تعاني القارة الإفريقية من انعدام المساواة في الاستجابة لمرض جدري القرود الذي ينتشر في بلاد غربية تحظى بفرصة الحصول على لقاحات وأدوية للقضاء على أكبر انتشار للمرض، حسب صحيفة Washington Post الأمريكية.
ويقر بعض الأطباء بواقع قبيح، إذ كانت الموارد لإبطاء انتشار المرض متاحة منذ فترة طويلة، بشكل غير متساوٍ للأفارقة الذين تعرضوا للمرض على مدار عقود.
5 أضعاف عدد الحالات في العالم
وفي الوقت نفسه، أبلغت القارة الإفريقية عن أكثر من خمسة أضعاف عدد الحالات هذا العام.
كان هناك أكثر من 1400 حالة إصابة بفيروس جدري القرود و63 حالة وفاة في أربعة بلدان إفريقية يتفشى فيها المرض -الكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو ونيجيريا- وفقاً للمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويقول مسؤولو الصحة إن التسلسل حتى الآن لم يُظهر أي صلة مباشرة بالتفشي خارج إفريقيا.
ينتمي جدري القرود إلى عائلة فيروسات الجدري، وتُقدر فاعلية لقاحات الجدري بنحو 85% ضد جدرى القرود، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
قال أحمد أوجويل، القائم بأعمال مدير مركز السيطرة على الأمراض في إفريقيا، إن إفريقيا بشكل عام لديها فقط "مخزونات صغيرة" من لقاح الجدري لتزويد العاملين الصحيين به عند تفشي مرض جدري القرود.
وتمتلك منظمة الصحة العالمية 31 مليون جرعة من لقاحات الجدري، معظمها محفوظة في البلدان المانحة وتهدف إلى الاستجابة السريعة لأي عودة ظهور للمرض، الذي أُعلن القضاء عليه في عام 1980.
ولم تُطلق جرعات من مخزون وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة لأي تفشٍّ لمرض جدري القرود في وسط أو غرب إفريقيا.
بدوره، قال الدكتور مايك رايان، رئيس قسم الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن الوكالة تدرس السماح للدول الغنية باستخدام لقاحات الجدري؛ لمحاولة الحد من انتشار مرض جدري القردة.
"تناقض في إستراتيجية منظمة الصحة العالمية"
وتدير منظمة الصحة العالمية آليات مماثلة، لمساعدة البلدان الفقيرة في الحصول على لقاحات لأمراض مثل الحمى الصفراء والتهاب السحايا، لكن هذه الجهود لم تُستخدم سابقاً في البلدان التي يمكنها تحمُّل تكاليف الحقن.
بينما قال أويويل توموري، عالم الفيروسات النيجيري والعضو في العديد من المجالس الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية، إن إطلاق لقاحات الجدري من مخزون الوكالة لمنع مرض جدري القردة من أن يصبح وباءً في البلدان الأكثر ثراءً قد يكون له ما يبرره، لكنه أشار إلى وجود تناقض في إستراتيجية منظمة الصحة العالمية.
وكانت دول من بينها بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وسويسرا والولايات المتحدة وإسرائيل وأستراليا، قد أبلغت عن أكثر من 250 حالة إصابة بجدري القردة، ومن الواضح أن العديد منها مرتبط بنشاط جنسي في اثنتين من الحفلات الأخيرة بأوروبا، فيما لم يُبلَغ عن أي وفيات.
منذ تحديد الحالات في وقت سابق من الشهر الماضي، لقحت بريطانيا أكثر من ألف شخص معرضين لخطر الإصابة بالفيروس، واشترت 20 ألف جرعة إضافية.
ويجري مسؤولو الاتحاد الأوروبي محادثات لشراء مزيد من لقاح الجدري من شركة بافاريان نورديك، الشركة المصنعة للقاح الوحيد من هذا النوع المرخص في أوروبا. بينما أطلق مسؤولو الحكومة الأمريكية نحو 700 جرعة من اللقاح للولايات التي أُبلغ فيها عن حالات.
لكن لا تُستخدَم مثل هذه الإجراءات بشكلٍ روتيني في إفريقيا.
يُشار إلى أن فيروس جدري القرود عضو من عائلة الفيروسات نفسها مثل الجدري المائي المعروف. ورغم اسمه فإن فيروس جدري القرود لم يعد يأتي من القرود.