من الشائع أن السفر مع جماعة هو الأمتع والأكثر إثارةً، إلا أن خبراء السفر والترحال لديهم رأي أخر! فعلى سبيل المثال، يقول الصحافي المولع بالسفر مايكل آلان كونيلي إن "السفر بمفردك له متعة خاصة وعديد من الفوائد".
وفي السنوات الأخيرة، ارتفعت أسهم فكرة السفر وحيداً، حيث تعنى شركات السياحة الآن بهذا النوع من السفر، وإليك عشر أسباب تحفزك عليها:
1- خططك ستكون أسهل
عندما تسافر مع مجموعة، فإنك ترتبط بتحركات هذه المجموعة بشكل يجعل من الصعب تحقيق رغباتك الخاصة، لكن عندما تسافر بمفردك فيمكنك حينها أن تفعل ما تشاء حتى لو قمت بتغيير رأيك حول كل خططك في آخر دقائق، بينما لا تستطيع ذلك أثناء السفر الجماعي، نظراً لاختلاف مسار الرحلة وميزانيات السفر والاهتمامات بينك وبين من يرافقك.
2- أنت والعالم
لحسن الحظ، فإن السفر وحيداً يوفر لك قضاء بعض الوقت مع نفسك بدون إزعاج من أي أحد. سيمنحك السفر بمفردك فرصة للتفكر في الحياة والتمتع بتأملاتك الشخصية.
إن بعض الأشخاص لديهم نفور طبيعي من فعل الأشياء بشكل فردي، لكن أن تعطي لنفسك وقت خاص بك، هو هدية ذات نكهة خاصة.
كما أن بقاءك وحدك لمدة سيعلمك أكثر عن نفسك، مقارنةً بوجودك في حياتك الروتينية اليومية، بالإضافة إلى أن السفر وحيداً سيطور من ذاتك تلقائياً، حيث ستتعامل مع شخصيات وألسنة جديدة بطرق مختلفة عما كان في السابق.
3- أنت سيد تجوالك
لا شك في أنك إذا حاولت وضع خط سير لرحلتك بالمشاركة مع مجموعة من الأشخاص، فإنك ستواجه متاعب وعراقيل كثيرة، بما في ذلك من أمور تتعلق بالمأكل وخط سير الرحلة، وهو ما يجعل من أمر التخطيط للرحلة مع مجموعة من الأشخاص درس في التسوية والتفاوض.
في المقابل، لماذا لا تقوم باستغلال وقتك ومالك في تحقيق أمانيك وأحلامك الخاصة دون تدخل أحد، سواء أنفقت مالك على رحلة لمدة ثلاث أيام على إحدى الشواطئ، أو زرت عشرة متاحف في نهاية الأسبوع.
لن يستطيع أحد أن يعترض على سير رحلتك ما دمت وحدك لأنك ستفعل ما تشاء وقت ما تحب.
4- ستتعرف على أصدقاء جدد
إحدى أكبر روائع السفر الفردي، هو الخوف من الإحساس بالوحدة، وفي الحقيقة يمكنك تفادي هذا الإحساس إذا أخذت القرارات الصائبة.
فعلى سبيل المثال، فيما يخص الوجبات، يمكنك الذهاب إلى أماكن تتيح لك التفاعل مع الموجودين هناك، حيث بإمكانك تجاهل المطاعم والذهاب إلى بائعي الطعام في الشارع أو محلات البقالة.
وإذا أردت التعرف على السكان المحليين، يمكنك اختيار المقاهي التي تتناسب مع ذوقياتك وأن تشاركهم الحديث والتعرف على لغاتهم.
5- خبراتك ستكون ذات معنى
هناك فوائد للسفر مع الأصدقاء والعائلة، لكنهم من الممكن أن يكونوا سببًا في إلهائك عن وجهتك التي تقصدها. وسواءً قمت بمعرفة صديق أجنبي جديد أو قمت باكتشاف متحفك المفضل، فإن الخبرة التي ستكتسبها عندما تسافر وحيداً ستكون أكثر عمقاً وستدوم ذكرياتك أطول.
فعندما تسافر برفقة آخرين، ستكون الرحلة كلها منصبة حول تجاربك المشتركة معهم، مما يعد أمراً جيدا في بعض الحالات، لكن ليس على وجه دائم.
ففي حال كنت تريد أجازة تنصب حول قضاء وقت ممتع مع شخص تعرفه، يمكنك السفر معه بكل تأكيد، لكن إذا كنت تبحث عن تواصل مع أماكن وأشخاص جدد، فيفضل أن تسافر وحيداً.
