وجدت دراسة بحثية جديدة أنَّ نبتة شائعة في غرب إفريقيا تعمل بمثابة علاج لمرض فقر الدم المنجلي، حسبما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، السبت 9 يوليو/تموز 2022.
وقد عزل العلماء بجامعة آبيريستويث البريطانية مادة كيميائية من نبتة "الكورنيا كودريفوليا" (Alchornea cordifolia)، والمعروفة أيضاً باسم "شجيرة عيد الميلاد"، يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض المرض المؤلم والمهدد للحياة الذي يعاني منه 15 ألف شخص في المملكة المتحدة وحدها.
مستخدمة كعلاج منذ سنوات
بدورها، أجرت د. أولايمي أدينيي، وهي باحثة بالجامعة وتعاني هي نفسها من المرض، مقابلات مع معالجين تقليديين من جنوب غربي نيجيريا، قالوا إنَّ النبتة استُخدِمَت كعلاج منذ سنوات.
ولفتت إلى أن هذه النبتة يمكن سحقها يدوياً أو مزجها، ويمكن أيضاً غليها في صورة شاي.
وقالت د. أدينيي إنَّ البحث أظهر أنَّ "الكيرسيترن"، وهو المكون النشط في النبتة، يمكن أن يمنع ويعالج عملية "التمنجل" التي يسببه المرض.
وأضافت: "هذا البحث يكتسي أهمية خاصة لأنَّ الكثير جداً من المصابين بمرض فقر الدم المنجلي يعيشون تحت خط الفقر ولا يمكنهم الحصول على الدواء. تنمو النبتة في صورة شجيرات وتسهل زراعتها نسبياً في الأراضي الخصبة، كل ما تحتاجونه هي البذور".
وتابعت: "من المهم للغاية أن يعرف الناس في البلدان المتأثرة، وإفريقيا على وجه الخصوص، بأنَّ فوائد النبتة قد أُثبِتَت علمياً الآن. تُظهِر نتائجنا أنَّ هذا علاج له أسس علمية راسخة، وليس فقط نفسية".
بديل للعلاجات باهظة الثمن
وتُعَد العلاجات الحالية باهظة التكلفة، وينطوي بعضها على نقل الدم. ولا يمكن علاج المرض إلا عن طريق زرع الخلايا الجذعية أو نخاع العظم، لكن نادراً ما يتم ذلك بسبب المخاطر التي ينطوي عليها.
وخلُصَت الورقة البحثية إلى أنَّ النتائج "يمكن أن تفيد الجهود الموجهة لتطوير علاج مضاد للتمنجل".
وشكَّلت الدراسة جزءاً من مشروع لجامعة آبيريستويث يبحث في الفاعلية العلمية للعلاجات التقليدية والعشبية، ويركز أيضاً على تطوير مضادات حيوية جديدة لمواجهة المشكلة المتنامية لمقاومة مضادات الميكروبات.
أما الأستاذ لويس مور، الذي قاد البحث، فقد قال: "تنفد منا العلاجات الواعدة. هناك إقرار، خصوصاً في ما يتعلق بالأمراض، بأنها تتطور، وبأنها تتطور من خلال إساءة استخدام مضادات الميكروبات على سبيل المثال، وبالتالي نحتاج إلى النظر في مصادر جديدة".
وأضاف: "لذا، دعونا نعود إلى حيث أعطت في الواقع الممارسة التقليدية إشارة على أنَّ هذه النباتات أو الفطريات المعينة لها بعض الفاعلية".
فقر الدم المنجلي
وتتغير خلايا الدم الحمراء في المصابين بالمرض من شكل القرص المرن إلى شكل "منجل" منحني وتصبح أيضاً لزجة وصلبة، وهو ما يعني أنها لا تتحرك بصورة ملائمة في أنحاء الجسم.
ويُمنَع الدم من التدفق، خصوصاً إلى المفاصل والصدر والمعدة، ما يؤدي إلى ألم مبرح وتضخم في اليدين والقدمين وتأخر النمو ومشكلات في الرؤية، فضلاً عن أعراض أخرى. ويمكن أن يؤدي إلى الإملاص (ولادة جنين ميت)، كما أنه يكون مميتاً في بعض الحالات.
يُعَد هذا المرض جينياً، وينتشر بين الأشخاص ذوي الأصول الإفريقية والمتوسطية والشرق أوسطية، ويعاني منه أكثر من 20 مليون شخص حول العالم.
ويُولَد في نيجيريا نحو 150 ألف طفل بمرض فقر الدم المنجلي سنوياً، يُرجَّح أن يموت نصفهم قبل بلوغ سن العاشرة.
واستُخدِم عصير النبات، الذي ينمو بصورة واسعة في أرجاء المناطق الاستوائية بإفريقيا، في "منشط دم" كعلاج تقليدي طوال أجيال، لكن لم تثبت فاعليته علمياً إلا الآن.