لأن عدسات المصورين المعقدة هي السبيل الوحيد للاطلاع على عالم المحيطات والبحار المذهل، نظمت جمعية "دليل الصور الفوتوغرافية لأعماق البحر" مسابقةً شهدت مشاركة مصورين من 50 دولة سارعوا لتوثيق جمال ما يسبح تحت المياه.
النسخة الأميركية من "هافينغتون بوست"، قالت إن الصور التقطت أسماكاً غريبةً ومظاهر حياة الكائنات البحرية المائية وسلوكياتها الغريبة، إضافةً إلى صورٍ لطيفةٍ، وأخرى حالمة، دون أن تغيب أسماك القرش والحيتان عن المشهد الذي وثّق لحظات التفاعل بين الإنسان والكائنات المائية.
فيما يلي الصور الفائزة بالمرتبة الأولى عن فئاتها، والتي إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن جمال الأعماق ساحر بفوضاه. إليكم بعض اللقطات الفائزة مرفقة بتعليقات المصورين:
الشعور بالانكشاف: جزيرة كايلوا-كونا في هاواي – بعدسة جيف ميليسن
أفضل صور المسابقة والفائزة بالمركز الأول عن فئة تصوير الماكرو. يقول عنها صاحبها جيف ميليسن، "كنت أغطس في مياه المحيط المعتم ليلاً مع أحد أفراد عائلة رودنبيري (أصحاب سلسلة ستار تريك المتلفزة) نشاهد موكباً من كائنات بحرية غريبة تمر أمامنا عندما باغتنا فجأة هذا المخلوق الذي هو عبارة عن سمكة انكليس طويلة ما زالت في طور اليرقة".
وأضاف، "لها معدة خارجية تساعد السمكة التي ما زالت قيد النمو على أن تكبر بأقصى سرعة وذلك باستخراج أكبر قدر ممكن من المغذيات في كل وجبة. ليلتها كنا 4 غطاسين لكل منهم باعٌ طويلٌ في الغطس، إلا أن أياً منا لم يسبق له مشاهدة جمال بهذه الروعة لا براً ولا بحراً ولا في أي مكان!".
القمر الصناعي: فورته داي مارمي في إيطاليا – بعدسة فرانشيسكو فيسنتين
الصورة الفائزة بالمركز الأول عن فئة الزاوية العريضة، قال صاحبها فيسينتين، "اجتمعت عدة عوامل عند التقاط هذه الصورة الصيف الماضي، إذ ارتفعت درجة حرارة البحر في الفترة المتزامنة مع موسم تكاثر الرخويات المجوفة ذات اللوامس، إضافة إلى قلة الكائنات المفترسة التي تقتات طبيعياً على قنديل البحر المسمى Rhizostoma pulmo، ما أدى إلى زيادة أعداده ذاك الصيف. أضف إلى ذلك رياح الميسترال الشمالية الباردة والتيارات التي زادت كثافة الآلاف من قناديل البحر على شاطئ فيرسيليا".
ضوء شقائق النعمان البحرية: من مضيق اوسلو في النرويج – بعدسة ليل هاوغن
اللقطة الفائزة بالمركز الأول عن فئة المياه الباردة. تقول هاوغن، "شقائق النعمان البحرية من فصيلة Bolocera tuediae موجودة في المياه الباردة الخضراء في بحر الشمال ضمن مضيق اوسلو بالنرويج على عمق 25 متراً وأكثر. إنها واحة وسط الطين، يلجأ إلى ظلالها قريدس بحري أحمر من فصيلة Spirontocarus liljeborgi. أضأنا في الصورة الكائن بوميض خلفي شغلناه بجهاز استشعار عن بعد".
حيتان الطيار: من نيس بفرنسا – بعدسة غريغ لوكور
المركز الأول عن فئة الصور الشخصية. يقول لوكور، "كنت أبحر على شواطئ المتوسط عندما لمحت مجموعة من حيتان الطيار تسبح معاً. رحبت بي في المياه الزرقاء وسبحت من حولي في مياهه الصافية. كانت تجربة مذهلة".
إطلاق البيض: من بحيرة ليك وورث المالحة من شاطئ الريفييرا بفلوريدا – بعدسة ستيفن كوفاكس
المركز الأول عن فئة سلوكيات الحيوانات البحرية. يقول المصور، "عندما تكون سمكة ضفدعية مخططة جاهزة لإطلاق بيضها، فإنها تسبح إلى سطح الماء يتبعها الذكر، وما إن تفرز سحابة بيوضها حتى يقوم الذكر بدوره بتلقيحها. كنت أغوص في الأنحاء عندما صادفت زوج السمك الضفدعي، وعندما أدركت أنهما على وشك إفراز البيض وتلقيحه عاجلت إلى آلة التصوير الفوتوغرافية وتهيأت لألتقط صورة هذا السلوك الذي قلما نرى مثله".
أسراب مذعورة من سمك البخاخ: خليج مارورو بنيوزيلندا – بعدسة آيرين ميدلتون
الفائزة بالمركز الأول عن فئة المبتدئين بعدسة رقمية أحادية عاكسة. تقول ميدلتون، "كل صيف تظهر أسراب أسماك البخاخ النجمية توادو (اسمها العلمي Arothron firmamentum) عند جزيرة بور نايتس شمال نيوزيلندا. عادة ما توجد هذه الأسماك في عرض البحر ومياهه المفتوحة، إلا أن الرياح الشرقية القوية تهب دافعة الأسراب إلى جزر المحمية السمكية حيث تعيش هناك فترة وجيزة أقل من بضعة ساعات. توفر المحمية الملاذ الآمن للعديد من الأسماك، لكن أسماك جاك والبريم سرعان ما تلتهم هذه الأسماك النادرة واللذيذة. عندما يدخل الغواص الماء تهرع أسماك البخاخ هرباً نحو أقرب مخبأ، وهو تماماً ما يظهر في اللقطة التي صورتها".
