بالنسبة لبعض الناس، فإن أدنى صوت أو ضوء أو حتى رائحة قد توقظهم في الليل، حتى وإن مضى على نومهم ساعات. أما بالنسبة لآخرين، فحتى صوت صافرات الإنذار الصادر عن شاحنة إطفاء مارة قد لا يزعج نومهم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما السبب الذي يجعل نوم بعضنا خفيفاً، أما البعض الآخر فيتمتع بالنوم العميق دون أي إزعاج، مهما علت الأصوات والضوضاء؟
قد تلعب العوامل الوراثية ونمط الحياة واضطرابات النوم غير المشخصة دوراً في طبيعة وجودة النوم الذي نحصل عليه، لكن تشير بعض الدراسات إلى أن الاختلافات في نشاط موجات الدماغ أثناء النوم قد تجعل الشخص ينام نوماً خفيفاً أو عميقاً.
مراحل النوم الخفيف والعميق تؤثر علينا جميعاً خاصة مع التقدم بالعمر
أثناء النوم نمر بالتناوب بين دورتين من النوم تُعرفان باسم: REM (حركة العين السريعة) و NREM (حركة العين غير السريعة) اللتين تتكرران كل 90 دقيقة تقريباً.
يتكون نوم حركة العين غير السريعة من ثلاث مراحل، الأولى هي مرحلة النوم الخفيف، والتي من المرجح أن تستيقظ خلالها.
ثم يبدأ النوم الأعمق في المرحلة الثانية، حيث يصبح تنفسك ومعدل ضربات القلب أبطأ وتنخفض درجة حرارة جسمك.
أما المرحلة الثالثة فهي أعمق مراحل النوم وأكثرها إنعاشاً (وتسمى أيضاً "نوم الموجة البطيئة")، حيث يتباطأ التنفس أكثر، وتسترخي العضلات، ويحدث نمو الأنسجة وإصلاحها.
الدورة التالية هي نوم الريم، والذي يتميز بتحرك عينيك بسرعة من جانب إلى آخر، بالإضافة تزايد في نشاط الدماغ ومعدل ضربات القلب وضغط الدم الذي يبدو في الواقع أكثر تشابهاً مع الاستيقاظ من النوم.
وهذه هي مرحلة النوم التي تحدث فيها معظم الأحلام، بالإضافة إلى أجزاء مهمة من عملية تقوية الذاكرة، كما يشير موقع Sleep Foundation.
مع التقدم في العمر تنخفض مدة مراحل النوم ذات الموجة البطيئة وحركة العين السريعة، بينما تطول مدة المراحل الأخف.
ولكن من المهم أيضاً ملاحظة أن مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في النوم الخفيف أو العميق على مدار الليل يمكن أن يختلف اختلافاً كبيراً من شخص لآخر ومن ليلة إلى أخرى.
كما أن مقدار النوم العميق الذي يحصل عليه الشخص لا يرتبط بالضرورة بمقدار إجمالي النوم الذي يحصل عليه.
استجابة دماغنا للضوضاء والتأثيرات تلعب دوراً هاماً
تشير أبحاث أمريكية تمت عام 2010 إلى أن الاختلافات في كيفية استجابة الأشخاص النائمين للضوضاء قد تكون مرتبطة بمستويات نشاط الدماغ التي تسمى مغازل النوم.
مغازل النوم هي نوع من موجات الدماغ التي يعتقد الباحثون أنها قد تكون لها قدرة على تخفيف آثار الضوضاء في الدماغ.
وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين أنتجت أدمغتهم موجات عالية التردد من هذا النوع كانوا أكثر عرضة للنوم وسط ضوضاء عالية.
الجنس والاضطرابات الصحية قد يؤثران أيضاً
ليست موجات الدماغ فقط، يشير موقع The Greatest إلى أن الجنس والتمثيل الغذائي والجينات تلعب دوراً في مدى عمق نوم الشخص أيضاً.
الإناث بشكل عام يمررن بنوم الموجة البطيئة بشكل أفضل من الذكور. كما تلعب الهرمونات جزءاً من دورة النوم/ الاستيقاظ ويؤثر اضطرابها بشكل مباشر عليها.
كما قد تؤدي بعض اضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، للنوم الخفيف، عن طريق التسبب في الاستيقاظ طوال الليل بسبب عدم انتظام التنفس.
ولكن من الجدير بالذكر أنه لمجرد أنك تشعر أن نومك خفيف، أو أنك تستيقظ بسهولة أثناء الليل بسبب الضوضاء الخارجية أو الاضطرابات الأخرى، لا يعني أنك في الواقع لا تحصل على النوم الذي تحتاجه. ما هو أكثر أهمية هو أن تستيقظ وأنت تشعر بالراحة.
خطوات للحصول على النوم العميق
قد تساعدك النصائح التالية على تحسين جودة نومك:
- تجنب السهر، والنوم والاستيقاظ في وقت محدد.
- التحكم في التوتر ومحاولة الاسترخاء للتعامل مع الضغوطات، إذ ترتبط المستويات المرتفعة من التوتر بنوم أقل.
- تجنب الكحول، لأنه يسبب اضطرابات في دورة النوم.
- إطفاء التلفزيون والأجهزة الإلكترونية وإبقاؤها خارج الغرفة.
- تجنب قضاء الوقت أمام الشاشات قبل 30 دقيقة على الأقل من موعد النوم، لأن الضوء المنبعث من الشاشات يثبط إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يرسل إشارات للجسم بأن الوقت قد حان للنوم.
- ارتدِ قناعاً للعين لحجب الضوء الذي قد يتسرب إلى الغرفة من حواف الستائر. كما أنه يمكن أن يساعد الأشخاص في الحفاظ على فترات أطول من نوم الريم، وقد يرفع مستويات الميلاتونين.
- استخدم سدادات الأذن أو سماعات إلغاء الضوضاء.
- يمكنك تشغيل أصوات الضوضاء البيضاء التي تتوفر فيديوهات لها على اليوتيوب لمساعدتك على النوم.
- انتبه لما تأكله قبل موعد النوم، وتجنب الوجبات الخفيفة المليئة بالسكر والأطعمة الحارة والحمضية، التي قد تسبب حرقة في المعدة أو ارتجاعاً حمضياً يمكن أن يعيق النوم.
- تجنب أيضاً الكافيين والنيكوتين لأن كليهما من المنبهات.