحاً في دولته القمعية بالمعارضة أو حرية التعبير، وكانت الشرطة السرية عاكفة على مراقبة ما يجري بالداخل.
وعُرف عنه تناول الطعام الذي لم يتم فحصه بشكل صحيح. كما كان يرمي الطعام الذي يقدم له في المناسبات الرسمية على الأرض ويركله إلى أبعد ما يمكن.
"فرانسيسكو ماسياس نغيما" أحبَّ شاي القنب وجذور النباح
أحب ماسياس الشاي المصنوع من نبات القنب وجذر نبات النباح المتسبب في الهلوسة.
وقد كان فرانسيسكو ماسياس نغيما، أول رئيس لغينيا الاستوائية، وقتل ونفى ما بين ثلث وثلثي شعبه، ومُعظمهم من المثقفين، وذات مرة قتل 150 من خصومه من قِبل قوات ترتدي أزياء "سانتا كلوز"، وكانت البلاد تُلقب إبان حكمه باسم "داخاو أفريقيا" على غرار اسم مُعسكر للاعتقال النازي جنوب غرب ألمانيا.
وعلى الرغم من أنه لم يُعرف عنه الكثير بشأن عادات طعامه؛ إلا أنه كانت هُناك شائعات بأنه آكلٌ للحوم البشر ويجمع الجماجم في ثلاجته.
"دوفالييه" حاكم هايتي، كانت تُطعمه زوجته بالملعقة حتى نهاية حكمه لإصابته بالعديد من الأمراض
لم يكن يأكل ما يضر القلب وكان لديه داء السكري ويعاني من مشاكل في القلب والتهاب المفاصل خلال تقلده الحكم في أواخر الخمسينيات وحتى رحيله عام 1971، وكانت تطعمه زوجته بالملعقة في أواخر تلك الفترة.
كان فرانسوا دوفالييه "بابا دوك" طبيباً تحول إلى السياسة وتم انتخابه بسبب وعده بأنه سيعمل على مساعدة الفقراء من الأغلبية السوداء في البلاد، والذين تم استغلالهم لسنوات؛ ولكن سُرعان ما انحرف عن المسار، واعتمد الشرطة السرية وتعرض نحو 30000 من شعبه للقتل أو الحبس أو التعذيب حتى الموت.
وكانت فكرته عن الترفيه بعد العشاء تشمل النزول إلى زنزانة مطلية بالدم لمشاهدة تعذيب أحد الجواسيس، بحسب كتاب كلارك وسكوت.
هذا الموضوع مترجمة عن صحيفة The Business Insider الأميركية.