لتتواصل وتعيش في المجتمع الكندي، لا بد أن تتعلم اللغة الإنكليزية. ولأنك في كندا فأنت ستتعلم اللغة – حتى المستويات الأكاديمية – بشكل مجاني، ذلك أن برامج تعلم اللغة مدعومة من قبل الحكومة في كثير من المقاطعات، خاصةً في اونتاريو التي تتفوق بهذه الميزة عن بعض المقاطعات الأخرى، التي تفرض رسوماً مالية.
يوجد الكثير من المراكز المتخصصة لتعليم اللغة الإنكليزية مجاناً أو برسم مادي رمزي في مقاطعة اونتاريو، إلا أن أول خطوة يجب القيام بها هي البحث عن تلك المراكز والتسجيل فيها لاختصار الجهد والوقت.
"عربي بوست" حاورت مديرة إحدى تلك المراكز للوقوف على الخدمات التي يقدمها مركزهم "كولج بوريال" للقادمين الجدد، وتجربتها مع القادمين من البلدان العربية.
40% من الطلاب.. عرب
اميلي لو، مديرة البرامج الخاصة بالمهاجرين والقادمين الجدد في مركز "كولج بوريال"، قالت إن المركز يقدم الكثير من البرامج التعليمية الخاصة باللغة الإنكليزية للقادمين الجدد، إلى جانب مساعدتهم على الاستقرار من خلال تقديم الخدمات والنصائح، مثل كيفية الحصول على الإقامة والبطاقة الصحية، واختيار المدارس لأطفالهم، إضافةً إلى تقديم المساعدة والنصح في كيفية إقامة المشاريع الصغيرة.
وذكرت لو أن المركز به 5 صفوف صباحية. أما من يعمل صباحاً، فيمكنه الالتحاق بالصف المسائي. ويقدر عدد الطلاب المسجلين لدى المركز بحوالي 400 طالب وطالبة سنوياً.
وتقول مديرة البرامج الخاصة بالمهاجرين والقادمين الجدد في مركز "كولج بوريال" إن الطلاب العرب "يمثلون ما يقارب 40% من نسبة الطلاب المسجلين لدينا من دول مختلفة كدول شمال أفريقيا والعراق وفلسطين ولبنان ومصر وحتى من المملكة العربية السعودية".
لماذا تتعلم الإنكليزية؟
إذا كنت تريد أن تحصل على وظيفة جيدة، فلا بد أن تتعلم اللغة الإنكليزية وتتقنها، "لأن الإنكليزية تعتبر اللغة الأساسية هنا. لدينا طالبة من أصل عربي حصلت على وظيفة مصممة ألعاب كومبيوتر في إحدى الشركات المعروفة بعد أن طورت لغتها الإنكليزية من خلال الدراسة بمركزنا".
وتنصح لو القادمين الجدد بأن أسرع وسيلة لاكتساب اللغة تكمن في مشاهدة القنوات التي تبث باللغة الإنكليزية، والاختلاط بالمجتمع وممارسة اللغة والتكلم بها، إلى جانب قراءة الكتب، والانضمام لمجموعات التحدث.
وتختم، "يمكن أيضاً التطوع بالمراكز والمؤسسات لأنه يساعد كثيراً على تعلم اللغة والتخاطب بها حيث أن المدارس والمراكز التعليمية ليست كافية".
ما هي أبرز التحديات؟
من جانبها، تعتبر جيني كيرك – إحدى مدرسات اللغة الإنكليزية في مركز "كولج بوريال" -، أن أهم التحديات التي تواجه القادمين الجدد "تكمن في الصدمة الثقافية، لأنهم متحمسون للتعلم والعيش في كندا، لكن بعد فترة بسيطة يصابون بالتعب والإرهاق، لأن كل شئ تقريباً يكون جديداً عليهم: كاللغة، والحياة العامة، والعادات. عليهم تعلم الكثير من الأمور وليس اللغة فقط. كل هذه التغيرات تمثل تحدياً كبيراً للقادمين الجدد".
تتابع جيني حديثها لـ "عربي بوست" بالقول إن تعلم اللغة والاندماج مع المجتمع الجديد "يختلف من شخص إلى آخر وفقاً لمرونته وقابليته على التكيف. ومن الخطأ أن يعتقد الشخص أن نفسه قابلة للتكيف إلا بعد أن يعيش التحدي ويواجهه بنفسه. هذا ينطبق على كل القادمين الجدد ومن بينهم العرب. ولكن من خلال خبرتي مع الطلاب، ألاحظ أن مستوى الطلبة العرب أقوى في مجال التكلم والاستماع والفهم للغة الانكليزية منه في الكتابة والقراءة، ولا أعرف سبباً لذلك. ربما يعود إلى أن اللغتين العربية والإنكليزية تختلفان اختلافاً كاملاً عن بعضهما كتابياً. وألاحظ كم يعاني الطلاب العرب في الكتابة والإملاء. إضافة إلى أنني عندما أطلب منهم الكتابة يكتبون جملاً طويلةً ومعقدةً، ولا يحاولون الاختصار. ربما يعود ذلك إلى أن طريقتهم في اللغة العربية تستوجب جملاً طويلة".
كيف تطور لغتك بسرعة؟
أما نصيحة جيني للقادمين الجدد فهي، "استخدم نقاط قوتك في تقوية ومساعدة نقاط ضعفك. فعلى سبيل المثال، الطلبة العرب لديهم أفضلية الاستماع والتكلم باللغة الإنكليزية عن الكتابة والقراءة، لذا فعليهم أن يعملوا على تقوية الكتابة لتصل إلى نفس المستوى المتقدم في التحدث، بحيث إذا نطق جملة فعليه أن يكتبها كما قالها، وبذلك يحسن مستوى الكتابة لديه. وعلى المتعلم الجديد أن يقرأ شيئا يحبه وأن يشاهد برامج أو أفلام يحبها".
وتنصح جيني الراغبين بتعلم اللغة الإنكليزية بالتحدث بها "ليس فقط ضمن أوقات الدوام في المدرسة، بل خالط الآخرين ممن يتكلمون الإنكليزية فسترى أن الوقت يمر وأنت تتعلم بشكل لطيف وسلس".