الخروب هو أحد البدائل الصحية للحلوى والشكولاتة بسبب التركيز العالي للسكريات الصحية به. وهو عبارة عن شجرة تنمو في مختلف دول العالم اليوم، ولها ثمار تشبه القرون اليابسة باللون البني.
كان الإغريق القدماء أول من زرع أشجار الخروب، التي تزرع الآن في جميع أنحاء العالم، بداية من الهند والشرق الأوسط، وصولاً إلى أمريكا وأستراليا.
استخدامات صحية متعددة
يتم استخدام السكر الذي تنتجه هذه الفاكهة البنية في العديد من الأطعمة والمشروبات، ومن بينها تحضير سائل كثيف وغني يشبه العسل الأسود، ويُدعى دبس الخروب.
تعود الفوائد الصحية للخروب والدبس المركز المُعدّ منه إلى خصائص الثمرة الغذائية الغنية بالمواد والمركبات الصحية، لذلك يكتسب الخروب شعبية كبيرة بسبب استخداماته العلاجية، وقد دخل في ممارسات الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب في علاج الكثير من الحالات.
وبحسب موقع WebMD للصحة والطب، يمكن أن يساعد تناول دبس الخروب أو مسحوق الثمار المطحون في علاج العديد من الحالات الصحية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي كالإسهال، والتحكم في مستويات السكر في الدم، وغيرها الكثير.
في هذا التقرير نستعرض الفوائد الصحية المختلفة لدبس الخروب، وقيمته الغذائية، وطرق تناوله وإعداده في المنزل.
القيمة الغذائية لدبس الخروب
يعتبر الدبس، المصنوع غالباً من السكر الكثيف، سائلاً داكناً يضيف نكهة مميزة من الكراميل إلى الأطعمة التي يُستخدم فيها، أو يعمل كبديل صحي للسكر.
ونظراً لغنى الخروب بالسكريات العالية، فإنه يدخل في إعداد الدبس الصحي الغني بالمواد الغذائية والمذاق القوي.
تحتوي ملعقة كبيرة من دبس الخروب على 4% من القيمة اليومية الموصى بها للجسم من الكالسيوم، و5% من القيمة اليومية للحديد.
وعلى الرغم من أنه ليس مصدراً أساسياً لأي من المغذيات الضرورية، إلا أن دبس الخروب يمكن أن يزيد من معدلات الكالسيوم والحديد في الجسم.
إذ يُعد الحصول على كمية كافية من الكالسيوم في نظامك الغذائي أمراً مهماً لصحة العظام، بينما يعمل الحديد على مد الجسم بالأوكسجين الضروري للعمل بكفاءة.
فعال في زيادة الطاقة
جميع السعرات الحرارية في كل من الخروب ودبس الخروب المركَّز تأتي من الكربوهيدرات الصحية فيه. إذ تحتوي ملعقة واحدة من الدبس على 60 سعراً حرارياً، و14 غراماً من الكربوهيدرات.
لصحة جسم جيدة، يشير موقع Livestrong للصحة والطب، إلى أنه يجب الحصول على ما يتراوح بين 45% إلى 65% من السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات.
إذ تحتاج إلى المزيد من الكربوهيدرات في نظامك الغذائي لأنها مصدر الطاقة المفضل للجسم، وخاصة الجهاز العصبي الذي يشمل العقل.
وكنوع من السكر يتم امتصاص الكربوهيدرات من الأطعمة مثل دبس الخروب بسهولة، الذي يعمل كمصدر سريع للطاقة، خاصة للاعبي الرياضات البدنية وقبل ممارسة التمارين.
ومع ذلك، من الضروري استشارة الطبيب المتخصص قبل تناول الخروب كمكمل غذائي أو كبديل عن النظام الغذائي المتوازن.
دبس الخروب لمشاكل الجهاز الهضمي
قد يرغب الأشخاص الذين يعانون من مشاكل المعدة والجهاز الهضمي في تناول دبس الخروب لما له من فوائد صحية في هذا الشأن.
إذ يختلف عفص الخروب، وهي مركبات غذائية توجد في النبات تعطيه المذاق المر، تختلف عن العفص النباتي العادي؛ إذ عادة ما يذوب نبات العفص العادي في الماء ويمنع الهضم في المعدة، لكن العفص لا يفعل ذلك في دبس الخروب.
بدلاً من ذلك، يتمتع عفص الخروب بتأثير تجفيف على الجهاز الهضمي؛ ما يساعد على معالجة السموم ومنع نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء.
كما تساعد السكريات الطبيعية في دبس الخروب أيضاً على زيادة سماكة البراز الرخو، وعلاج الإسهال.
تشير الأبحاث، وفقاً لموقع Healthline، إلى أن عصير الخروب يمكن أن يكون طريقة آمنة وفعالة لعلاج الإسهال لدى الأطفال الصغار والبالغين دون أن يتداخل مع أي شيء آخر.
فعال لمرضى السكري
لطالما تم استخدام دبس الخروب في الطب التقليدي كعامل قوي مضاد لمرض السكري؛ إذ يمكن للألياف القابلة للذوبان في صمغ بذور الخروب أن تغير بنية الكربوهيدرات أثناء الهضم.
كذلك تقلل الألياف الموجودة في الخروب من معدل تدهور الكربوهيدرات وتتحكم في مستويات الجلوكوز في الدم، بحسب مجلة Peer للأبحاث العلمية.
من الآليات الكامنة وراء هذه الخاصية المضادة لمرض السكر أن الخروب يمكن أن يثبط عنصريْ α-amylase وα-glucosidase في الجسم، المسؤوليْن عن استقلاب الكربوهيدرات.
كذلك يحتوي لب الفاكهة أيضاً على مركبات الفلافونويد والعفص ومضادات الأكسدة الأخرى. والتي تحمي خلايا البنكرياس من الأكسدة وتتحكم في شدة مرض المناعة الذاتية.
كذلك يدعي البعض أن لب الخروب المستخدم في صناعة الدبس يمكن أن يزيد من حساسية الأنسولين في الجسم. ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم هذا الادعاء.
مع ذلك، يمكن لفاكهة الخروب ودبس الخروب المركز بكميات معتدلة أن يساعدا في تنظيم ارتفاع السكر في الدم وتحسين تحمل الجلوكوز.
وبشكل عام، يُعد الدبس بديلاً صحياً عند الاستخدام في تحلية الطعام والمشروبات، على ألا يتم الإفراط في تناوله لكي لا يأتي بنتائج عكسية تتمثل في رفع مستوى السكر في الدم.