تواصلوا تصحوا.. الوحدة تزيد خطر الإصابة بنوبات القلب بنسبة كبيرة

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/21 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/21 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش

لطالما ارتبطت العزلة بأمراض كضعف مناعة الجسم، وارتفاع ضغط الدم والموت المبكر، وقد أثبتت دراسات جديدة في بريطانيا الأثر السلبي للوحدة والعزلة على الناس.

وأكدت الأبحاث أن الوحدة تزيد من إصابة الناس بالسكتات الدماغية بنسبة 32%، وبضيق التنفس ونوبات القلب بنسبة 2%.

وربطت الأبحاث الوحدة بالقلق والتوتر وتأثيرهما على الجسم، وفق ما ذكرت النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست".

ينصح الخبراء الناس باتخاذ خطوات جدية للتقليل من الوحدة والمشاركة أكثر بفاعلية في النشاطات المجتمعية أو الأعمال التطوعية. فالسكتات الدماغية وأمراض الشرايين هي أكثر المسببات للأمراض وحالات الوفاة في البلاد ذات الدخل العالي.

إحصاءات هامة

استند الباحثون في هذه الدراسة إلى 181 ألف شخص و23 دراسة مختلفة حتى مايو/أيار 2015، ووجدوا أن 42 ألفاً و628 شخصاً منهم عانوا من أمراض قلبية كانسداد الشرايين، ونوبات القلب، وضيق التنفس ومن ثم الموت. و3002 شخص عانوا من السكتات الدماغية خلال فترات تتراوح بين 3 الى 21 سنة.

وكان حجم تأثير الوحدة مشابهاً لذلك الذي ينتج عن الأعمال المجهدة والقلق.

التواصل الاجتماعي للعيش بصحة جيدة

وأضاف الباحثون في دراستهم المنشورة على الإنترنت أنه "لم يكن من الممكن استبعاد العوامل أو الانعكاسات الأخرى المحتملة، ومع ذلك فإن النتائج تؤكد أهمية التواصل الاجتماعي من أجل العيش بصحة جيدة. فالعمل يقلص الشعور بالوحدة والعزلة وذلك للوقاية من أهم الأمراض المنتشرة في البلاد ذات الدخل المرتفع".

وأكد كريستوفر آلين، رئيس جمعية أمراض القلب في بريطانيا، ذلك قائلاً: "العزلة الاجتماعية تؤثر حقيقةً على حياة الآلاف في بريطانيا، ونحن نعلم أن الوحدة غالباً ما تصطحب بعادات سيئة كالتدخين الذي يزيد من أمراض القلب والسكتات الدماغية، وبالرغم من أن هذه الدراسة تؤكد ارتباطاً وثيقاً بين العزلة وأمراض القلب، إلا أننا بحاجة للمزيد من الدراسات والإثباتات في هذا الشأن".

وأضاف: "أبحاث سابقة في جمعية القلب البريطانية وجدت ارتباطاً أيضاً بين العزلة الاجتماعية وارتفاع نسبة الوفيات وأبحاث أخرى بينت كيف تؤثر صحتنا النفسية على خطر الإصابة بأمراض القلب. ومن المهم أيضاً لمن يعيشون وحدهم البقاء على اتصال بأطبائهم ومحاولة الانخراط في نشاطات اجتماعية أو أعمال تطوعية في أوقات فراغهم".

آثار اقتصادية

كارولين أبراهام، مديرة جمعية المسنين الخيرية في بريطانيا، ناقشت الموضوع من زاوية أخرى قائلة: "ليس فقط الشعور بالوحدة يجعل الحياة عند الكبر بائسة، بل إن المشاكل الصحية تجعلها مريعة ولا تطاق".

وأضافت: "نحن جميعاً نعلم أن كبار السن يعانون من مشاكل صحية، وهم دائماً بحاجة الى رعاية خاصة طويلة الأمد وعلاج وزيارات دائمة للأطباء، وهذا يعني وضع ضغوط أكثر على نظام التأمين الصحي والرعاية الاجتماعية، ما يجعل الأمر مشكلة لا يمكن للحكومة تجنبها".

وبحسب قولها: "عيش كبار السن في عزلة يزيد من أمراضهم ما لم يتغير شيء أو نجد حلاً، بالفعل لا يجب أن يعيش أحد في عزلة في مجتمعاتنا، وعلى الحكومة التعامل مع الوحدة كأحد أهم المخاطر الصحية، وأن تعمل بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية والخدمات الصحية الوطنية للتصدي لهذه المشكلة".

وأكدت "الجميع معنيون بذلك، والجميع يستطيع المساعدة بكونه صديقاً أو جاراً جيداً لأحد كبار السن، وعلى أي شخص مسنّ حالما يشعر بالوحدة الاتصال بخدمة المسنين في بريطانيا لتلقي المساعدة المطلوبة".

ما الحل؟

الدكتور جوليان هولت والدكتور تيموثي سميث من جامعة بريغهام يونغ، أكدا أن التحدي الأكبر يكمن في تنظيم علاقات اجتماعية فاعلة تعزز الصلات الاجتماعية، ولابد من تغييرات اجتماعية في طريقة تواصل الناس ولابد أيضاً من الأبحاث التجريبية لمعالجة العديد من المسائل الهامة.

هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست".

علامات:
تحميل المزيد