يعتبر المايونيز من الإضافات الغذائية التي تجد لها مكاناً دائماً على الطاولات في مختلف أنحاء العالم، إلا أن الكثيرين قد لا يعرفون الكثير عنه. في هذا التقرير سنسلط الضوء على المايونيز، تلك الصلصة الشهيرة التي تتميز بنكهتها الغنية وملمسها الناعم.
سنتعمق في بحث فوائده والأضرار المحتملة لاستهلاكه، وكذلك كيفية تخزينه بطريقة تحفظ جودته لأطول فترة ممكنة. بالإضافة إلى ذلك، سنوجه انتباهكم إلى أفضل أنواع الزيوت التي يتم استخدامها في صناعة المايونيز لتتمكنوا من اختيار الأنواع الأفضل والأكثر فائدة.
ما هو المايونيز؟ وهل يسبب التسمم؟
المايونيز، هذا الخليط الكريمي المكون من الزيت وصفار البيض والخل أو عصير الليمون والتوابل، يحمل تاريخاً غنياً بالتقاليد الفرنسية والإسبانية. حسب موقع "backthenhistory" يعتقد أن أصول المايونيز تعود إلى القرن الثامن عشر، حيث يُقال إنه تم ابتكاره بواسطة طاهٍ فرنسي خلال حرب السنوات السبع، أو ربما في إسبانيا تحت اسم "سالسا ماهونيسا".
سرعان ما نالت هذه الصلصة شعبية في أوروبا ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث أصبح جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الغذائية الأمريكية.
تاريخياً، استُخدم زيت الزيتون في تحضير هذه الأخيرة، وذلك نظراً لتوفره وأهميته في المطبخ المتوسطي. ومع تطور الإنتاج التجاري للمايونيز، بدأ استخدام زيوت نباتية أخرى مثل زيت عباد الشمس أو الكانولا، وذلك لنكهتها الأخف وتكلفتها المنخفضة مقارنة بزيت الزيتون.
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن المايونيز قد يكون مصدراً للتسمم الغذائي، فإن الحقيقة هي أن الخل أو عصير الليمون المستخدم فيه يعمل كمانع لنمو البكتيريا. غالباً ما يكون السبب الحقيقي وراء التسمم الغذائي هو اللحوم أو الدواجن أو الأسماك التي تُترك خارج الثلاجة لفترات طويلة، وليس المايونيز نفسه.
باكتيريا السالمونيلا
القلق بشأن وجود بكتيريا في المايونيز المصنوع في المنزل أو المطاعم يعود إلى استخدام صفار البيض الطازج غير المبستر، وهو ما قد يزيد من فرص تواجد بكتيريا السالمونيلا. بينما يُصنع المايونيز التجاري عادة من البيض المبستر، ما يجعله أكثر أماناً نظراً للعمليات التي يخضع لها والتي تضمن القضاء على البكتيريا المحتملة.
إضافة الخل أو عصير الليمون، اللذين يعملان كمواد حافظة طبيعية بفضل خصائصهما الحمضية، يساعد في منع نمو البكتيريا بشكل فعال. ومع ذلك، وفقاً لدراسة أُجريت عام 2012، قد لا يزال المايونيز المصنوع يدوياً يحتوي على بكتيريا السالمونيلا حتى مع إضافة هذه المواد الحمضية، وذلك يعود لعدم كفاية مستويات الحموضة في بعض الأحيان لقتل جميع البكتيريا.
لهذا السبب، يُنصح ببسترة البيض المستخدم في صنع المايونيز المنزلي عبر تعريضه لدرجة حرارة 60 درجة مئوية (140 فهرنهايت) لمدة ثلاث دقائق لضمان الأمان الغذائي. دائماً ما يُوصى باتباع إرشادات سلامة الغذاء العامة، مثل عدم ترك الأطعمة التي تحتوي على المايونيز خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين. أخيراً، يجب تخزين عبوات المايونيز التجارية المفتوحة في الثلاجة والتخلص منها بعد شهرين من الفتح لضمان جودتها وسلامتها.
فوائد المايونيز الصحية
حسب موقع "very well fit" الأمريكي تعتبر هذه الصلصة مصدراً جيداً لعدة فوائد صحية، خاصة عندما يتم إعداده باستخدام زيوت صحية مثل زيت الزيتون أو الكانولا. إليك بعض الفوائد المهمة:
- غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية: المايونيز المصنوع من زيوت مثل زيت الزيتون أو الكانولا يحتوي على أحماض أوميغا 3، والتي تعد مفيدة لصحة القلب.
- مصدر للفيتامينات: تحتوي هذه الأخيرة على فيتامين E وفيتامين K، حيث يساعد فيتامين E في حماية الخلايا من التلف، بينما يلعب فيتامين K دوراً هاماً في عملية تخثر الدم.
- يوفر الكولين: صفار البيض الموجود فيها يعد مصدراً غنياً بالكولين، وهو ضروري لوظائف الدماغ والجهاز العصبي.
- يعزز امتصاص العناصر الغذائية: الدهون الصحية تساعد الجسم على امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون من الأطعمة الأخرى.
- يدعم صحة العين: صفار البيض يحتوي على اللوتين والزياكسانثين، وهما من مضادات الأكسدة التي تحمي العين من الأمراض المرتبطة بالعمر.
