نرمش بلا وعي لكن آخرين محرومون من هذه “النعمة”.. أسباب عدم القدرة على “بربشة العين”

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/22 الساعة 15:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/22 الساعة 15:31 بتوقيت غرينتش
السكتة الدماغية قد تؤدي لعدم القدرة على رمش العين بشكل تلقائي - iStock

هل يمكنك أن تتخيل عدم القدرة على رمش عينيك لعدة دقائق متصلة؟ الأمر ببساطة بالغة سيكون بمثابة التعذيب المبرح وكأنك تشعل فيهما النار.

ويحدث ذلك لأن العينين من أكثر الأجزاء الهشة في الجسم، والتي تحتاج إلى ترطيب دائم ومستمر من خلال رمش عينك أو ما تُعرف باسم "بربشة العين" التلقائية كل بضع ثوانٍ.

وبالرغم من أهمية هذه الحركة الجسدية الأوتوماتيكية فإن هناك بعض الحالات الصحية التي قد تحرمك من القدرة على بربشة العين بصورة طبيعية.

العين يمكنها أن تتلف تماماً إذا توقفت عن ترميش الجفون - iStock
العين يمكنها أن تتلف تماماً إذا توقفت عن ترميش الجفون – iStock

أهمية بربشة العينين

بربشة العينين هي أمر تلقائي نفعله جميعاً آلاف المرات في اليوم الواحد، ولكن هل تعلم أهميته وفوائده؟ الحقيقة هي أن رمش العين يساعد على تنظيف سطح العين وحمايتها من التلف.

إذ يمكن أن تصاب العين بسهولة بأي أضرار، وإذا لم يكن لدينا جفون هناك للمساعدة في الحفاظ على نظافتها ورطوبتها فسنصاب بالتهابات وقروح ومشاكل تُفضى إلى العمى.

كذلك يساعد الرمش أيضاً على إفراز الدموع والمواد المغذية عبر سطح العينين، ما يساعد على منعها من الجفاف والتلف نتيجة عوامل الجو والهواء.

وبحسب موقع Laser My Eyes لصحة العين وعمليات الليزك، يقوم الإنسان ببربشة العين نحو 24 مرة في الدقيقة الواحدة عند النظر في أي شيء بخلاف الشاشات الرقمية مثل الهواتف المحمولة والحواسيب الذكية، بإجمالي 35 رمشة عين في اليوم الواحد تقريباً. 

وعادة ما ينخفض هذا الرقم ​​بشكل كبير عند استخدام جهاز رقمي، إذ يقل عدد رمش العين في الدقيقة الواحدة وصولاً إلى حوالي 10 رمشات فقط، وهذا يمثل انخفاضاً بنسبة 50% أو أكثر، ما يفسر إجهاد العينين وتقرحها وجفافها عند استخدام الأجهزة الرقمية بإفراط.

ونظراً للطبيعة السائلة للعين، فهي عرضة لتجميع الغبار والأتربة والتلوث.

لذا يساعد رمش العينين على تنظيف سطحهما من تلك الرواسب، لذلك عندما يتوقف الأمر لأي سبب عرضي أو صحي، فإن ذلك يؤدي لمخاطر جمة تصل إلى تلف الهياكل السطحية للعين وانعدام القدرة على الرؤية.

بالإضافة لما سبق، تتجمع الدموع التي تستخدمها جفونك لتنظيف عينيك في الغالب على الجفن السفلي، لذلك لتنظيف عينك بشكل صحيح، تحتاج إلى إغلاق عينيك تماماً عند رمشهما.

صدق أو لا تصدق، من المحتمل جداً ألا تكون قادراً على بربشة عينك بشكل صحيح.

ويمكنك إجراء اختبار بسيط لمعرفة ما إذا كنت ترمش بشكل سليم أم لا، وذلك من خلال وضع إصبع السبابة على عظام الوجنتين مباشرة. وعندما ترمش بشكل صحيح فإن جفنك العلوي يجب أن يلمس إصبعك بلطف عبر رموشك.

أسباب صحية تؤدي إلى عدم القدرة على رمش العينين

تُسمى تلك المشكلة بـLagophthalmos، وهي حالة تمنع العين من الانغلاق تماماً والرمش بشكل طبيعي. إذا كانت المشكلة تحدث فقط أثناء النوم فهي تُسمى بالاضطراب الليلي لبربشة العين.

وتؤدي عدم القدرة على رمش الجفون على زيادة تبخر الدموع، والتوزيع السيئ للغشاء المسيل للدموع، وتعطيل مكون طبقة الميوسين على العين، وجفاف القرنية وفي نهاية المطاف تمزُّق سطح العين.

أسباب عدم القدرة على بربشة العين الصحية تختلف بحسب السبب الأصلي - iStock
أسباب عدم القدرة على بربشة العين الصحية تختلف بحسب السبب الأصلي – iStock

ومن أبرز الأسباب الصحية التي قد تؤدي إلى عدم القدرة على رمش العينين بصورة طبيعية ما يلي:

1- فشل وظيفة عضلة الجفن

هذا هو السبب الأكثر شيوعاً للمشكلة. وهو يحدث عادة بسبب شلل الجفن لأن العصب الوجهي داخل الجمجمة يؤثر على عضلة العين الدائرية، أو التشنجية، وهو من بين أعراض التعرُّض للتسمم الدرقي.

2- الانتفاخ المفرط للقرنية

يمكن أن يصاحب شلل الجفون التهاب بسبب الجحوظ أو القرنية المتضخمة بسبب ارتفاع ضغط العين.

كما يمكن أن ينبع نفس الأمر نتيجة عيب أو قصور هيكلي يؤدي إلى تراجع أو تقصير الجفون، بسبب التندب أو الضمور بعد الإصابة أو المرض.

3- أسباب صحية أخرى

كذلك يمكن أن تكون الأسباب الأخرى لعدم القدرة على رمش العين كالتالي:

  1. الإصابة الموضعية، إما من صدمة حادة أو جرح عميق.
  2. السكتة الدماغية والجلطات.
  3. الأورام، وخاصة الأورام العصبية.
  4. متلازمة موبيوس.
  5. أمراض المناعة الذاتية، مثل متلازمة غيلان باريه.
  6. ندوب وحروق أو إصابات أو حالات طبية معينة.
  7. جراحة الجفون.
  8. متلازمة الجفن الرخو.

كيف يمكن تشخيص الحالة؟

باستخدام التاريخ الطبي والفحص البدني، سيحاول الطبيب المتخصص اكتشاف السبب الكامن وراء التهاب الجفن وعدم قدرته على الحركة بشكل طبيعي لتحقيق بربشة العين التلقائية لترطيب العينين.

لذلك تأكد من إخبار طبيبك عن أي إصابات أو عدوى حديثة لست على علم بها.

ومن المحتمل أن يقوم طبيبك بإجراء بعض الاختبارات أيضاً.

على سبيل المثال، قد يُطلب منك النظر إلى أسفل أثناء محاولة إغلاق عينيك. وحينها يقيس طبيبك المسافة بين جفونك بمسطرة.

يمكنهم أيضاً تسجيل عدد المرات التي ترمش فيها ومدى إغلاق عينيك عندما ترمش. ويمكن أن يساعد مقدار القوة التي تستخدمها لإغلاق عينيك في كشف وتحديد ما إذا كانت لديك مشكلة في العصب الوجهي تؤدي لحدوث المشكلة.

يمكن أن يتسبب الخلل الوظيفي الحاد في العصب السابع داخل القحف، بسبب شلل بيل، أو الصدمة، أو الإصابة الموضعية، في حدوث شلل الجفن وعدم القدرة على رمش العين طبيعياً.

وفي نهاية المطاف، قد يقوم طبيبك أيضاً بإجراء اختبار صبغة العين بالفلورسين لمعرفة ما إذا كانت هناك علامات على تلف العين.

يمكن استخدام علاجات تقلل من حدة الأعراض مثل الدموع الصناعية - iStock
يمكن استخدام علاجات تقلل من حدة الأعراض مثل الدموع الصناعية – iStock

خيارات العلاج

بطبيعة الحال تعتمد خيارات العلاج وفقاً للسبب الصحي الرئيسي الكامن وراء المشكلة.

لكن بشكل أساسي هناك خياران للتعامل مع مشكلة عدم القدرة على رمش العين، وهما إما بشكل غير جراحي للحالات المعتدلة، أو الجراحي الأكثر تعقيداً.

تركز خيارات العلاج غير الجراحية على علاج أعراض المشكلة بدلاً من الحالة نفسها. مثلاً يمكن أن يساعد تطبيق الدموع الاصطناعية المتخصصة خلال النهار على منع جفاف العين والحكة.

وبحسب موقع WebMd للصحة والمعلومات الطبية، كذلك يمكن وضع مرهم وقائي على القرنية طوال اليوم لتجنب الخدوش والجفاف.

علاوة على ما سبق، فإن النظارات الواقية للرطوبة تساعد في حماية وترطيب عينيك أثناء النوم. يمكنك أيضاً الاحتفاظ بجهاز ترطيب في مكان قريب أثناء النوم لزيادة الرطوبة.

وقد يقترح طبيبك أن تضع أوزاناً صغيرة متخصصة على الجزء الخارجي من جفونك لإبقائها مغلقة، مثل استخدام الشريط الجراحي اللاصق لغلق العين أثناء النوم.

لكن بالنسبة للخيارات الجراحية فقد تكون تجميلية على الأغلب لعلاج مشاكل مثل الجحوظ أو تدلي الجفن وارتخاء العضلات. وهي تعتمد بشكل أساسي على تشخيص الطبيب المتابع للحالة.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد