احذر كآبة الشتاء.. تعامل معها بجدية

تتسبب سماء الشتاء الملبدة بالغيوم وغياب الشمس لساعاتٍ طويلةٍ بحالةٍ من الكآبة والكسل تتفاوت بين شخص وآخر. هذه الاضطرابات وتغيرات المزاج تقع تحت عنوان "اضطراب العاطفة الموسمي"الذي يصيب ملايين البشر سنوياً، ما يجعل الشتاء أصعب فصول السنة.

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/28 الساعة 04:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/28 الساعة 04:27 بتوقيت غرينتش

تتسبب سماء الشتاء الملبدة بالغيوم وغياب الشمس لساعاتٍ طويلةٍ بحالةٍ من الكآبة والكسل تتفاوت بين شخص وآخر. هذه الاضطرابات وتغيرات المزاج تقع تحت عنوان "اضطراب العاطفة الموسمي"الذي يصيب ملايين البشر سنوياً، ما يجعل الشتاء أصعب فصول السنة.

من الشائع مثلاً أن يشعر المرء بنوبات الكآبة الشتوية فيعيش تقلباتٍ مزاجية وتراجعاً وانغلاقاً يجعل تنفيذ مهامه اليومية أمراً شبه مستحيل. وتنتشر هذه الحالة في الدول التي تقع شمال الكرة الأرضية نسبياً نظراً لقصر النهار واشتداد البرد، ففي أميركا وحدها يعاني 10 ملايين شخصاً من الكآبة الموسمية.

فيما يلي خلاصة عدة دراسات توضح تأثير اضطراب العاطفة الموسمي على الحياة اليومية وخيارات علاجه:

1- لا تلم الأحوال الجوية وحدها


في معظم الحالات، يكون اضطراب العاطفة الموسمي جزءاً من الكآبة المرضية أو اضطراب ثنائي القطب حسبما تقول الأستاذة في علم النفس والمديرة المساعدة لمركز معالجة الكآبة التابع لجامعة ميشيغان الأمريكية، ميشيل ريبا.

وتوضح، "بالنسبة لأولئك الذين يعانون من نمط منتظم من الحزن، كالقلق أو تقلبات المزاج، فإن أول شيء يجب أن يقوموا به هو الحصول على تشخيص كامل، فهم بحاجة لعلاج الكآبة الكامنة".

2- مشكلة جدية


من السهل أن نعزو مزاجنا السيء إلى السماء المكفهرة، لكن على الناس أن يفكروا ملياً قبل أن يظنوا أنهم مصابون باضطراب العاطفة الموسمي. وتقول ريبا، "هذه الحالة ليست مزحة، إنها مشكلة صحية جدية".

3- طرقٌ علاج متعددة


اعتقد العلماء لسنوات طوال أن العلاج الخفيف هو القاعدة الذهبية لمعالجة اضطراب العاطفة الموسمي. يعتمد هذا المنهج على تعريض المصابين بهذه الحالة لضوءٍ صناعيٍ مشابهٍ لضوء الشمس. ويفسر الخبراء استخدام هذه التقنية بأنها تساعد في تصحيح إيقاع الساعة البيولوجية وفي إنتاج هرمونات السعادة التي يحصل عليها الناس عادةً من التعرض لأشعة الشمس خلال أوقاتٍ أخرى من السنة.

لكن المعالجة بالضوء ليست الطريقة الوحيدة للعلاج، باعتبار أن معالجة الكآبة الكامنة هي أساس الحل. لذا يمكن اتّباعُ طرق أخرى مثل العلاج السلوكي المعرفي أو الأدوية أو كلاهما معاً.

واكتشفت دراسةٌ نشرت مؤخراً في "مجلة علم النفس الأميركية" أن المعالجة بالكلام قد تكون أكثر فعالية من العلاج بالضوء.

4- التشخيص يحتاج وقتاً


توضح ريبا أن الأطباء لا يشخصون الإصابة باضطراب العاطفة الموسمي إلا إذا عانى المريض من نوبتين – أو بالأحرى فصلين – من الاضطراب، أي أن التشخيص قد يستغرق بعض الوقت للتأكد من صحته.

5- الشعور بالوهن


تتضمن أعراض اضطراب العاطفة الموسمي الحزن والوهن وفقدان الدافع لتنفيذ المهام. كما يعاني المصابون به من الصداع وتغيرات في الشهية، بالإضافة إلى التغيرات العاطفية والمزاجية الأخرى.

6- لا يقتصر على الشتاء


رغم ندرة الحالات، فإن بعض الناس يعانون من هذه الحالة في الربيع أو الصيف. تتضمن الأعراض عادةً شعوراً متفاقماً بالقلق أو الانزعاج.

7- الحالة معقدة


قد تتخطى الكآبة الموسمية كونها جزءاً من كآبةٍ كامنةٍ إلى مرض نفسي آخر كاضطراب ثنائي القطب أو غيره. وتُعزى بعض الحالات إلى نوبات الوسواس القهري التي تنتاب المرء خلال فصل الشتاء. ويتفق الخبراء على وجود رابطٌ بين التغيرات الفصلية وتفاقم الأمراض.

8- بلدان الشمال


يعتبر الناس الذين يعيشون في مناخات أبرد وحيث السماء غائمة معظم الوقت أكثر عُرضة للإصابة بهذا الاضطراب. لذا يرتفع معدل الإصابة في بلدان الشمال أكثر من بلدان الجنوب، حسب تقرير نشرته جامعة كاليفورنيا.

9- النساء الضحية الأكبر



تُظهر الدراسات أن معدل الكآبة (بما فيها اضطراب العاطفة الموسمي)، أعلى لدى النساء من الرجال، وذلك حسب تقرير لصحيفة New York Times. لكن هذا لا يعني أن الرجال محصنون. فالكآبة لا تميز بين الجنسين وقد تصيب أي شخص، بصرف النظر عن جنسه وعرقه أو أي عامل بيولوجي آخر.

10- تعامل معه بجدية


يمكن التحكم بهذه الاضطرابات فقط حين يسعى الناس إلى المساعدة التي يحتاجونها. تقول ريبا "من المهم أن يعترف الناس بهذه الأعراض أولاً ثم يخضعوا للتقييم اللازم. هذه ليست مشكلةً تافهة، إنها جزء من اضطراب مزاجي كبير يجب الاهتمام به، وهو قابل للعلاج".

– هذه المادة مترجمة من النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على الموضوع الأصلي، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد