تختبر النساء آلاماً شهرية نتيجة لتقلصات الدورة الشهرية أو الإباضة وعادة لا تمثل آلام الحوض لدى المرأة في منطقة أسفل البطن شيئاً يدعو للقلق، ولكن في حالات نادرة، يمكن أن تكون هذه الآلام علامة على شيء أكثر خطورة، مثل مرض التهاب الحوض (PID) الذي يصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية.
رغم إمكانية علاج التهاب الحوض، فإنه قد يتطور ويسبب مشاكل خطيرة في الرحم والمبايض، لذلك يتوجب علاجه في أسرع وقت.
أولاً، ما هو مرض التهاب الحوض؟
يعرف موقع Webmd للطب والصحة مرض التهاب الحوض على أنه التهاب يُصيب الأعضاء التناسلية لدى المرأة التي تشمل قنوات فالوب والمبيضين وعنق الرحم والرحم نفسه.
وتكون العدوى نتيجة دخول عدة أنواع وسلالات بكتيرية إلى المهبل، بما في ذلك السلالات التي تُسبب الأمراض المنقولة جنسياً، وتُسبب حدوث الالتهاب، ومع مرور الوقت تنتشر هذه البكتيريا إلى باقي الأعضاء التناسلية في منطقة الحوض.
من الممكن لهذا المرض أن يتطور ليُصبح خطيراً جداً ويهدد الحياة، وخاصةً إذا انتشر إلى الدم.
أسباب التهاب الحوض
يمكن أن تسبب أنواع عديدة من البكتيريا مرض التهاب الحوض (PID)، لكن عدوى السيلان أو داء المتدثرة هما الأكثر شيوعاً. عادةً ما تحدث الإصابة بهذه البكتيريا أثناء ممارسة الجنس غير الآمن.
يمكن للبكتيريا أن تدخل إلى الجهاز التناسلي في أي وقت يكون فيه الحاجز الطبيعي لعنق الرحم في حالة اضطراب. يمكن أن يحدث هذا أثناء الحيض أو بعد الولادة أو الإجهاض.
وفي حالات نادرة، يمكن للبكتيريا أن تدخل إلى الجهاز التناسلي أثناء عملية غرز اللولب الرحمي (IUD)- وهو شكل من أشكال تنظيم النسل طويل الأمد- أو أي إجراء طبي يتضمن إدخال أدوات في الرحم، وفقاً لموقع Mayoclinic.
أعراض مرض التهاب الحوض
بعض النساء المصابات بمرض التهاب الحوض لا تظهر عليهن الأعراض. أما بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من أعراض، يمكن أن تشمل ما يلي:
- ألم في أسفل البطن (أكثر الأعراض شيوعاً).
- ألم في الجزء العلوي من البطن.
- حمى.
- ألم عند القيام بالعلاقة الحميمية.
- تبول مؤلم.
- نزيف غير منتظم.
- إفرازات مهبلية زائدة أو كريهة الرائحة.
- تعب.
يمكن أن يسبب مرض التهاب الحوض ألماً خفيفاً أو متوسطاً. ومع ذلك، فإن بعض النساء يعانين من آلام شديدة وأعراض، مثل:
- ألم حاد في البطن.
- التقيؤ.
- إغماء.
- حمى شديدة.
عند ظهور الأعراض الشديدة، ينبغي الاتصال بالطبيب على الفور أو الذهاب إلى الطوارئ لمنع انتشار العدوى إلى مجرى الدم أو أجزاء أخرى من الجسم مما قد يهدد الحياة.
هذه العوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض
- ممارسة العلاقة الحميمية مع أكثر من شريك تحت عمر 25 عاماً.
- ممارسة العلاقة دون استخدام واقٍ.
- استخدام الغسول المهبلي بشكل منتظم، ما يتسبب في حدوث خلل في التوازن بين البكتيريا المفيدة والبكتيريا الضارة في المهبل وقد يخفي الأعراض.
- الإصابة المسبقة بمرض التهاب الحوض أو التعرض لعدوى مَنقولة جنسيّاً.
- إدخال لولب رحمي.
اختبارات مرض التهاب الحوض
لتشخيص مرض التهاب الحوض، يجري الطبيب مجموعة من الاختبارات منها:
- فحص أعضاء الحوض.
- فحص عنق الرحم بحثاً عن الالتهابات.
- اختبار البول بحثاً عن علامات الدم والسرطان وأمراض أخرى.
تشمل الاختبارات الإضافية ما يلي:
- الحوض بالموجات فوق الصوتية لتصوير الأعضاء الداخلية.
- فحص عينة صغيرة من بطانة الرحم.
- تنظير البطن عن طريق التقاط صور لأعضاء الحوض.
ما هو علاج التهاب الحوض؟
عادة يصف الأطباء المضادات الحيوية لعلاج مرض التهاب الحوض. ولكن نظراً لأن الطبيب قد لا يعرف نوع البكتيريا التي تسببت في العدوى ، فقد يعطي نوعين مختلفين من المضادات الحيوية لعلاج مجموعة متنوعة من البكتيريا.
في غضون أيام قليلة من بدء العلاج، قد تتحسن الأعراض أو تختفي. ومع ذلك ، يجب إنهاء العلاج، فقد يؤدي إيقاف الدواء مبكراً إلى عودة العدوى.
في بعض الحالات قد يتطلب مرض التهاب الحوض الجراحة في حال وجود خراج في الحوض أو الرحم أو إذا كانت العدوى لا تستجيب للعلاج.
مضاعفات الإصابة بالتهاب الحوض إذا لم يتم علاجه
إذا لم يعالج مرض التهاب الحوض، فقد تتفاقم الأعراض وتؤدي إلى مشاكل، مثل:
- العقم وعدم القدرة على إنجاب طفل.
- الحمل خارج الرحم.
- آلام الحوض المزمنة في أسفل البطن الناتجة عن تندب قناتي فالوب وأعضاء الحوض الأخرى.
- يمكن أن تنتشر العدوى أيضاً إلى أجزاء أخرى من الجسم مما قد يهدد الحياة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.