على الرغم مما قد يعتقده المرء، فالكثير من الناجين من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، ربما سيكونون أقل سعادة مما قد نتخيل. والسبب حالة نفسية تسمى "عقدة الناجي" أو "ذنب الناجي"،
والتي يمكن أن تؤدي بهم إلى مشاعر سلبية وتوتر وإحباط، وحتى أعراض مثل التقيؤ المستمر والاكتئاب والشعور بالدوار.
3 أسباب للشعور بـ"عقدة الناجي"
بعد حدوث الكوارث الكبيرة، أو الحروب أو حتى حوادث السيارات التي قد تؤدي لخسائر بالأرواح يمكن أن يعاني البعض من شعور بالذنب، كونه نجا من حدث لم ينجُ منه الآخرون، وما يسببه من مشاكل نفسية.
وقد يشعر البعض بالذنب حيال البقاء على قيد الحياة. إذا بقي آمناً وسليماً أثناء معاناة الآخرين، فقد يشعرون كما لو أنهم لا يستحقون ذلك، ويجب أن يلحق بهم الأذى أيضاً.
وفي حين أنها تعتبر حالة مستقلة، إلا أن أخصائيي الصحة العقلية يعتبرون "ذنب الناجي" من الأعراض المهمة لحالة "اضطراب ما بعد الصدمة"، لكنها قد تحدث للأسباب التالية..
1- قد تحدث بسبب تفكير الشخص حيال ما "كان عليه" فعله، والشعور بالندم على أنه لم يفعل ما يكفي لمنع وقوع المأساة. والاعتقاد بأنه كان يجب عليه بذل جهد أكبر لتجنب أو إصلاح الموقف.
2- قد يكون الشعور بعقدة الناجي مضاعفاً بسبب مشاعر الفشل، إذا حاول إنقاذ شخص ما ولكنه لم ينجح في ذلك، وهو ما قد يحدث مع فرق الإنقاذ والمسعفين.
3- الشعور بالذنب بسبب رد فعل طبيعي في لحظة ما مثل الهرب من الخطر وترك أشخاص خلفك قد لا يكون حظهم كبيراً في النجاة. أو دفع الناس بعيداً عن طريق الهروب من كارثة وشيكة. وبالمثل، قد تشعر بالذنب لتجربة فرصة البحث عن الأمان والملاذ عندما يكون أحباؤك في خطر.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للمعاناة من "ذنب الناجي"؟
- الجنود والأفراد في الصراع العسكري.
- عند العمل كرجل إطفاء أو ضابط شرطة أو فني طب الطوارئ أو المسعفين.
- بعد أن شهد كارثة طبيعية.
- بعد مشاهدة إطلاق نار جماعي أو غيره من أعمال العنف.
- عندما يتعرض أحد الإخوة أو الأبوين للإساءة.
- عندما يتلقى أحد أفراد أسرته تشخيصاً بحالة طبية تهدد الحياة، مثل السرطان.
- إذا حافظت على وظيفتك أو حافظت على صحتك أو ازدهرت بطريقة أخرى أثناء فقدان زملائك وأصدقائك لوظائفهم.
أعراض "عقدة الناجي" أو "ذنب الناجي" قد تؤدي للإدمان
تشمل أعراض ذنب الناجي الشعور بعدم الجدارة أو الارتباك أو حتى التردد بشأن الاستمرار في الحياة. والعزلة هي موضوع مشترك لمن يعانون من عقدة الناجي. وحتى أعراض جسدية مثل الغثيان والتقيؤ والدوار. هذه المشاعر والسلوكيات تؤدي أحياناً بالبعض لسلوكيات مدمرة مثل إدمان المخدرات أو الكحول.
- تكرر ذكريات الحادثة أو المأساة.
- الأفكار الوسواسية.
- الأرق والكوابيس ومشاكل النوم الأخرى.
- تغييرات مفاجئة في المزاج.
- صعوبة في التركيز.
- الغضب أو الانفعال أو الارتباك أو الخوف.
- فقدان الدافع.
- عدم الاهتمام بالأشياء التي تستمتع بها عادة.
- الشعور بالانفصال أو الانعزال عن الآخرين.
- رغبة متزايدة في عزل نفسك.
- مشاعر اليأس.
- أفكار انتحارية.
- الأعراض الجسدية، مثل الغثيان وتوتر الجسم والألم أو تغيرات في الشهية.
تصرفات بسيطة للتخلص من عقدة الناجي بنفسه
يمكن لبعض التصرفات أن تعزز التركيز على اللحظة الحالية، مما يجعل من السهل التخلص من الأفكار المزعجة والتفكير بلحظة المأساة أو الكارثة التي تسبب الشعور بـ"عقدة الناجي" مثل:
المشي وتركيز انتباهك على ما تراه وتسمعه وتشعر به.
لوِّن أو ارسم أو خربش.
جرب تقنية "استرخاء العضلات التدريجي" من أجل التخلص من القلق. تعتمد هذه التقنية على شد عضلاتك وإرخائها لمدة 5 أو 10 ثوانٍ لكل واحدة، انطلاقاً من أصابع قدميك، ثم عضلات ربلة الساق، وعضلات الفخذ، واستمر في التقدم للأعلى.
ابدأ بشد أصابع قدمك للأسفل وشد عضلات قدمك لبضع ثوانٍ، قبل أن تقوم ببطء بإرخاء تلك العضلات، افعل الشيء نفسه مع عضلات ربلة ساقيك، ثم الجزء العلوي من ساقيك، وجذعك، وصدرك وبطنك، وكتفيك ورقبتك، حتى أعلى رأسك.
وإذا كانت تلك العملية معقدة بالنسبة لك فما عليك سوى التركيز على قبضة يدك، أو حتى الوقوف في باب الغرفة والضغط على الإطار.
أو يمكنك تجريب هذه الأنشطة لتساعدك على تخفيف التوتر والتخلص من القلق، وفي بعض الأحيان من الأفضل البحث عن العناية الطبية المتخصصة، في حال كانت الأعراض قوية وتدخل ضمن حالة الاكتئاب.