شلل الأطفال هو مرض شديد العدوى يسببه فيروس يهاجم الجهاز العصبي. وعادة ما يكون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس من أي فئة عمرية أخرى.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تؤدي إصابة واحدة من كل 200 إصابة بشلل الأطفال إلى شلل دائم. ومع ذلك، وبفضل المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال عام 1988، أصبح معظم أنحاء العالم خالٍ من شلل الأطفال.
لكن بعض حالات شلل الأطفال اكتُشفت في أفغانستان وباكستان في عامي 2021 و2022.
ما هي أعراض مرض شلل الأطفال؟
تشير التقديرات إلى أن 95 إلى 99% من الأشخاص المصابين بفيروس شلل الأطفال لا تظهر عليهم أعراض. يُعرف هذا بشلل الأطفال تحت الإكلينيكي. لكن حتى دون ظهور أعراض، لا يزال بإمكان الأشخاص المصابين بفيروس شلل الأطفال نشر الفيروس ونقل العدوى للآخرين.
ويشير موقع Medical News Today إلى أن هناك نوعين من شلل الأطفال:
شلل الأطفال غير المسبِّب للشلل
يُعرف شلل الأطفال غير المسبب للشلل أيضاً بشلل الأطفال المجهَض.
ويمكن أن تستمر علامات وأعراض شلل الأطفال غير المسبب للشلل من يوم إلى 10 أيام. ويمكن أن تكون هذه العلامات والأعراض شبيهة بالإنفلونزا، ويمكن أن تشمل:
- حُمى.
- إلتهاب الحلق.
- صداع الرأس.
- التقيؤ.
- إعياء.
- التهاب السحايا.
شلل الأطفال المسبِّب للشلل
يمكن أن يتطور حوالي 1% من حالات شلل الأطفال إلى شلل أطفال مسبب للشلل في النخاع الشوكي (شلل الأطفال الشوكي) أو جذع الدماغ (شلل الأطفال البصلي) أو مسبب لكليهما.
الأعراض الأولية مشابهة لشلل الأطفال غير المسبب للشلل، ولكن بعد أسبوع، ستظهر أعراض أكثر حدة، وتشمل هذه الأعراض تشنجات شديدة، وآلام في العضلات، مع مرونة شديدة في الأطراف، وشلل مفاجئ مؤقت أو دائم. بالإضافة إلى تشوه الأطراف، خاصة بالوركين والكاحلين والقدمين.
من النادر حدوث شلل كامل، ولكن في 5-10% من حالات شلل الأطفال، يهاجم الفيروس العضلات التي تساعد على التنفس، وقد تسبب الوفاة في حال عدم التدخل الطبي.
متلازمة ما بعد شلل الأطفال
من الممكن عودة شلل الأطفال حتى بعد التعافي. ويمكن أن يحدث هذا بعد 15 إلى 40 سنة. أما الأعراض الشائعة لمتلازمة ما بعد شلل الأطفال، فهي:
- استمرار ضعف العضلات والمفاصل.
- ألم عضلي يزداد سوءًا.
- الإرهاق.
- هزال العضلات، ويسمى أيضاً ضمور العضلات.
- صعوبة في التنفس والبلع.
- توقف التنفس أثناء النوم، أو مشاكل التنفس المتعلقة بالنوم.
- انخفاض تحمل درجات الحرارة الباردة.
- اكتئاب.
- مشكلة في التركيز والذاكرة.
كيف يصيب فيروس شلل الأطفال الأشخاص؟
باعتباره فيروساً شديد العدوى، ينتقل شلل الأطفال من خلال ملامسة البراز المصاب، كما أن الأشياء التي اقتربت أو لامست براز مصاب يمكن أن تنقل الفيروس أيضاً. وفي بعض الأحيان يمكن أن ينتقل عن طريق العطس أو السعال، ولكن هذا أقل شيوعاً.
غالباً ما يُصاب الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات وصول محدود إلى المياه الجارية أو المراحيض المتدفقة بشلل الأطفال من مياه الشرب الملوثة بالنفايات البشرية المصابة. ووفقاً لموقع لمايو كلينك، فإن الفيروس معدٍ لدرجة أن أي شخص يعيش مع شخص مصاب بالفيروس يمكن أن يُصاب به أيضاً.
كما أن النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والأطفال الصغار هم الأكثر عُرضة للإصابة بالفيروس.
أما بالنسبة للتشخيص، فيكون من خلال النظر إلى الأعراض والفحص البدني. بالإضافة إلى أخذ عينة من الحلق أو البراز أو السائل الدماغي النخاعي للتحقق.
هل يمكن علاج شلل الأطفال؟
يمكن للأطباء علاج الأعراض فقط أثناء العدوى، ولكن نظراً لعدم وجود علاج نهائي، فإن أفضل طريقة لعلاج شلل الأطفال هي الوقاية منه بالتطعيمات.
عادة يحصل الأطفال على لقاحات شلل الأطفال وفقاً لجدول التطعيم المقدم من وزارات الصحة، وتكون على جرعات من الأشهر الأولى وحتى عمر 6 سنوات.
نظرة على تاريخ مرض شلل الأطفال
بدأ الفيروس في النشاط في الدول الأوروبية عقب الثورة الصناعية، وفي عام 1789، سجَّل الطبيب البريطاني مايكل أندروود أوَّل وصفٍ للمرض، أما أول حالة وباء موثَّقة فكانت في جزيرة سانت هيلينا البريطانية عام 1834.
بعد ذلك، انتقل الفيروس إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحوَّل إلى وباء هناك بحلول عام 1894، واستمر في التفشي حتى شهدت البلاد أول وباء كبير لشلل الأطفال عام 1916 مركزه نيويورك، راح ضحيته أكثر من 6 آلاف حالة وفاة.
كان فيروس شلل الأطفال أحد أكثر الأمراض رعباً حتى منتصف القرن العشرين، فقد وصلت الإصابات عام 1952 إلى حوالي 58 ألف حالة، واستمر الرعب إلى أن أنهاه العالم جوناس سولك عام 1952 باختراعه للقاح المضاد.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.