التوتر بين الخليج ولبنان يعصف بما تبقى من السياحة في بلاد الأرز

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/28 الساعة 05:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/28 الساعة 05:23 بتوقيت غرينتش

تدخل صناعة السياحة اللبنانية، أزمة جديدة، بإعلان 5 دول خليجية الأسبوع الماضي، تعليق الرحلات إلى بيروت، وحث مواطنيهم على مغادرة لبنان، باستثناء حالات طارئة تستدعي وجودهم.

يأتي هذا القرار، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة اللبنانية والعديد من مؤسسات القطاع الخاص، التي تعتمد على السياحة كمصدر رئيس لدخلها، تنفذ خطوات وحملات ترويجية لزيارة بلدهم، بسبب تراجع الوفود السياحية، تزامناً مع توتر الأوضاع الأمنية الإقليمية.

ودعت المملكة العربية السعودية إلى جانب دولة الإمارات، والبحرين، ودولة الكويت، ودولة قطر، مواطنيها المتواجدين في لبنان إلى المغادرة وعدم زيارته "إلا عند الضرورة القصوى"، بسبب موقف لبنان من إيران.

تراجع السياحة

وبحسب تصريحات رسمية، تتعرض صناعة السياحة اللبنانية، منذ 2011، إلى تراجع يزداد بشكل مستمر مع مرور السنوات، بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا، والشرق الأوسط بشكل عام.

يشار إلى أن السياح الخليجيين يعتبرون عصب القطاع السياحي في لبنان، والذي يشكل الدعامة الأقوى لاقتصاده، الذي يعاني بدوره جراء التداعيات المتلاحقة للأزمة السورية على بيروت.

يقول الخبير الاقتصادي اللبناني، جاسم عجاقة، إن "القطاع السياحي اللبناني متضرر أصلاً، وسيزداد ضرراً مع أزمة الخليج"، مشيراً أن الوقت غير مناسب لانتكاسة جديدة في صناعة السياحة.

ودعا عجاقة الحكومة اللبنانية أن "تصر بكل قوة على السعودية من أجل حل الأزمة الحالية، فالمملكة تقف إلى جانب لبنان بكل خياراته".

مصدر في وزارة السياحة اللبنانية، قال، إن "خسارة القطاع السياحي، جراء تحذير دول الخليج العربي لمواطنيها من زيارة لبنان، ستكون كبيرة"، مشيراً أن "تراجع أعداد السياح الخليجيين في لبنان، ليس وليد الأزمة الأخيرة مع المملكة العربية السعودية".

ولفت المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه "على سبيل المثال، أعداد السياح السعوديين في لبنان انخفض من حوالي 200 ألف سائح في العام 2010، إلى 48 ألف سائح فقط العام الماضي"، معتبراً أن "هذا الانخفاض سيزداد أكثر خلال العام 2016 بسبب الأزمة الجديدة".

وأوضح أن "إحصاءات وزارة السياحة اللبنانية، تشير أن السياح السعوديين، احتلوا المرتبة الأولى في ترتيب الإنفاق السياحي، خلال العام الماضي، بنسبة 15%"، مضيفاً أن "الإماراتيين يأتون في المرتبة الثانية في الإنفاق السياحي بنسبة 14%، ثم الكويتيين بنسبة 6%، والقطريين بنسبة 4%".

وأعلنت الرياض، الجمعة الماضية، إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار أميركي، إلى جانب إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي، المخصصة لقوى الأمن الداخلي في لبنان.

وتتهم السعودية حزب الله، بالولاء لإيران والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا للقتال، إلى جانب نظام بشار الأسد، مدرجة عدداً من عناصره، وعدداً من الأشخاص والشركات اللبنانية التي لها تواصل مع الحزب، على "قائمة الإرهاب".

بدروه، يهاجم الحزب، المملكة، على خلفية مواقفها السياسية، ولا سيما بعد بدء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مواجهة الحوثيين، منذ مارس/آذار 2015.

إلغاء رحلات مقررة:

من جانبه، قال وسام خليفة، مدير إحدى الشركات السياحية، إن الإعلان الخليجي الأخير، دفع العديد من السياح الخليجيين إلى إلغاء رحلاتهم التي كانت مقررة إلى لبنان خلال الفترة المقبلة.

وتوقع خليفة، "توقف الخطوط الجوية السعودية عن تسيير رحلات إلى لبنان، بسبب انخفاض أعداد المسافرين من دول الخليج العربي إلى بيروت، وبالتالي مزيداً من التدهور في القطاع السياحي اللبناني".

وأوضح أن "تراجع أعداد السياح الخليجيين في لبنان، سيؤثر سلباً على أعداد السياح الأجانب أيضاً، الذين سينتابهم شيء من الخوف جراء التحذيرات الخليجية".

التبادل التجاري مع الخليج

في شأن متصل، يقول الخبير جاسم عجاقة، إن "لبنان تلقى في العام 2014، وفق أرقام البنك الدولي، تحويلات مالية من المغتربين اللبنانيين في دول الخليج مجتمعة، بقيمة ملياري دولار أميركي، منها 1.56 مليار دولار من السعودية وحدها"، مشيراً أن "الملياري دولار يشكلان حوالي 25% من مجمل الأرقام والتحويلات من اللبنانيين في الخارج إلى بلدهم".

وأشار أن "التبادل التجاري بين لبنان ودول الخليج، بلغت قيمته مليار دولار أميركي خلال العام ذاته"، لافتاً أن "خسارة لبنان المباشرة جراء الأزمة مع الخليج، ستكون بقيمة 3 مليارات دولار (مليارا دولار تحويلات، ومليار تبادل تجاري)".

وينظر عجاقة، إلى وجود خسائر غير مباشرة، منها ازدياد نسبة البطالة في لبنان في حال تم ترحيل لبنانيين من دول الخليج نتيجة للأزمة الحالية.

تحميل المزيد