من منا لم يسمع عن تورط أحد المحيطين به بشراء سيارة مستعملة سيئة دفعته إلى الجنون؟ من منا يجرؤ على خوض التجربة بعد ما سمعه من قصص وحكايات عن سيارات "شيّبت" أصحابها؟ لكن ماذا إذا لم تملك المال الكافي لشراء سيارة جديدة؟
شراء مركبة مستعملة قد لا يكون قراراً خاطئاً بحد ذاته، لكن عليك اتباع النصائح والإرشادات التالية حتى لا تصبح ضحية لضعاف النفوس وتقع في الفخ!
أوراق السيارة
قد تكون الأوراق التي يعرضها البائع مزورة، لذلك يمكنك التأكد من صحتها في إدارة المرور لتعرف تاريخها وصحة بياناتها المسجلة بالدولة .كما يمكنك التأكد إذا كانت السيارة المباعة تابعةً لشركةٍ أو مكتب إيجار سيارات أم مملوكة للبائع بالفعل.
اطلب من البائع أوراق ملكية السيارة الأصلية وكتيب وأوراق الصيانة لمعرفة ما تم بالسيارة من متابعات وإصلاحات.
افحص التابلوه جيداً، إذا لاحظت أن مسامير التابلوه أسفل عجلة القيادة غير مربوطة جيداً، فذلك يشير إلى التلاعب في عدادات ومؤشرات السيارة.
عدّاد السيارة
رغم صعوبة التلاعب في عدادات السيارات الحديثة لتسجيل كيلو مترات أقل، فإن البعض ينجح أحياناً في تغيير أو تعطيل العداد.
يمكنك اكتشاف ذلك إذا لم يتناسب عمر السيارة بالرقم الظاهر في العداد، فالطبيعي أن تقطع السيارة 17-20 ألف كيلومتر في السنة الواحدة، فإذا كان الفارق ملحوظاً، كأن يسجل العداد 20 ألف في خمس سنوات، فهو أمر يثير الشك.
الإطارات الأصلية للسيارة تشير بالتأكيد إلى عمرها، والتي يقدر بنحو 40 ألف كيلومتر في الظروف الطبيعية، فإذا تم تغييرها فهذا يعني أن السيارة عمرها أكثر من 40-50 ألف كيلومتر.
كيف تقدر المسافة التي قطعتها الإطارات؟ باستخدام عملة نقدية ووضعها في فراغ الإطار، إذا انزلقت القطعة النقدية إلى الداخل، فهذا يعني أن افراغ متسع وأن الإطار تجاوز المدة أو المسافة الطبيعية لعمره الافتراضي.
هيكل السيارة الخارجي
بعض الدول تقوم باستيراد قطع غيار وأجزاء السيارات المستعملة من الخارج، لكن بعض ضعاف النفوس يقومون بقص السيارات باهظة الثمن لإدخالها البلاد دون دفع قيمة الضرائب، ومن ثم إعادة تجميعها ولحامها مرة أخرى، وذلك من خلال التلاعب في أوراقها.
هذه أمور قد لا تستطيع اكتشافها إلا من خلال فحص السيارة في مركز صيانة موثوق، مع ضرورة الحصول على تقرير متكامل عن حالة السيارة.
من ناحية أخرى، يهتم البعض بسلامة شكل السيارة الخارجي لأنهم يظنون أن ذلك دليل على عدم تعرض السيارة لأي حادث قوي.
تستطيع فحص صاج السيارة من خلال تمرير اصبعك بخط طولي أو حركة دائرية على الأبواب وغطاء المحرك "الكبوت" والشنطة والسقف، فإذا شعرت بأي تعرجات فهذا دليل على تعرض السيارة إلى حادث حيث تم "سمكرتها".
هناك طريقة أخرى للتأكد من تعرض الصاج "للسمكرة"، وهي الطرق على جسم السيارة في أماكن مختلفة، إذا كان الصوت الصادر مكتوم فهذا يدل على السمكرة، أما إذا أصدر الطرق صدى صوت فهذا دليل على سلامة السيارة.
كذلك افتح جميع الأبواب لأقصى زاوية ممكنة، إذا شعرت بخشونة أو صعوبة في حركة الأبواب فقد يكون ذلك دليل على السمكرة أيضا، ولكن إصدار الأبواب لصوت أثناء فتحها لا يعني أن تعرض السيارة لحادث وإنما يشير إلى احتياج الأبواب إلى التليين ببخاخ أو مادة للتليين تجدها في محلات قطع غيار ومستلزمات السيارات، وغني عن الذكر أن وجود آثار لمعجون "السمكرة" الأحمر دليل على صيانة سيئة للسيارة.
المحرك والحرارة
قم بتشغيل المحرك وانتظر عدة دقائق، دقق في حرارة السيارة وصوتها. إذا كان غير طبيعي، ولاحظت صوت قرقرة عند السير، فهي إما دليل على مشكلة في "سير الماكينة" أو "الطنابير"، أما صوت الصفير البسيط فهو إشارة إلى استهلاك الفرامل وهو أمر بسيط عادة إلا إذا تأخر صاحب السيارة في تغييره.
أما مؤشر الحرارة، فيشير إلى سلامة أداء المحرك والـ "رادياتير"، يمكنك التأكد من حرارة السيارة من خلال الهواء الصادر من "الشكمان" خاصة أن بعض السيارات الحديثة لا يظهر بها مؤشر للحرارة إلا بعد وقوع المحظور أي بعد ارتفاع الحرارة بدرجة خطيرة تظهر علامة تحذيرية في "التابلوه".
افحص الرادياتير من خلال الضغط بقوة عليه، إذا لاحظت قسوة وصلابة شديدة فإنها إشارة إلى ارتفاع حرارة السيارة، وخلل في دورة المياه والرادياتير.
كذلك افحص زيوت السيارة، فإذا وجدت أي ترسبات سوداء أو أن الزيوت نفسها سوداء، فهذا اللون دليل على أداءٍ سيءٍ لمحرك السيارة أو عدم عناية صاحبها بتغيير الزيوت في الموعد الصحيح وهو ما يؤثر أيضا على جودة وسلامة المركبة.
إجمالاً، يفضل ألا تشتري سيارة تم تغيير محركها، ولا تنس تكييف السيارة، فإذا لم يكن شديد البرودة، فإن ذلك يشير إلى تعرض المركبة إلى حادث أفقده كفاءته.