نشرت صحيفة Daily Telegraph البريطانية في 20 سبتمبر/أيلول تقريراً، ذكرت فيه أن المؤرخين اكتشفوا أن أقدم الرحلات المنظمة في التاريخ – والمعروفة بـ Package – قدمتها شركة سياحية للمسلمين الهنود لأداء فريضة الحج في العام 1880.
كما عُثر على تذكرة يعود تاريخها إلى العام 1886 أصدرتها شركة Thomas Cook تمكن حاملها من العودة من جدة السعودية إلى بومباي بعد أداء فريضة الحج.
تقرير شركة Thomas Cook ذكر أن وصول رحلة الحج إلى جدة في 27 أكتوبر/تشرين الأول جاء بمباركة من الحكومة المركزية في بريطانيا العظمى، للمساعدة على تسهيل إجراءات السفر للملايين من المواطنين تحت سيادة الامبراطورية في الهند، حيث كان وقتها نصف سكان العالم المسلمين يعيشون تحت سيادة بريطانيا، من غرب أفريقيا حتى جنوب شرق آسيا.
وبحسب ما ذكر في التقرير، فإن شخصيات تاريخية شهيرة في بريطانيا، أولت الكثير من الاهتمام لهذه الفريضة، مثل الملكة فيكتوريا ورئيس الوزراء وينستون تشرشل، حتى أنهم كانوا يقومون بوضع علامات عليها في تقويماتهم.
وفي مذكرة لمجلس الوزراء البريطاني في العام 1920، كتب تشرشل "نحن أكبر قوة محمدية في هذا العالم، ومن واجبنا تبّني سياسات تتناغم مع مشاعر المحمديين".
وفي بحث للأكاديمي جون يلايت في أكاديمية القديس جون بجامعة كمبريدج، أكّد الباحث أن الحج كان من أولويات بريطانيا العظمى "فنحن فخورون بتراثنا، والحج واحد من الأمور التي صاغته على مر الزمن".
وكذلك كشف مسؤول الأرشيف في Thomas Cook الرائدة في الرحلات السياحية، أن رحلة الحج كانت بمثابة "تحّمل بريطانيا مسؤولياتها تجاه تسيير رحلات الحج في محاولة منها لاكتساب الشرعية من محكوميها المسلمين، وحكمت كأنها قوة إسلامية".
وتم تكليف شركة Thomas Cook من قبل الحكومة البريطانية في العام 1886 بعد فضيحة تصدّرت صحيفة Times بعد أن كادت سفينة محملة بالحجّاج في رحلة غير نظامية، على وشك الغرق بمن عليها.
ووافقت الشركة على التكليف، والذي بموجبه سيّرت رحلات الحج التاريخية من الهند تحت رعاية التاج البريطاني.
ثم عادت الرحلات المنظمة للتوقف بعد أن عانت الشركة مصاعب مالية في العام 1893.
وكشفت الدراسة التاريخية أن شخصيات بريطانية مرموقة مثل الرحالة ريتشار بيرتون سافر إلى مكة، وآرثر هاميلتون مدير المكتب السياسي في جهاز المخابرات البريطاني، كان ممن أشهروا إسلامهم تأثرًا بالشعيرة المقدسة.
ريتشارد بيرتون
يذكر أن الدراسة التاريخية التي كشفت كل هذه الأحداث غطّت الفترة ما بين تفشي وباء الكوليرا في أفغانستان العام 1865 حتى 1956 بعد أن أمم الرئيس المصري جمال عبد الناصر الراحل قناة السويس وحرم بريطانيا من استمرار السيطرة على مقدراتها المالية وبالتالي تسيير رحلات الحج عبر القناة.
– هذه المادة مترجمة من صحيفة Daily Telegraph البريطانية. يمكنك الاطلاع على المادة الأصلية، من خلال الضغط على هذا الرابط.