ليس صعباً أبداً الحصول على جواز سفر مسروق أو مزور، فسوق الإنترنت السوداء يمكن أن تحقق رغبتك بسهولة، لكنه ليس رخيصاً.
الجوازات المزيفة أو المسروقة قد تكلف آلاف الدولارات حسب "قوتها" واسم الدولة التي تحملها وثيقة السفر المرغوب الذهاب إليها، غير أن أغلى جوازات السفر المباعة في سوق الإنترنت السوداء ليست بالضرورة "أقواها".
موقع فوكاتيف أجرى تحقيقاً رصد فيه أسعار جوازات السفر المسروقة أو المزيفة المباعة على 13 موقعاً إلكترونياً في السوق السوداء الإلكترونية، وتبين أن جوازات السفر الدنماركية قد تكون الأعلى سعراً في السوق، حيث يبلغ ثمنها 4000 دولار كحدٍّ أعلى.
إلا أن المفارقة هي أن جواز سفر الدنمارك ليس أكثر الجوازات فائدة، إذ يحل في المرتبة الرابعة على سلم جوازات السفر الذي يعد قاعدة بيانات تصنف وثائق السفر بحسب "قوتها"، ويشمل ذلك عدد الدول التي تخول لحاملها السفر إليها دون الحاجة إلى تأشيرة دخول (فيزا).
وعلى رأس هذه القائمة تتربع جوازات كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة كأقوى جوازي سفر يتيحان لصاحِبَيْهما السفر إلى 147 دولة بلا تأشيرة دخول.
ومع ذلك، جاء جواز السفر البريطاني المزور خامساً في قائمة أغلى وثائق السفر سعراً في سوق الإنترنت السوداء بتكلفة تبلغ 3490 دولاراً حسب تحقيق "فوكاتيف".
أما جواز السفر الأميركي المزور فلم يتجاوز الحد الأعلى لسعره 2057 دولاراً ليحل في المرتبة 13 على قائمة الأسعار، في حين بلغ أقل سعر لجواز السفر الأميركي 938 دولاراً.
ويعزو عدد من الخبراء ارتفاع تكلفة الجوازات الأقل "قوة" في السوق السوداء إلى صعوبة تزويرها لكونها معقدة أو يصعب توفير المسروق منها.
وحلت تايلاند على رأس قائمة الدول التي توفر للمريدين جوازات السفر مسروقة أو مزيفة حسب عدة تقارير متنوعة.
ففي مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية عام 2014، وصفت سرقة الجوازات في تايلاند بـ"الأمر المعتاد" بعدما تبين أن رجلين استخدما جوازين مزيفين مسروقين في مدينة فوكيت من أجل الصعود على متن الطائرة الماليزية المنكوبة ذات الرحلة MH370 التي اختفت في ظروف غامضة أثناء طيرانها من ماليزيا إلى بكين في مارس/آذار 2014.
وفي عام 2012 كشف مسؤولون في تايلاند عن خلية ضخمة لتزوير جوازات السفر قيل إنها كانت وراء تزوير 3000 جواز على مدى 5 سنوات، منها جوازان اثنان عثر عليهما بحوزة رجلين إيرانيين أُدينا بمجموعة تهم محاولات شروع في عمليات إرهابية في بانكوك 2012.
ويرجع السبب في كون تايلاند – ومدينة فوكيت على وجه أخص – مركزاً في تزوير جوازات السفر وعمليات سرقتها إلى كثرة أعداد السياح الغربيين، إضافة إلى غياب القيود على الأدوات المستخدمة في تزوير الوثائق.