تلك الفوائد تجعل المايونيز، عند استهلاكه باعتدال، إضافة مغذية لنظامك الغذائي. ومع ذلك، يجب أن تكون حذراً بشأن الكميات المستهلكة نظراً لمحتواه العالي من السعرات الحرارية والدهون. استخدام هذه الأخيرة بشكل معتدل هو المفتاح للحصول على فوائده دون الإفراط في السعرات الحرارية.
أضرار المايونيز
المايونيز قد يشكل خطورة صحية عند استهلاكه بكثرة، وذلك بسبب عدة عوامل تتعلق بمحتواه العالي من السعرات الحرارية والدهون. ومن أبرز المخاطر المرتبطة باستهلاك المايونيز ما يلي:
- ارتفاع السعرات الحرارية والدهون: يحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن إذا لم يتم الانتباه للكميات المستهلكة. خاصةً أن ملعقة واحدة من المايونيز تحتوي على حوالي 90 إلى 100 سعرة حرارية.
- الدهون المشبعة والترانس: بعض أنواع المايونيز، خاصة تلك المصنوعة من زيوت مثل زيت الصويا، قد تحتوي على دهون مشبعة ودهون ترانس التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- المواد الحافظة والإضافات: العديد من أنواع المايونيز التجارية تحتوي على مواد حافظة أو إضافات قد تسبب الالتهابات وتؤثر سلباً على صحة الجهاز الهضمي. يُنصح بقراءة المكونات بعناية واختيار الأنواع التي تحتوي على مكونات طبيعية وبسيطة لتقليل المخاطر المحتملة.
- السكريات والصوديوم: يمكن أن يحتوي هذا الأخير أيضاً على مستويات عالية من السكريات المضافة والصوديوم، والتي قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل صحية أخرى.
للحد من المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك المايونيز، يُنصح بالتحكم في الكميات المستهلكة واختيار الأنواع التي تُصنع من زيوت صحية مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو والتي تكون خالية من الدهون المتحولة والسكريات المضافة. وفي حال كنت تفضل صنع المايونيز في المنزل، يُمكنك التحكم بشكل أكبر في المكونات المستخدمة وتقديم خيار أكثر صحية.
ما أفضل أنواع الزيوت المستخدمة؟ وهل هي صحية؟
يعكس توازناً بين الجوانب الصحية وغير الصحية؛ فهو يحتوي على دهون مفيدة مثل الأوميغا 3 الناتجة عن استخدام زيوت صحية، وكذلك يوفر المواد المغذية من صفار البيض مثل فيتامين E والكولين الضروريين لصحة القلب والدماغ. ومع ذلك، يمكن أن تكون أيضاً مصدراً للسعرات الحرارية العالية والدهون المشبعة التي قد تساهم في زيادة الوزن ومشاكل القلب إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة.
النوع التجاري منه غالباً ما يصنع من زيت الصويا، الذي يحتوي على نسبة عالية من دهون أوميغا 6، والتي قد تسبب الالتهاب إذا تم استهلاكها بكثرة دون توازن مع دهون أوميغا 3. زيت الكانولا، الذي يستخدم أيضاً في صناعة هذه الصلصة التجاري، يحتوي على نسبة أقل من أوميغا 6 مقارنة بزيت الصويا، ما يجعله خياراً أفضل نسبياً.
مع ذلك، عند تحضيرها في المنزل، يمكنك السيطرة على نوعية الزيوت المستخدمة، حيث يوصى باستخدام زيوت صحية -مثل زيت الزيتون أو زيت الأفوكادو- لا تحتوي على دهون مشبعة وتقدم فوائد صحية أكبر، مثل دعم صحة القلب وتقليل الالتهاب.
صنع المايونيز في المنزل والطريقة الآمنة ذلك
عند تحضيرها في المنزل أو المطعم، يُستخدم البيض النيء تقليدياً مع المكونات المستحلبة مثل الزيت والحامض (مثل الخل أو عصير الليمون). على الرغم من فوائد هذا المزيج الغذائي، يمكن أن يشكل استخدام البيض النيء خطراً صحياً بسبب احتمال تلوثه ببكتيريا السالمونيلا.
لتقليل مخاطر الأمراض المنقولة بالأغذية المرتبطة بالمايونيز المصنوع في المنزل، اتبعي هذه النصائح:
- استخدام البيض الطازج وعالي الجودة: تأكد من استخدام بيض طازج ومخزن بشكل سليم، وابحث عن البيض الذي لا توجد به تشققات أو عيوب.
- بسترة البيض: يمكن لبسترة البيض أن تساعد في القضاء على البكتيريا. يتم ذلك عن طريق تسخين البيض مع الحمض (الخل أو عصير الليمون) برفق في غلاية مزدوجة أو باستخدام حمام مائي مع التحكم في درجة الحرارة حتى تصل إلى 160 درجة فهرنهايت (71 درجة مئوية)، وهذه الطريقة فعالة في القضاء على البكتيريا المحتملة.
- استخدام أدوات ومعدات نظيفة: ضمان استخدام أواني وأدوات نظيفة وخالية من أية ملوثات محتملة يساعد في تجنب التلوث العرضي.
- التبريد الفوري: بمجرد تحضير المايونيز، يجب تبريده فوراً في وعاء محكم الغلق وتخزينه في الثلاجة. يُنصح باستهلاك المايونيز المصنوع في المنزل خلال أيام قليلة لضمان سلامته.