عندما يحل شهر رمضان المبارك تحدث تغييرات كثيرة في نمط الحياة والتغذية، الشيء الذي قد يؤثر بشكل كبير على صحة الفرد، خصوصاً خلال الأيام الأولى، ما يؤدي إلى صداع الصيام.
إذ إن مشكلة الصداع تعد من بين المشكلات الشائعة خلال الشهر الفضيل، والتي تنتج عن عدة عوامل، منها التغييرات في نمط النوم والتغذية، وارتفاع درجات الحرارة.
في هذا السياق يأتي دور الوعي والتثقيف حول طرق التعامل مع هذه المشكلة الصحية الشائعة خلال شهر الصيام.
إذ يعد فهم أسباب الصداع خلال فترة الصيام واستشارة الخبراء الصحيين أموراً أساسية للحفاظ على صحة وراحة الفرد الصائم.
لكن بعيداً عن الاستشارة الطبية هناك بعض الخطوات البسيطة، التي يمكن من خلالها تفادي صداع الصيام، والتمكن من إكمال اليوم بشكل صحي دون تأثيرات صحية، لنتعرف عليها.
النوم الجيد والقيلولة
خلال شهر رمضان تصبح مواعيد النوم غير منضبطة، وذلك بسبب مواعيد الأكل المختلفة، وضرورة الاستيقاظ قبل أذان الفجر من أجل تناول وجبة السحور والصلاة.
ومع أن البعض يتمكن من تعويض الساعات الضائعة منه بالليل في ساعات الصباح الأولى، فإنه بالرغم من ذلك لا يكون النوم بنفس الجودة، الشيء الذي يؤدي إلى صداع الصيام خلال اليوم.
ومن أجل تفادي هذه المشكلة يُنصح بالنوم المبكر بعد صلاة العشاء على سبيل المثال، الشيء الذي يجعل الجسم يستفيد من فترة النوم قبل الاستيقاظ من أجل السحور.
وفي حال استمر الصداع خلال اليوم فإن الطريقة التي قد تساعد على الحد منه هي النوم لفترة بسيطة، قد تكون ساعة كافية جداً، إذ إن القيلولة تساعد على الاسترخاء، الشيء الذي يقلل من الصداع حتى ولو بنسبة قليلة.
تدليك الرأس
تدليك الرأس بشكل عام يساعد في التخفيف من آلام الصداع خلال الأيام العادية، الشيء الذي يجعله مفيداً من أجل تقليل حدته خلال ساعات الصيام.
إذ إن التدليك ينشط الدورة الدموية، ويعزز تدفق الدم بصورة طبيعية إلى الرأس، الشيء الذي يؤدي إلى تقليل الآلام.
يمكن استعمال أحد الزيوت الطبيعية التي تساعد على الاسترخاء خلال التدليك، أو الاكتفاء ببعض الحركات الضاغطة على الرأس بالأصابع، أو حتى استعمال بعض الآلات المخصصة لذلك، وهنا يكون الشخص قد تخلص من صداع الصيام.
ممارسة تمارين التأمل واليوغا
تمارين اليوغا والتأمل ليست أول ما يمكن أن يخطر على بال الفرد خلال شهر رمضان، خصوصاً وسط الأشغال العديدة التي يجب عليه الانتهاء منها قبل موعد الإفطار، إلا أنها تعتبر مناسبةً جداً من أجل التخفيف من آلام الصداع الناجم عن الصيام.
إذ إن ممارسة تمرينات التأمل أو اليوغا تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتدفق الدم عبر الشرايين إلى المخ، الشيء الذي يُسهم في تقليل الألم.
خاصةً أن هذه التمارين تعتمد على عدة حركات مفيدة، من بينها مدّ الرقبة برفق، والتنفس ببطء لتعزيز تدفق الدم للدماغ.
استعمال الماء البارد أو الدافئ
عندما يكون الشخص يعاني من صداع الصيام، يمكن أن يشعر وكأنه يعاني من أعراض الحمى مثل ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها.
إذ إن هذا الشعور يكون بسبب الالتهاب الذي ينتج عن عدم دخول السوائل إلى الجسم، لتكون الطريقة المساعدة على التقليل من هذا الصداع هي تعريض الرأس للماء، سواء البارد أو الدافئ خلال اليوم.
فبعد سكب الماء البارد أو الدافئ على الرأس تتباطأ الأعصاب المسؤولة عن نقل رسائل الألم إلى المخ، كما أنه يسهم في تضييق الأوعية الدموية، الشيء الذي يحد من صداع الصيام.
وفي حال كان الصداع ناتجاً عن تشنج العضلات يمكن استعمال كمّادات الماء الدافئ إلى أن يخف أو يختفي الشعور بالآلام.
شرب كميات كافية من الماء
لا شك أنه خلال ساعات الصيام الطويلة يفتقد الجسم للترطيب، الشيء الذي يزيد من حدة الأعراض الصحية التي يعاني منها الصائم، من أبرزها الصداع.
لهذا دائماً ما ينصح الأطباء وخبراء التغذية بشرب كميات كافية من الماء منذ الإفطار وحتى السحور، الشيء الذي يساعد الجسم على تخزين ما يكفيه للترطيب خلال اليوم الموالي.
إذ إن الطريقة الصحيحة لشرب الماء في هذه الحالة هي إكمال لترين بمعدل كوب واحد من الحجم الكبير كل ساعتين.
نصائح أخرى للحد من صداع الصيام
يمكن اعتماد بعض الطرق الأخرى من أجل تفادي صداع الصيام خلال شهر رمضان، من بينها تناول بعض الأدوية الموصوفة من طرف الطبيب قبل بدء ساعات الصوم.
فيما يمكن تناول الأغذية الغنية بالألياف والفيتامينات، لأن الأطعمة الصحية تساعد الجسم على البقاء بحالة جيدة، حتى خلال اليوم.
يمكن كذلك الابتعاد عن الأماكن الصاخبة والضوضاء، في حال كان هذا الأمر ممكناً، الشيء الذي يساعد على الاسترخاء الذي يساعد على التخلص من الآلام.