الحياء: جزيرة ماكتان بالفلبين – بعدسة سيمون تشيو
المركز الأول عن فئة الماكرو بلا مرآة. يقول المصور، "عادة ما تموه سمكة المبرد نفسها ضمن شعب المرجان الرخوة. استعملت عدسة بقوة 2 ديوبتر، ما خولني من التقاط صورة من مسافة قريبة. اضطرني ذلك لالتزام الهدوء وأن أجمد دون حراك مثبتاً يدي كي لا أرعب هذه السمكة الظريفة في حيائها".
الأب وبيضه: جزيرة كابو نولي في بحر ليغوريا بإيطاليا – بعدسة والتر باسي
المركز الأول عن فئة السلوك بلا مرآة. يقول المصور باسي، "شاهدت أثناء غطسي كل مراحل التزاوج بين حصاني بحر ذكر وأنثى. كان الأمر أشبه برقصة وسط زرقة البحر، مفعمة بكثير من المشاعر. عندما يفرز البيض يبدو كسحابة في الماء خارج بطن الذكر، ويكون المشهد نادراً وفريداً. هذه الصورة التقطت بينما كان الحصان يحاول لملمة بيوضه وحمايتها، ولحسن الحظ تمكن من ذلك بنجاح. كانت الصعوبة بالنسبة لي عدم إزعاج الحصان كي لا يخسر ولا بيضة".
سلحفاة الخشب: شلالات الجسر في بنسلفانيا – بعدسة ماثيو سليفان
المركز الأول عن فئة الزاوية العريضة بلا مرآة. يقول المصور، "وجدت سلحفاة الخشب الغضة هذه في جدول صغير بين جبال بنسلفانيا. هذه السلاحف مهددة بالانقراض والعثور على إحداها أمر نادر. التقاط صورتها وسط بيئتها المائية ضربة حظ تستحق كل العناء الذي تجشمته في حمل جميع معدات التصوير إلى أعلى الجبال".
شقائق النعمان الأنبوبية الفلورية الوهاجة: بلدة نولي بمقاطعة سافونا بإيطاليا – بعدسة اليساندرو راهو
المركز الأول عن فئة الماكرو المدمج. يقول المصور، "استخدام هذه الفلاتر المحددة يبرز التوهج الفلوري لبعض أنواع الحيوانات. عادة ما تستعمل هذه الفلاتر في الغطس الليلي، لكني في هذه الصورة استعملتها خلال النهار".
هجوم خاطف لسمكة الكلب على سمكة نحاسية صغيرة: خليج ويمو في مدينة نوميا عاصمة كاليدونيا الجديدة – بعدسة جاك بيرتومييه
المركز الأول عن فئة سلوك الكائنات البحرية بعدسة مدمجة. يقول المصور، "التقطت هذه الصورة بالقرب من غابة الأشجار الاستوائية الساحلية في ويمو التي ألتقط فيها 90% من صوري، وحيث دائماً ما أغطس غطساً حراً. كانت سمكة الكلب هذه بطول 20 – 25 سم. وقد اعتادتني وألفتني بعدما سبحت إلى جانبها عدة ساعات وأيام".
كسوف دلفيني: ديهيه بجزر الغوادلوب – بعدسة برايان كريستشنسن
المركز الأول عن فئة الزاوية العريضة المدمجة. يقول المصور، "بدا سرب الدلافين مثل عائلة تقودها الأم الشابة. قضيت أطول وقت مع مراهقين كانا دائمي اللعب معاً ومعي. أرجو أن تعكس الصورة مدى المرح الذي يمكن للمرء أن يحظى به مع الحيوانات البحرية".
يوم مشمس: بلدة مينوركا بجزر البليار في البحر المتوسط – بعدسة رولاند باخ
المركز الأول عن فئة الدود البزاق. يقول المصور، "التقطت الصورة على الساحل الشمالي لجزيرة مينوركا ضمن جزر البليار في منطقة تسمى بونتا دين سيوليت. وتظهر اللقطة دودة بزاقة من فصيلة Felimare Picta من زاوية جميلة. المشكلة كانت في التوفيق بين الشمس والدودة معاً في اللقطة، فكان علي الانتظار 10 دقائق ليكتمل المشهد".
قريدس الهيكل العظمي: بلدة تولامبين في جزيرة بالي الإندونيسية – بعدسة سو يات واي
المركز الأول عن فئة السوبر ماكرو. يقول المصور، "نظراً لضحالة عمق مجال تصوير الماكرو، فمن الصعب الحصول على لقطة تجمع المخلبين والوجه والمجسات كلها في لقطة واحدة، ولهذا صورت 60 لقطة حتى شعرت أن كل هذه الملامح التي أهدف لتصويرها اجتمعت جميعها في بؤرة سطح واحد".
رسام البحار: بلدة سانتا ماريا آل بانيو الإيطالية – من تصوير فرانشيسكو باتشيينزا
المركز الأول عن فئة مفهوم الحوض. يوضح المصور، "إن فرانشيسكو الواضح في الصورة مدرب على حبس النفس. رأيت أن اسفنج الاكسينيلا يصلح مشهداً طبيعياً لصورة رسمتها في ذهني. دام تصوير المشهد 45 دقيقة تنفس فرانشيسكو خلالها من أسطوانة، كما قمنا بعمل الإصلاحات اللازمة لقامة جسمه ولموقع الريشة والألوان".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.