6- ثقتك بنفسك ستزيد
إن كنت لا تزال متوتراً وتشعر بالقلق حيال رحلة فردية، ففي النهاية لا يوجد شئ يكسبك الثقة أكثر من التعامل مع العالم الخارجي بنفسك، كأن تتكلم اللغة البريطانية الدارجة وكأن تكوّن صداقات جديدة مع أناس في هونغ كونغ، وأن تتكلم مع الفلاحين في فيرمونت.
هذه بعض المكافآت أو المغامرات التي تستطيع الحصول عليها إذا سافرت بمفردك، وفي الغالب لن تستطيع الحصول عليها في حال سافرت برفقة مجموعة.
لهذا كلما سافرت وحيداً، كلما شعرت بالحرية أكثر، وستستطيع أن تتجاوز أي عراقيل تواجهك.
ستستطيع مثلاً أن تتجاوز مشكلة أن قائمة الطعام في بانكوك ليست بالإنكليزية، هل أضرب عمال النقل في فرنسا، لا مشكلة أيضاً. لذا كلما شعرت بالثقة أثناء سفرك وحيداً، كلما شعرت بالثقة أكثر في وطنك.
7- ستتمرس على السفر
يساعدك السفر بمفردك على التعرف على الناس والأماكن بشكل أفضل، ما يجعلك إنساناً متعاطفاً مع من حولك أكثر من ذي قبل. فكونك مسافراً، فإن من شأن السفر أن يغير طريقتك في التعامل مع الناس بصورة تلقائية.
من شأن السفر أن ينمي فيك روح الاستكشاف، حيث ستسعى إلى أن تتعرف على محيطك، كما ستتعلم الكثير بمفردك.
8- ميزانيتك ستكفيك
عندما يتعلق الأمر بميزانية الرحلة، فإن هناك تفاوتاً بين أفراد المجموعة الواحدة، حتى لو كانا زوجين أو صديقين.
فلكلٍ أسلوبه الخاص في تحديد ميزانيته، حتى أنت سيختلف مقدار إنفاقك من رحلة إلى أخرى، لكن في النهاية يعتبر السفر وحيداً أسهل كثيراً لأنك ستتحكم بميزانيتك وطرق ومقدار إنفاقك.
9- في النهاية ستشعر بالارتياح
لا شك أنك إذا سافرت على الأقل مع شخص، ستواجه مستوى ما من خيبة الأمل. فربما لن يمكنكما أن تجدا مطعماً محدداً، أو أن رفيقك لم يحفظ بعض الجمل التي ستساعدكما في التعامل أثناء تجولكما في شوارع مدينة أجنبية. ستظهر المشاكل بشكل ما دام الناس يسافرون برفقة آخرين.
عندما تسافر وحدك، سيكون همك الشاغل هو كيف تبقي نفسك سعيداً. فلا أحد يستطيع لومك لأنك قضيت وقتاً أطول في زيارة المتحف أو لأنك استغرقت في النوم لفترة أطول، أو لأنك تقضي الكثير من الوقت في الجلوس على المقاهي، لذا أنت الحكم في رحلتك.
وبسفرك وحيداً، ستبقي رحلتك خالية من الدراما، ما يجعلك تشعر بالسعادة والرضا تجاه رحلتك.
10- ستجد الإجابة عن السؤال المهم
إذا لم تسافر وحدك بسبب هذا الهاجس، "ماذا عساني أن أفعل بمفردي؟"، فيفضل أن تأخد رحلة بمفردك على الفور. فبالإضافة إلى كل ما ذكر في الأعلى، ستستطيع القراءة، وخوض مغامرات جديدة. ستنام بشكل جيد، ستأكل أشياءًا جديدة، ستكتشف أحياء جديدة، ستتعلم لغات جديدة، ستفكر في رحلاتك القادمة، ستتكلم مع غرباء، ستشتري ملابس جديدة، ستتعلم أكثر حول التاريخ والثقافة، ستذهب إلى حفلات، ستتجول وسط الحدائق والمتنزهات، وستكتشف المدن.
بالإضافة إلى هذا، يمكنك في الحقيقة فعل الكثير عندما تسافر وحيداً، ما سيدفعك للتساؤل: كيف كنت تسافر مع آخرين في السابق ؟!
– تم ترجمة هذا الموضوع من النسخة الأميركية لـ HuffPost. يمكنك الاطلاع على الموضوع الأصلي عبر الضغط على هذا الرابط.